كشف مرتكبي الانتهاكات بشكل سافر من خلال المظاهرات المستهدفة

تنظم جمعية الأطفال الباحثين عن الهوية والعدالة ضد النسيان والصمت (H.I.J.O.S) مظاهرات مستهدفة أمام منازل الأشخاص الذين تم التعرف عليهم كمرتكبين لانتهاكات حقوق الإنسان. وتكشف هذه المظاهرات، التي يطلق عليها إزالة القناع (escraches)، المنتهكين بصورة علنية كما تسمح للمجتمعات بالتعبير عن الشجب المعنوي لهم.

وتبدأ الجمعية، والتي تضم أعضاء معظمهم من أطفال المفقودين بالتعرف، على شخص ارتكب أعمال القمع في ظل الحكومة العسكرية في الأرجنتين، أي ما بين عامي 1976 و1983 تبدأ بعدها عملية ما قبل الكشف عن هوية مرتكبي الانتهاكات، حيث يتم الاتصال بالاتحادات المحلية والمكتبات وغيرها من المنظمات الاجتماعية التي تعمل في جوار المناطق التي يعيش فيها مرتكبو الانتهاكات. ويعمل الأعضاء على توزيع منشورات وتنظيم محاضرات غير رسمية في تلك المناطق وفي المدارس. إن هدف مرحلة ما قبل الكشف عن هوية مرتكبي الانتهاكات هو إشراك المجتمع الذي تعتبر مشاركته ضرورية لنجاح التكتيك. وفي يوم الكشف عن مرتكبي الانتهاكات، يتجمع المتظاهرون في ساحة أو في أي مكان عام آخر يقع بالقرب من منزل الهدف، حيث تلقى الخطابات التي تندد بالفرد وتصف جرائمه أو جرائمها. ويقوم المتظاهرون بإلصاق منشورات على الجدران تحمل صورة واسم وعنوان ورقم هاتف وسيرة الشخص المعني. ويمكن اتخاذ خطوات أخرى مختلفة متى كان ذلك مناسباً. وهنالك أسلوب مغاير لهذا الأسلوب وهو عملية إزالة قناع متحركة (escrache-movil) الذي يتضمن تنظيم مظاهرة متحركة تستهدف أكثر من مرتكب واحد للانتهاكات ممن يعيشون غالباً في منطقة سكنية واحدة.

وللجمعية تمثيل قانوني للمساعدة في حل المشاكل التي قد تنشأ مع الشرطة أو مع من ينظمون مظاهرات مضادة، إلا أن المفتاح لتحقيق هدفها دون وقوع صراع هو إشراك أكبر عدد ممكن من الناس في المظاهرات.

وعقب انتهاء مظاهرات إزالة القناع تبقى فعالية التكتيك في أيدي جيران الهدف. ويكون رد الفعل في بعض الأحيان مذهلاً. وهناك أمثلة حول إغلاق متاجر أو حانات تصبح فارغة عندما يدخلها أحد المنتهكين. وقد اضطر بعض مرتكبي الانتهاكات المستهدفين إلى الانتقال من بيوتهم بسبب رفض المجتمع لهم.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

عندما يمنح مرتكبو الانتهاكات فرصة الإفلات من العقاب سواء عن طريق القانون أو الأمر الواقع فإن بإمكانهم مواصلة حياة غير معروفة نسبياً – في بعض الأحيان داخل نفس المجتمعات التي يعيش فيها ضحاياهم. ولقد قررت مجموعة في الأرجنتين بأنه حتى في حالة عدم إمكانية ملاحقة مرتكبي الانتهاكات قضائياً من خلال المحاكم فإن بالإمكان كشفهم – أو إزالة الأقنعة عن وجوههم – أمام الرأي العام.

وعلى الرغم من أن قوانين العفو جعلت من الصعب ملاحقة بعض مرتكبي الانتهاكات قضائياً، إلا أن جمعية الأطفال الباحثين عن الهوية والعدالة ضد النسيان والصمت تجاوزت الأنظمة السياسية والقانونية لتشجيع نوع من أنواع النبذ الاجتماعي، في الوقت الذي يتم فيه استخدام الفكاهة والمسرح وغيرهما من وسائل التظاهر الخلاقة.

إن لهذا التكتيك بعض المخاطر الملموسة، إذ يتعين على الناس الذين يتبنون هذا التكتيك التأكد من أنهم يستهدفون الأشخاص الذين ارتكبوا الانتهاكات، وأن التظاهرات لا يتم استخدامها لأسباب سياسية أخرى. ويتعين على منظمي المظاهرات حول موضوعات عاطفية أن تكون لديهم آليات لاستخدامها في الحيلولة دون تحول الأحداث باتجاه العنف.  وفي بعض الأحوال، فإن  إجراءات كهذه يمكن أن تحول الناس في المجتمع ضد المتظاهرين حيث أنهم قد لا يكونون راغبين في حدوث اضطرابات كهذه في مناطق سكنهم.