عرض عام
ففي أوغندا تقوم مؤسسة مبادرة حقوق الإنسان (FHRI) بتدريب الزعماء المحليين على مساعدة أعضاء المجتمع ممن لديهم شكاوى، وذلك بأسلوب يتجنب المشاكل والإحباطات الناجمة عن اللجوء إلى النظام القضائي الرسمي. وتعمل المؤسسة على تعليم الزعماء كيفية تثقيف مجتمعاتهم فيما يتعلق بحقوقهم الدستورية وحقوقهم الإنسانية. وهي تمنحهم أيضاً مهارات شبه قانونية تمكنهم من تقديم الوساطة والاستشارات والمشورة، بحيث يستطيع المواطنون معالجة الانتهاكات وممارسة حقوقهم الإنسانية كاملة.
وهناك الكثير من سكان الريف في أوغندا ممن هم غير واعين لحقوقهم الدستورية الكاملة وماذا يمكنهم أن يفعلوا عندما تنتهك تلك الحقوق. كما وأنهم يعتقدون بأنه لا يمكنهم الوصول إلى النظام القانوني الموجود في المدينة، حيث إنه مرتفع التكاليف ويستخدم سلوكاً ولغة غير مألوفين لهم.
وتختار مؤسسة مبادرة حقوق الإنسان مشاركين من بين من ظهرت لديهم مهارات قيادية، وممن يعتبرون شخصيات مهمة في مجتمعاتهم كالمعلمين ورجال الأعمال البارزين وكبار السن في المجتمع والعاملين في الحقل الطبي. ويستمر التدريب مدة أسبوع يتم خلاله تطبيق منهاج يعالج العمليات القانونية وأساليب المناقشة وطرق إيجاد شبكات اتصال. ويوفر التدريب للمشاركين أيضاً المهارات التي يحتاجونها لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها. ويصبح بعض المتطوعين مسؤولين عن مجموعات معينة في المجتمع كالنساء والأطفال وكبار السن وغيرهم.
وعندما ينهي هؤلاء المتطوعون شبه القانونيين تدريبهم، يقومون بتحديد مراكز اجتماعات لمعالجة المشاكل بطرق يتم تحديدها لتناسب مجتمعاتهم، مما يشجع على اللجوء لحلول بديلة كالاستشارات والوساطة والعودة للمؤسسات التقليدية القائمة والمشورة الكتابية بحيث يمكن للناس تجنب تحديات تكاليف النظام القضائي الرسمي.
لقد قامت مؤسسة مبادرة حقوق الإنسان حتى الآن بتدريب أكثر من 1٫000 متطوع شبه قانوني كما قامت بنشر كتاب دليل مرجع العاملين بالقانون غير الرسميين (Paralegal Reference Handbook) وهو متوفر لدى المؤسسة.
لا يقر أ مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.
في الكثير من المناطق الريفية والقروية يكون الوصول إلى النظام القانوني وإلى خدمات حل النزاعات محدوداً للغاية. وتعمل مجموعة في أوغندا لتغيير هذه الأوضاع من خلال تدريب السكان المحليين لاكتساب مهارات الوساطة.
ويعزز هذا التكتيك فرص الوصول إلى العدالة. وعندما، وفقاً لما يحدث في الكثير من الأحيان، تأتي الدعوة لحقوق الإنسان من خارج المجتمع، فإنها تخلق مدافعين محليين عن تلك الحقوق. إن مؤسسة ثونقباي ثونقباو (Thongbai Thongpao Foundation) في تايلند تقدم أيضاً ثقافة قانونية للمناطق الريفية، إلا أنها تركز أكثر على تثقيف أفراد المجتمع ممن قد يحتاجوا لخدمات قانونية بدلاً من تدريب الزعماء المحليين على توفير تلك الخدمات (انظر ص227). ويمكن استخدام طريقة مؤسسة مبادرة حقوق الإنسان في التعامل مع أوضاع أخرى يكون فيها خيار اللجوء إلى القضاء غير متوفر للناس وحيث يكون زعماء المجتمع راغبين وقادرين على الاضطلاع بهذا الدور.
إن نجاح هذا التكتيك يعتمد على التأكيد بأن الزعماء الذين تم التعرف عليهم من الخارج لديهم السلطة المعنوية داخل مجتمعاتهم، وأنهم سيستخدمون تلك السلطة إلى جانب مهاراتهم الوساطية الجديدة. وعلاوة على ذلك، فإن التدريب قصير الأمد يحتاج إلى الاستكمال بالمتابعة والدعم طويلي الأمد.