عرض عام
كان إستخدام القوارب وغيرها من السفن البحرية الصغيرة لتشكيل الحصارات على الأرض شكل من أشكال الاحتجاج، حيث أنه كان ناجحا تاريخيا كأدة للمدافعة؛ وقادرا على حشد الإهتمام الوطني والدولي على حد سواء، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج ملموسة. وفيما يلي أمثلة على هذه الحصارات:
بنجلاديش، التي كانت تعرف آنذاك باسم باكستان الشرقية، أعلنت إستقلالها عن باكستان الغربية في عام 1971. ولرفض الإنفصال، أعلنت باكستان الغربية الحرب، بدعم من الولايات المتحدة. حيث كلن غير معروف للغالبية العظمى من الرأي العام الأمريكي أن الولايات المتحدة تزود باكستان الغربية بالأسلحة العسكرية في محاولة لقمع الانتفاضة في شرق باكستان. مع العلم أنه في فيلادلفيا، قررت مجموعة من النشطاء في يونيو 1971 حظر السفن الباكستانية من تحميل الأسلحة في الموانئ الأمريكية. وقد تم ذلك عن طريق إرسال قوارب صغيرة تضع نفسها بين سفن الشحن والرصيف. أُقيم الحصار الأول في بالتيمور، تبعه حصار مماثل في فيلادلفيا، ومدينة نيويورك، وبوسطن. وقد أثبت هذا التكتيك، الذي استخدم للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، نجاحًا كبيرًا عندما تسببت الدعاية التي أثارتها الحصارات في تأسيس قيام رابطة عمال الميناء الدولية وبإثرها تم إغلاق جميع الموانئ الأمريكية التي تشحن الأسلحة الباكستانية. وفي نهاية المطاف، رد الكونغرس الأمريكي على الضغط عندما أعلنت وزارة الخارجية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1971 أنه لن يكون هناك المزيد من شحنات الأسلحة العسكرية إلى باكستان.
وفي أستراليا ، أُقيم حصار مماثل عندما قررت مجموعات من عمال الغابات المطرية في شباط / فبراير 1990 تشكيل حصار في ميناء دارلينغ هاربور في سيدني ضد سفينة تحمل أخشاب الغابات المطرية من جنوب شرق آسيا. حيث قام خمسة وعشرون من ناشطين البيئة في قوارب الكاياك وزوارق مطاطية بتشكيل حاجزا بين السفينة والرصيف. شُكلت حواجز مماثلة في ملبورن. وقد تسببت العلانية الناجمة عن الحصار على إنشاء الإتحاد الصناعي للعاملين في مجال البناء، وثلاثة من أكبر مصنعي الخشب في ولاية فيكتوريا، واتحاد عمال النقل، وغيرهم من التجار الآخرين، ليقوموا بحظر إستخدام أخشاب الغابات المطرية. وأظهر اتحاد عمال المياه البحرية دعمه من خلال حظر سُفن أخشاب الغابات المطرية المماثلة.
لقد استخدمت جماعة من منظمة السلام الأخضر (Greenpeace) البيئية، منذ زمن طويل، تكتيك الحصار تعزيزا لقضيتها. وفي الآونة الأخيرة، في صباح يوم 15 يونيو 2015، حاول نشطاء البيئة مستخدمين زوارق الكاياك منع شركة النفط والغاز التابعة لشركة شل بولار بايونير (Shell's Polar Pioneer) من حفر الأبار أثناء سعيها لمغادرة مياه سياتل القطبية سعياً للتنقيب عن النفط. وبفضل هذا الحصار، نجحت منظمة السلام الأخضر في جذب الانتباه إلى موقفها في ضرورة إبقاء النفط في أرض القطب الشمالي لتجنب التغير المناخي الكارثي. حيث كانت منظمة السلام الأخضر قد اتخذت خطوة مماثلة في سبتمبر عام 2006 في إستونيا، حيث نجح نشطاء منظمة السلام الأخضر في منع السفينة المحملة بالنفايات السامة بروبو كوالا (وهي سفينة مؤجرة من قبل شركة مجموعة ترافيجورا النفطية) في ميناء بالديسكي بإستونيا، مما أدى لقيام الحكومة الإستونية بإحتجاز الناقلة المحملة بالنفايات السامة والتحقيق فيها، حيث قيل إنها ألقت نفاياتها السامة في أبيدجان ساحل العاج مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وطلب المساعدة الطبية من 44000 شخص.
وفي الآونة الأخيرة في مايو 2016 ، في نيوكاسل، حيث أنه موطن لإكبر ميناء لتصدير الفحم في أستراليا، ألقت الشرطة القبض على 66 شخصًا في حصار ضد الوقود الأحفوري حيث سد مئات الكاياك والقوارب مدخل الميناء في محاولة لمنع سفن الفحم من المغادرة، أو دخول الميناء. حيث قامت مجموعة أخرى بمنع مسارات القطارات المستخدمة لنقل الفحم في المدينة. وقد نجحت عمليات الحصار، حيث حضر أكثر من 1000 شخص، مطالبين الحكومة الأسترالية باتخاذ إجراءات بشأن التغير المناخي والحد من إستخدام الوقود الأحفوري. كان الحصار جزءًا من العديد من أعمال التي تقوم ضد الوقود الأحفوري والتي تحدث في 12 دولة.