إستراتيجيات تطبيق الرعاية الذاتية بنجاح

1 post / 0 new
إستراتيجيات تطبيق الرعاية الذاتية بنجاح

في هذا المحور انقسمت المداخلات إلى قسمين، قسم علاج طبيعي، وقسم علاج نفسي.

أولاً: تناولت الأستاذة فرح دويك موضوع الرعاية الذاتية من الناحية الفسيولوجية، وأشارت إلى أن الجهاز العصبي يحتوي على جهاز إنذار، الذي يعمل عندما يتعرض الفرد لضغوطات وتوترات يومية كالتي يمكن أن تحدث نتيجة لطبيعة عمله. وقد بينت أن هذا الجزء من الدماغ يمتلك ثلاثة وسائل دفاعية متمثلة في القتال، أو الهرب، أو التجمد، وبينت أعراض التوتر المصاحبة لكل مرحلة وكيفية عمل الجهاز العصبي وكيفية تعامل الأعضاء في أجسامنا مع التوتر، وما هي الأجهزة التي تحتاج إلى العمل وقت التوتر، مثل ازدياد نبضات القلب وسرعة التنفس، وفي المقابل بعض الأجهزة لا تحتاج الى أن تقوم بأي عمل خلال مرحلة التوتر مثل الجهاز الهضمي الذي لا يحصل على أوامر من الجهاز العصبي بأن لا يقوم بأي عمل، مما يؤدي إلى مغص في المعدة او قولون عصبي او مشاكل في الجهاز الهضمي.

وفي بعض الأوضاع يعمل الجهاز العصبي بشكل دائم وذلك لأن هذا الجهاز حساس مما يؤدي إلى التوتر المزمن والدائم مما يضع الجسم في وضعية التأهب التي تؤدي إلى ازدياد مستمر في عدد نبضات القلب ونفس غير منتظم وتشنجات عضلية، كما شاركت ثلاث حالات للجهاز العصبي وهي:

  1. الحالة الأولى (آمن واجتماعي) يكون فيها الجهاز العصبي آمن ومستقر وبالتالي الوضع الجسدي مرتاح ونبضات القلب طبيعية والتنفس منتظم وينتج عن ذلك إنسان منفتح واجتماعي.
  2. حالة التأهب (قتال/هروب) يبدأ فيها الجهاز العصبي في العمل واختيار الوضعية مثل القتال أو الهروب، وتظهر في الأعراض الجسدية مثل ازدياد نبضات القلب وعدم انتظام التنفس أو عدم المقدرة على النوم وهذا ينتج انسان غير قادر على التركيز وعلى التواصل مع الآخرين وصعوبة بدء الحوار والنقاش.
  3. حالة التجمد (إيقاف العمل) في هذه الوضعية يكون الجسم في حالة هبوط وعدم رغبة في الميل ويرغب في النوم لفترات طويلة ولكن نوم غير مريح وغير قادر على التواصل بصوت واضح وخدران في الجسم، وهذا ينتج انسان منسحب وانعزالي وغير قادر على بدأ الحوار.

 

ثانياً: أكدت الأستاذة رندة حيفاوي أن الرعاية الذاتية الناجحة هي التي تهتم في التكوين الثلاثي للإنسان ألا وهي (العقل، الروح، الجسد)، وأن الرعاية لا تقتصر على وقت محدد أو على الوقت الذي يعاني فيه الفرد من الضغوطات، بل يجب أن يكون جزء من الروتين الطبيعي لدينا، وليس هناك حاجة إلى تخصيص وقت كبير للرعاية الذاتية. قد تفي دقائق معدودة يومياً بالغرض، وقد تختلف أنشطة الرعاية الذاتية من شخص لآخر حيث تفي بعض الأنشطة بحاجات فرد ولكنها لا تنطبق على الجميع لذا فقد أكدت على أهمية التقييم الذاتي لهذه النشاطات لمعرفة إذا كانت مفيدة أم لا. 

ثم تابعت حديثها عن ضرورة طلب الدعم الخارجي سواء من المؤسسة نفسها أو الاختصاصيين، وأنه من المهم التفرقة بين الأعراض اللحظية والأعراض المتكررة التي تستلزم تدخلاً من اخصائيين. 

وبينت أن بعض الممارسات البسيطة كعدم الشعور بالذنب ليست تصرفاً أنانياً، بل الرعاية الذاتية تمكن الفرد من تقديم المساعدة للآخرين بشكل أفضل، وقول "لا" عند عدم القدرة على أداء العمل المطلوب ووضع بعض الحدود الاجتماعية واحترام الحيز الشخصي.

وختمت بالإشارة إلى دور المؤسسات في إجراء تقييم دوري للأفراد ووجود فريق لتقديم الدعم النفسي لأن أداء الأفراد العاملين/ات يؤثر على أداء المؤسسة ككل.

 

 

وفيما يلي التسجيل الكامل لهذا المحور: