حملة “نحو معرفة مصير المفقودين” والمتحدثة الدكتورة كارمن حسون أبو جودة من جمعية لنعمل من أجل المفقودين.
في حوارنا مع الدكتورة كارمن شاركتنا البعد التاريخي للبنان والسبب الذي قامة من اجله جمعية من اجل المفقودين والأوضاع المتتالية التي تصيب البلاد وتمنع هذه الحملة من القيام على ارض الواقع والأبحاث والاستعدادات والتشبيك مع المؤسسات الاخرى التي قامت بها الجمعية للانطلاق بالحملة للأمام.
في البداية أوضحت الدكتورة على ان موضوع المفقودين والمختفيين قصراً هو موضوع مهم واساسي من منظور العدالة الانتقالية، وان الحملة اساساً مهمتها دعم مسار معرفة المفقودين في لبنان، وحتى نستطيع فهم سبب وجود فكرة الحملة فيجب مراجعة بعض الحقائق التاريخية مثل ان لبنان عانى من عدد من الحروب الداخلية الاهلية والخارجية الدولية في الفترة من 1975م و حتى 1990م، خلال هذه الفترة حصل الكثير من انتهاكات حقوق الانسان ومنها الاختفاء القصري والفقدان من خلال الدول المرتبطة بهذه الحروب، انتهت الحرب بقانون عفو تم غفران ما سبق وتقرر الاستمرار قدماً ولم يحاسب مجرمي الحرب وعلى العكس تم مكافئتهم بمناصب في الدولة اللبنانية، ولم يعطى اهالي المفقودين مساحة لمعرفة مصير المفقودين حيث لابد من توضيح ان عدد سكان لبنان في ذلك الوقت كان قرابة الثلاثة ملايين نسمة وان ثلث هذا الرقم قد هاجر والثلث الاخر جرح او قُتل في هذه الحرب وفي النتيجة وجد هنالك 17415 شخص مفقود لم يعرف مصيرهم، حيث قامت الحكومة في ذلك الوقت باعتبارهم اشخاص متوفون وتم توفيتهم حسب القانون الذي يقر بان أي شخص مفقود لأكثر من أربعة سنوات يمكن توفيته، بالتالي رفض عدد كبير من أهالي المفقودين توفيت اقربائهم دون دليل ملموس على وفاتهم.
في عام 1982 بدأ مسار معرفة المصير من خلال لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين وحتى اليوم، ومن هنا بدأ ظهور منظمات ومؤسسات تعمل على دعم الأهالي في هذا المسار ودعم اللجنة ومنها مؤسسة لنعمل من اجل المفقودين التي تقوم الان بحملات تركز على حق التعويض وجبر الضرر ومعرفة المصير وتحقق بشكل جدي في كل القضايا المفقودين من كل الجنسيات والطوائف دون تميز وحتى مشاركة الأهالي الذين اجبروا على توفية اقربائهم حتى يصلهم هذا الحق.
في لبنان تنتشر المقابر الجماعية دون الاعتراف بوجودهم او حمايتهم وفي بداية التسعينات عندما بدأ إعادة الاعمار على مقابر دون نبش هذه المقابر او استخراج الجثث منها مما أدى الى فقدان الكثير من هذه المقابر ورفات المتوفين، هنا كان السبب في تأسيس مؤسسة لنعمل من اجل المفقودين بين عامي 2017 و2018 للعمل على حماية هذه المقابر، وفي عام 2000م تم تشكيل لجنة كلفتها الحكومة للبحث في هذا الموضوع والتي اعترفت بوجود ثلاث مقابر فقط في تقرير من صفحة ونصف يظهر ان المتوفين يمكن ان يكونوا في الوديان او في البحر دون اظهار أي اهتمام بالموضوع او القيام بزيارات ميدانية للمواقع المحتملة.
اهداف الحملة هو التوعية والحشد لحماية مواقع الدفن حيث ان جمعية لنعمل من الاجل المفقودين تقوم ببحث عن أماكن الدفن المحتملة وأماكن الاعتقال والحواجز التي وصل العدد الموثق حتى الان الى أكثر من 110 مواقع، توجهت الحملة نحو أكثر من اتجاه من الراي العام والاهالي وأصحاب القرار والسلطات بأنواعها والأحزاب. ، وتم عمل دعم نفسي واجتماعي لأهالي المفقودين، تم بناء قدرات افراد الفريق وتصميم فلم متحرك يتحدث على القضية، ومشاركة أفكار ومعلومات الحملة مع الهيئة الوطنية للمفقودين والتي نظرة الى الحملة على انها ممتازة ويجب ان تكون الهيئة جزء من هذه الحملة، وبناء شراكات مع لجان وجمعيات أخرى مثل لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين، والهيئة الوطنية للمفقودين ومنتدى الذاكرة والغد، وتم التخطيط لنشرة الحملة ولكن بسب الظروف المتتالية التي تمر بها البلاد يتم تأجيل نشر الحملة وتغير الموعد المتفق عليه نظراً لوجود أولويات أخرى يجب التعامل معها أولاً في البلاد.