هناك حملات عديدة في الأردن كان لها دور فاعل في تحريك المياه الراكدة، أبرزها حملة "أمي أردنية وجنسيتها حق لي" بوصفها مطالبة بحق المرأة في منح الجنسية لابناءها، واحدة من النقاط  الهامة التي عملت عليها هي إفساح المجال أمام كثيرين ليعبروا عن ما يجول في خاطرهم جراء الانتهاك الواقع بحقهم. بنفس الوقت دفعت العديد من وسائل الإعلام لتناول هذه القضية دون "خوف" أو ترهيب ممارس من قبل "الأجهزة" وهذا خطوة رغم بساطتها إلا أنها أثرت بشكل غير مباشر على الضغط المدني في هذه القضية..

هناك حملة أخرى متعلقة باعتقالات الرأي سواء داخل او خارج الأردن، أذكر بهذا الصدد الحملة الإلكترونية والميدانية التي نفذها شباب أردنيون إبان اعتقال السلطات العراقية الناشط الأردني خالد ناطور، فلولا تفاعل الشباب على الفيس بوك والميدان من خلال تنفيذ اعتصامات امام السفارة السعودية والخارجية الأردنية ومجلس النواب لم خرج خالد ببساطة.. هذا مثال على حملات مدنية سلمية مارس فيها شبان حقهم في التعبير عن رأيهم حيال قضايا منوعة وكان لها تأثير على القضايا العامة..

هناك حملة أخرى متعلقة بواقع وحقوق اللقطاء أو مجهولي النسب الذين ورغم انهم لم يحققوا مطالبهم التي ارادوها حتى اللحظة لكنهم استطاعوا أن يؤثروا على الصورة السلبية التي طالما كانت تلاحقهم.. وهذه نقطة هامة وأساسية في تنفيذ الحملات في ان تكون مرتكزة على قضية محددة وتستهدف الجميع...

كثير من الحملات الميدانية التي ارصدها وهي على كثرتها لم اتذكر منها إلا القليل، لكن بالمختصر الحملات الميدانية هي شكل من اشكال التعبير عن الرأي وهي المقياس الذي على الدولة أن تبدي احترامها له،، فإما تنجح في حماية تلك الحرية او تخسر.... والأردن وان لم يجابه عدد من تلك الحملات لكن تم اجهاض عدد منها لاسباب "غير معلومة" إما بتدخلات هنا او هناك أو "قصر نفس القائمين عليها".... لكن ربما أبقي سؤالي معلقا لماذا لا تدوم الحملات الميدانية التي فيها نمارس حقنا في التعبير عن الرأي؟