تعد مشكلة البطالة مشكلة أساسية في الأردن، وبحسب دائرة الإحصاءات العامة، بلغ معدل البطالة في الأردن 24.7٪ في الربع الرابع من عام 2021. وكان معدل بطالة الشباب أعلى من ذلك، حيث وصل إلى 47.3٪ لمن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة.

ولطالما كان قطاع السياحة قطاعاً مهماً للاقتصاد الأردني، حيث توفر السياحة فرص العمل وتدر الإيرادات، فوفقًا للمجلس العالمي للسفر والسياحة، ساهم قطاع السياحة في الأردن بنسبة 7.3٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2019 ووفرت فرص عمل لـ 116 ألف شخص. بذلت الحكومة الأردنية جهودًا للترويج للسياحة وجذب الزوار من خلال تقديم الإعفاءات من التأشيرات وتطوير البنية التحتية والاستثمار في المواقع الثقافية والتاريخية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن بعض المناطق في الأردن، من بينها مدينة الطفيلة، لا تستقبل عددًا كافيًا من السياح. وقد كان لذلك تأثير سلبي على الاقتصاد المحلي وفرص العمل، لا سيما لخريجي كليات السياحة والنساء اللواتي يصنعن منتجات محلية ويدوية.

تزخر محافظة الطفيلة بالكثير من المقومات السياحية ذات التاريخ الطويل، فهي تضم بين جنباتها حمامات عفرا المعدنية، ومحمية ضانا ذات التنوع المناخي وقلعة الطفيلة والسلع والعديد من المواقع السياحية والتاريخية والدينية ما يجعلها نقطة جذب سياحي قادر على تنمية المحافظة التي تعاني من قلة البرامج التنموية للنهوض بها وتضم المحافظة عشرات المواقع السياحية منها العلاجية لوجود المياه الحارة في عفرا والبربيطة، والدينية لوجود مقامات وأضرح الصحابة، والتاريخية والتراثية لوجود المناطق الأثرية والقرى التي تبرز التراث المعماري الوطني إلا أن معظم المناطق السياحية في المحافظة تعاني من إهمال قل نظيره، فالمواقع السياحية في المحافظة لا وجود لها على الخارطة السياحية الاردنية، ولا يوجد ما يدل على المواقع السياحية وأهميتها سوى آرمات مهترئة.

وبحسب تقرير صادر عن وزارة السياحة والآثار، استقبلت الطفيلة 12,173 سائحًا فقط في عام 2019، مقارنة بالبتراء الوجهة الأكثر شعبية، والتي استقبلت 979,586 سائحًا خلال نفس العام! نتيجة لذلك، يكافح خريجو كليات السياحة في الطفيلة لإيجاد فرص عمل في مجالهم. كما تتأثر النساء صاحبات الحرف اليدوية أو اللواتي يصنعن منتجات محلية لبيعها بنقص السياح، إذ يعتمدن بشكل أساسي على الزوار لبيع منتجاتهن.

ومن هنا جاءت حملة " الطفيلة وجهتنا " وهي حملة سياحية تهدف إلى إبراز أهم المعالم السياحية والأثرية والثقافية في محافظة الطفيلة وذلك عن طريق تسليط الضوء على هذه المناطق.