ان الاتفاقيات الدولية جاءت ببنود إلزامية وببنود إختيارية وعلية لا يوجد هناك أي إجراء بحق الدول التي لربما تتعاقس عن تطوير قوانينها الوطنية، وبالتالي عدم مراجعة الثغرات أو التضارب ما بين القوانين المتعلقة في مكافحة الفساد، حتماً سيعيق من الجهود الرامية لتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد كما ان تطبيق القانون بشكل واضح و فعال هو يعد بحق أحدى الثغرات الرئيسية داخل التشريعات فعلى سبيل المثال لا الحصر ان السلطات القضائية والأجهزة التحقيقية تعتبر أحد وسائل الكشف عن الفساد داخل الدولة و مجازاته وعليه فأن الحكومات يجب ان تأخذ بعين الأعتبار أمور عديدة لتمكن تلك الأجهزة المعنية من القيام بمهمتها سواءٍ التحقيقية أو حتى سلطة أصدار أحكام قضائية بعيداً عن الضغوطات أو المؤثرات .
كما أن هناك بعض التشريعات لم تغطي او حتى تعطي من الأهمية التشريعية لبعض القضايا الداخلة في مكافحة الفساد و منها :
1. حماية المبلغين .
2. حماية الشهود .
3. حماية الضحايا .
4. تقديم المساعدة بمختلف أنواعها للضحايا.
5. تسليم المجرمين .
6. القدرة على القيام بتحقيقات مشتركة سواءٍ بين الأجهزة المعنية أو حتى بين الدول المختلفة .
كما ان آليات المتابعة الداخلية والدولية بحاجة الى تقنين و تشكيل لجان محلية و دولية لرصد والتقييم لتطوير منظوممة مكافحة الفساد والسعي قدماً للتخلص من الثغرات سواءٍ التشريعية او العملية .
يمكن تعريف الفساد بشكل عام بأنه " الأفعال التي يقدم على ممارستها شخص أو مجموعة من الأشخاص بدون وجه حق للحصول على منافع و مزايا بطرق ووسائل مخالفة لما نصت عليه القوانين والتشريعات الوطنية..ويظهر من تلك التعريفات أن مفهوم الفساد مركب ومطاطا و ذلك لأنه يختلف من عصر لأخر ومن مكان لأخر حيث تختلف النظرة إلى السلوك الذي تنطبق عليه خاصية الفساد طبقا لدلالته ، ومن أمثلة الممارسات الفاسدة الرشوة والاحتيال والتهرب من الضرائب وغسل الأموال وسوء تقدير السلع التجارية، وجدير بالذكر أنه لا يمكن حصر تلك الممارسات .
ويكمن تحديد بعض الأسباب التي ساهمت في انتشار الفساد في الاردن في الاتى :-
أولا :- صدور القوانين والقرارات دون دراسة كافية مما يترتب عليه عدم تناسبها مع ظروف المجتمع وحمايتها للمصالح الخاصة دون المصلحة العامة .
ثانيا :- وضعف الرقابة على صدور هذه القوانين والقرارات .
ثالثا :- التزام الحكومة بالسرية التامة في جميع المجالات دون مبرر مما يتيح للمفسدين مجالا واسعا لممارسة أعمالهم الفاسدة تحت مظلة السرية وذلك خاصتا داخل الجهات والمؤسسات الحكومية وهو ما يعرف بعدم الشفافية التي تؤدي إلى الفساد الإداري والذي يعني " إساءة استغلال السلطة المرتبطة بمنصب معين بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المصالح العامة
سبل الوقائية لمكافحة الفساد
" الوقاية خيرا من العلاج " وأن كانت تلك العبارة أكثر شيوعا في المجال الطبي إلا أنها لاتقل أهمية في مجال مكافحة الفساد فذا استطعنا أن نضع سبل وقائية تمنع وقوع جرائم الفساد فلن نحتاج لعلاج أي إلي تشريعات عقابية حيث لن تحدث الجريمة من أساسه ومن هنا تظهر الأهمية القسوة لهذا القسم من الدراسة والذي لم تغيب أهميته عن ذهن واضعي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد فقد تم تخصيص الفصل الثاني منها لتناول التدابير الوقائية لمكافحة الفساد ذلك على النحو التالي:-
فقد تضمن النص على ضرورة ترسيخ السياسات التى تعزز مشاركة المجتمع وتأكيد النزاهة والشفافية والمساءلة وسيادة القانون
ويقصد بالشفافية " توافر المعلومات التي تتعلق بالسياسات والنظم والقوانين والقرارات واللوائح لكافة المواطنين " أما المسائلة فيقصد بها " مسئولية الأفراد عما يقترفون من أعمال ووجوب مساءلتهم عن أدائهم الوظيفي وما يصدر عنهم من سلوكيات وتصرفات " ويقصد بالنزاهة " الجوانب الأخلاقية والقيم المرتبطة بقيام الموظف بأداء مهامه مثل الأمانة والصدق والعناية والإتقان والحفاظ على المال العام وصونه .
وقد تضمن النص أيضا أن يتم إجراء تقييم دوري للصكوك القانونية و التدابير الإدارية ذات الصلة ، بغية تقرير مدى كفايتها لمنع الفساد ومكافحته
ويقصد بذلك وضع إليه مؤسسية لرقابة جودة التشريعات واللوائح والقرارات والنظم الإدارية ومعاييرها ومراجعة أثارها في مجال حماية النزاهة ومحاربة الفساد بحيث تجعلها مواتية لمعايير الشفافية والنزاهة ، وذلك فضلا عما نصت عليه من ضرورة التعاون بين الدول الأطراف فيما بينها ومع المنظمات الدولية والإقليمية لتعزيز وتطوير تلك التدابير سالفة الذكر بما يشمله ذلك التعاون من المشاركة في البرامج والمشاريع الرامية إلي منع الفساد
"
فى الحقيقه اننا يجب ان نطرح القصور التشريعى وليس الثغرات التشريعيه بمعنى اننا ليس لدينا تشريعات كافيه وليس ثغرات تشريعيه فكل الدول العربيه تقدم قدم وتؤخر الاخرى فى سن منظومة القوانين المكمله للاتفاقيه ومن يتحرك لاصدار قانون ما فانه يكون به قصور وثغرات وبالتالى فاننا نعانى من حالة تعمد الا لمتناع عن استكمال منظومة القوانين المكمله للاتفاقيه وعند علاجها اعتقد سيكون هناك حديث مطول عن الثغرات التى بها
لذلك ارى انه يجب العمل على حث الحكومات العربيه على الاسراع باصدار التشريعات المكمله لاتفاقيه حتى يكون هناك الارض الصلبه التى نقف جميعا عليه ونتحرك انطلاقا منها
لذلك ارى انه يجب العمل على حث الحكومات العربيه على الاسراع باصدار التشريعات المكمله لاتفاقيه حتى يكون هناك الارض الصلبه التى نقف جميعا عليه ونتحرك انطلاقا منها
دخلت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNCAC) حيز النفاذ في 14 ديسمبر 2005، و هي تُعد الاتفاقية الأكثر شمولاً وقوة في مكافحة الفساد على نطاق عالمي. وحتى جانفي 2013، صادقت عليها 165 دولة. تلزم الاتفاقية الدول الأطراف فيها بتنفيذ مجموعة واسعة ومفصلة من تدابير مكافحة الفساد التي تؤثر على قوانين ومؤسسات وممارسات، وأيضا التعاون الدولي في تلك الدول. مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية مكافحة الفساد للأمم المتحدة هو صك تنفيذ هذه الاتفاقية.
فريق العمل العالمي المعني بإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (GTF-UNCAC)
باشرت “غوباك”عملها في تطبيق اتفاقية مكافحة الفساد لدى مشاركتها في حفل التوقيع في ميريدا المكسيك في ديسمبر عام 2003. وقام جون وليامز رئيس “غوباك” بإعلان دعم المنظمة للاتفاقية وذلك بالتشاورمع فريق عمل دولي وتمت الإشارة إلى أهمية الرقابة البرلمانية من أجل التنفيذ الفعّال للاتفاقية.
صدر قرار في مؤتمر “غوباك” العالمي في أروشا، تنزانيا في سبتمبر عام 2006 أشار إلى ضرورة الالتزام بتشكيل فريق عمل عالمي يُعنى بالتنفيذ الفعال لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (GTF-UNCAC) وتحديد العناصر التي من شأنها أن ترقي بأدوار أدوار البرلمانيين في مجال الحوكمة.
بيان موقف فريق العمل العالمي المعني باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد
على البرلمانيين أن يعملوا بانسجام مع الدول الأطراف والمنظمات الدولية الخبيرة لتنفيذ اتفاقية مكافحة الفساد على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي. وعليهم أيضا التأكد من إقناع الدول الأطراف بأهمية البرلمان باعتباره آلية إضافية لمنع الفساد.
وعلى أعضاء البرلمان أن يؤدوا دوراً قياديا حاسما في كلٍ من مراحل مصادقة وتنفيذ وتكييف ومتابعة ومراجعة الاتفاقية.
ويجب على البرلمانيين أن يعملوا جنباً إلى جنب مع الوكالات الخبيرة لتصبح كل الجهود المبذولة مكمّلة للمبادرات الأخرى الجارية ، والاستفادة من مضمون هذه المعلومات الهامة المتاحة في قضايا محددة.
وعلى الأعضاء أيضاً البحث عن المساعدات المتاحة في مجال التطوير لتوجيها إلى المبادرات المتعلقة بالحوكمة، ومنها ما يتعلق بالبرلمان ذاته.