الحق في الوصول الى المعلومات: كآلية لمكافحة الفساد

حوار تكتيكي

تواريخ الحوار الإلكتروني: 
الأحد, تشرين اﻷول (أكتوبر) 27, 2013 to الأربعاء, تشرين اﻷول (أكتوبر) 30, 2013
نوع الحوار الإلكتروني: 
هدف التكتيك: 
كلمات مفتاحية: 

في حوارنا لشهر تشرين الأول/اكتوبر حول الحق في الوصول الى المعلومات كآلية لمكافحة الفساد، من 27 – 30 /تشرين الأول/اكتوبر، بالشراكة مع منظمة الشفافية الدولية وشاركنا في الحوار كل من الأساتذة: همدان العليي من المجموعة اليمنية للشفافية والنزاهة، والأستاذة هيلدا عجيلات والمهندس علي خلايلة من مركز الشفافية الأردني، والأستاذ محمد بوعمريران من الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الأنسان،  وكل من الأساتذة داني حداد وخالد خليفات وانتصار العرفاوي.

لقد تطرقنا في هذا الحوار لعدة محاور شملت:

-أهمية الحق في الوصول للمعلومات بالنسبة للمواطن العادي وعلاقتها بمكافحة الفساد
- الدور الذي يجب أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني كي تكون أداة ضغط تدفع بالحكومات إلى اقرار مثل هذا القانون أو تفعيله على أرض الواقع إذا كان قد صدر
-التحديات التي تحول دون تطبيق مثل هذه القانون على أرض الواقع والتكتيكات والتي تم استخدامها من قبل هذه المؤسسات وساعدت في التغلب على هذه التحديات

<--break->ملخص حوار الحق في الوصول إلى المعلومات كآلية لمحاربة الفساد

 

بدأت الإحتجاجات  في المنطقة العربية بعدما شعر المواطنون انهم بعيدون كل البعد عن اسس الشرعية والديمقراطية التي تضمن لهم الحق في الوصول الى المعلومات الأساسية، من كيفية اتخاذ القرارت في الإدارات العامة والرسمية، وسن القوانين والتشريعات التي تتحكم في حياتنا اليومية، والموازنات العامة وكيفية انفاق الأموال التي تجبيها الدولة من خلال الضرائب المباشرة وغير المباشرة.

لا يمكن لنا في المنطقة العربية ان نكتفي بالمطالبة بأن تنضم الدول التي ننتمي اليها الى الإتفاقيات الدولية كاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي تضمن اقرار قوانين الحق في الوصول الى المعلومات وحماية كاشفي الفساد، بل لا بد من تطبيق مفهوم المساءلة الإجتماعية الذي يحدد أسس العلاقة بين الحكام والمواطنين. من خلال هذا المفهوم يضمن الحكام للمواطنين الشفافية في العمل عبر اضطلاعهم الدوري على المعلومات الإدارية والمالية التي بحوزتهها من خلال اقرار قوانين الحق في الوصول الى المعلومات واستشارة المواطنين الدائمة قبل اتخاذ القرارات المصيرية التي تؤثر على حياتهم اليومية من خلال اجتماعات دورية دائمة يحدد اطارها الزماني والمكاني بالإتفاق مع المواطنين. بالمقابل يقوم المواطنون بأداء واجباتهم من خلال المشاركة بالإجتماعات ودفع الضرائب المتوجبة عليهم مما يساعدهم على محاسبة المسؤولين على اعمالهم من أجل تفعيل أطر الحكم الصالح. فالإنضمام الى الإتفاقيات هو امر اساسي غير أنه غير كافٍ لمكافحة الفساد كما ذكرنا سابقاً. فجميع الدول العربية صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ما عدا عمان والسودان وسوريا والصومال وجزر القمر بالإضافة الى فلسطين التي لا يمكنها الإنضمام الى الإتفاقية وانشأت هيئات مكافحة الفساد الوطنية غير أن الأساس يبقى من خلال ضمان حق الوصول الى المعلومات عبر القوانين بحيث أنه حتى الأن لم تقر سوى ثلاث دول عربية هذه القوانين وهي الأردن، تونس واليمن، ودولتان اقرت هذا الحق وفق دستورها وهي المغرب والسودان وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية

غير أن العبرة تبقى ايضاً في التطبيق كما ينص تقرير الشفافية الدولية السابق الذكر الذي يؤكد  ان الحصول على المعلومات ما زال محدوداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن البنود القانونية القائمة بالفعل والمتعلقة بالحصول على المعلومات لا يتم تنفيذها في معظم الدول. فقد جاء ترتيب بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تصنيفات دولية عديدة في النصف الأدنى، مما يشير إلى وجود قيود تحد من الشفافية والمساءلة.<--break->

أهمية الوصول للمعلومات للمواطن العادي وارتباطها بمكافحة الفساد

1- يعد حق المواطن في المعرفة والإطلاع احد أهم ركائز البناء الديمقراطي، وتمثل حق التعبير وحرية اتخاد القرارات المبنة على معلومات واضحة

2- معرفة الإقتصاد والمديونية للدولة بشكل شفاف

3- المعلومات تفيد الباحثين وأصحاب الدراسات

4- تمكن المواطن من تقييم أداء المسؤولين ومن ثم تعزز قدراته في اختيار من يمثله في الانتخابات بناء على تقييمه السابق المبني أصلا على المعلومات التي حصل عليها

5- تساعد على اثبات انتهاكات وتجاوزات الفاسدين وتقديمهم للقضاء لمحاسبتهم

6-  المشاركة بعملية  الانتخاب والمشاركة في الشؤون العامة للدولة كمناقشة السياسات ومشاريع القوانين

7- مراقبة الحكومات

8- كشف انتهاكات حقوق الانسان

9- تسهيل اقامة المشاريع الاقتصادية

10- زيادة ادراك الفرد ومعرفته بالقضايا المتعلقة بالفساد والفاسدين والحد من الرشوة وتعزيز قيم الشفافية والمساءلة

دور مؤسسات المجتمع المدني في تفعيل القانون:

للدول التي لم يتم فيها سن مثل هذه القوانين أو تطبيقها تقوم مؤسسات أو منظمات المجتمع المدني بعمليات المناصرة والتشبيك من أجل الضغط على الحكومات والمجالس التشريعية بهدف سن هذا القانون الذي يمكن المواطنين من ممارسة حقهم في الحصوص على المعلومات التي يملكونها
أما بالنسبة للدول التي قد اصدرت هذا القانون فمنظمات المجتمع المدنية شريكة مع مكتب المفوض الخاص بالمعلومات في عملية التوعية بأهمية امتلاك المعلومة وطريقة تدفقها للمواطن

من هنا فإن دور مؤسسات المجتمع المدني ينحصر في دراسة القانون ومدى تطبيقاته على أرضية الواقع، وعلى توعية المواطن في حقه بالحصول على المعلومة وكسب تأييد من خلال تكثيف الجهود بين مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني بما فيها الأحزاب والنقابات والبرلمان، حيث ان الجميع شركاء في عملية الإصلاح والتغيير والتطوير، اضافة الى تحريك الموضوع في الإعلام من خلال دعم الصحافيين وتعزيز قدراتهم على التحقيق في قضايا فساد

التحديات التي تواجه مؤسسات المجتمع المدني والعاملين في هذا المجال:

1- ان المشاريع الممولة أحياناً تشتت الجهود، وتخلق المنافسة وليس التشاركية، هذا من جانب.

2- التوعية، من توعية المواطنين، والصحفيين، وحتى القضاة في استخدام القانون

3-  المدني القيود القانونية: المتمثلة في تواجد اللوائح الإدارية داخل المؤسسات التي تتعارض مع تنفيذ القانون

4- عدم معرفة معظم المواطنين بحقهم في الحصول على المعلومات أو بالقانون وطريقة تقديم الطلبات أو معرفة دور الجهات ووحدات المعلومات ومكتب المفوض العام للمعلومات

5-  ثقافة السرية المنتشرة داخل الجهات والهيئات والتي تدعي ملكية المعلومات للجهة المنتجة لها وبالتالي من حقها حجبها عن المواطنين

6- عدم كفاءة الأجهزة الإدارية المعنية بإنتاج وإتاجة المعلومات من حيث عن توافر الإمكانيات والخبرات اللازمة لجمع المعلومات والإحصاء وتصنيفها كذلك مع كفاءة الموظفين في التعامل مع طلبات الحصول على المعلومات

7- الحاجة لتدريب عدد كبير جداً من المختصين في وقت قصير نسبيا، وعدم توفر عدد كافي من المدربين لتدريب المختصين، وعدم وجود كادر وطني كاف مختص بأمن المعلومات

8- تأهيل الجهات بالأنظمة والبرامج والإتصالات المناسبة (تطوير البرامج

9- إساءة إستخدام القانون (لم يحدد القانون أي شروط لطلب المعلومات كما لم يحدد أي عقوبات على مقدمي الطلبات)

10- إساءة استخدام المعلومات لأغراض غير قانونية أو غير أخلاقية، مثل الإبتزاز أو التجريح أو نشرها بطريقة تسبب الضرر لأفراد أو جماعات أو دول أو إعطاء معلومات "أمنية حساسة" لجهات خارجية.

حلول وتوصيات بهدف الحد من هذه التحديات وتفعيل القانون على أرض الواقع:

1-  تشكيل إئتلافات وذلك لتشكيل قوى ضاغطة على أصحاب القرار بتفعيل القانون

2- تكثيف جهود مؤسسات المجتمع المدني وتوحيدها من اجل الضغط على أصحاب القرار بإستصدار قانون أو تفعيل القانون حيث ان القانون يلعب دور كبير في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة ووالمساءلة

3- إدراج مساقات أو مواد تدرس في الجامعات والمدارس حول الحق في الحصول على المعلومة 

4- توعية القضاه بحق الحصول على المعلومات

5- وضع اطار زمني لتنفيذ القانون

روابط تم ادراجها في الحوار:

- مؤشر مدركات الفساد" (http://cpi.transparency.org/cpi2012/ )

2- مؤشر الرشوة العالمي (http://www.transparency.org/gcb2013)

3- مؤشر الموازنة المفتوحة" (http://internationalbudget.org/what-we-do/open-budget-survey/

4- اقرار لجنة الحقوق والحريات في مصر مادة خاصة بحق المواطنين في الحصول على المعلومات في 30 ايلول 2013: http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=30092013&id=9bc20aff-06e7-4c44-8c45-fc197559616f)

5- دليل تقييم مستويات الافصاح الحكومي: http://sitcegypt.org/?p=715

6- تفرير تقييم مستويات الإفصاح الحكومي في مصر: http://sitcegypt.org/?p=791

7- مقترح الشبكة الوطنية لتعزيز الحق في الوصول إلى المعلومات لقانون الحق في الوصول الى المعلومات "الذي يتنظر التصويت عليه من قبل المجلس النيابي اللبناني، وقانون حماية كاشفي الفساد "مازال قيد الدرس من قبل اللجان االنيابية (http://www.ghassanmoukheiber.com/showArticles.aspx?aid=194)

8- مشروع قانون حرية تداول المعلومات المعد بواسطة المجتمع المدني في مصر http://sitcegypt.org/?p=647

9- حلقة من شارع الملك حسين 209 تتحدث عن مشروع  قانون ضمان حق الحصول على المعلومات الذي قدمته الحكومة الأردنية للنواب http://aramram.com/node/6934

https://www.newtactics.org/sites/default/files/staff-uploads/accesstoinformation_914.jpg

يعتبر حق الوصول الى المعلومات أداة اساسية من ادوات مكافحة الفساد، فالمعلومات ضرورية لإتخاذ قرارات مستنيرة، فإمتلاك المعلومات يعتبر ايضاً مصدر قوة. فعندما لا تكون المعلومات متوفر بشكل حر يمكن ان يتفشى الفساد، ومن الجائز ألا تتوفر الحقوق الإساسية للمواطنين. كما يمكن ان يختبئ الفاسد وراء ستار من السرية، وربما يطلب اولئك الذين لديهم امتياز الإطلاع على المعلومات رشاوي من آخرين يسعون للحصول على المعلومات التي بحوزتهم، وقد يحرم الأفراد من خدمات الصحة والتعليم الأساسية إن لم تكن لديهم معلومات عن حقوقهم. كما يمكن أن تخفي الحكومات تصرفاتها من خلال السيطرة على الإعلام أو فرض الرقابة عليه ومن خلال منع امكانية الإبلاغ عن المعلومات الأساسية التي تصب في الصالح العام.

ترتكز قوانين الوصول الى المعلومات الى الإقرار "بأن المعلومات في حوزة السلطات العامة تعد مورداً عاماً قيماً وأن اطلاع عامة الناس على هذه المعلومات يدعم كفالة قدر أكبر من شفافية المساءلة للسلطات العامة، وأن هذه المعلومات ضرورة لا غنى عنها في سياق عملية الديمقراطية". والغرض من هذه القوانين المعروفة ايضاً بتشريعات الحصول على المعلومات، هو ان تصبح الحكومة أكثر انفتاحاً وقابلية للمساءلة أمام الشعب. ومن النظم التي تشهد ديمقراطيات انتقالية، تعد القوانيت التي تفعل الحق في الحصول على المعلومات جزءاً من عملية التحول من دولة ذات حكومة سلطوية منغلقة الى دولة يحكمها الشعب ومن أجل الشعب.

 

هذه المقدمة جزء من تقرير منظمة الشفافية الدولية تحت عنوان "التصدي للفساد من خلال المعلومة"

<--break->

 

قادة الحوار الإلكتروني

صورة همدان العليي
همدان العليي
المجموعة اليمنية للشفافية والنزاهة - فرع الشفافية الدولية
صورة Hilda Ajeilat
Hilda Ajeilat
Jordan Transparency Center
صورة Eng. Ali Khalayleh
Ali Khalayleh
Jordan Transparency Center
صورة Haddad Dany
داني حداد
مستشار مستقل
صورة intissar
انتصار العرفاوي
صورة خالد خليفات
خالد خليفات
خبير ومختص قي قضايا الاعلام
صورة Youssef Belgacem
Youssef Belgacem
IWATCH
صورة محمد بوعمريران
محمد بوعمريران
الربطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان