حملة “العنف الأسري ضد الفتيات” والمتحدث الاستاذ أحمد يونس العبادي جمعية الفردوس من العراق.
في البداية يجب توجيه النظر الى اخر الإحصاءات التي سجلتها وزارة الداخلية العراقية في عام 2021 حيث استلمت تقريبا 5311 إحصائية مختصة بحالات العنف الاسري، كما سجلت 15000 حالة عنف منزلي في نفس العام.
تم تنفيذ الحملة في جنوب العراق في مدينة البصرة بالتحديد في قضاء مدينة في منطقة نهر صالح في شمال البصرة ويسكن فيه 62000 نسمة، وذلك بسبب الوضع السكاني والاجتماعي وطبيعة منطقة نهر صالح التي تتميز بطباع وموروث عشائري وعرف اجتماعي مقيد وأيضا بروز انتهاكات عديدة في مجال حقوق الانسان، حيث لاحظنا ارتفاع حالات العنف الاسري فيها المتنوع مثل الايذاء الجسدي واللفظي والجواز المبكر والحرمان من حق التعليم والحصول على الرعاية الصحية وصولا الى العرف العشائري الذي يمس حق الحياة تحت مسمى جرائم الشرف. جعلنا نركز ان يكون تنفيذ الحملة في هذه المنطقة.
كانت الرؤية من هذه الحملة "مجتمع عراقي، يتمتع فيه الفتيات بجميع حقوقهن في الحياة" وكان هدف الحملة " إيقاف العنف الاسري الواقع على 10 فتيات بعمر 6-12 في قضاء المدينة".
في البداية أجرينا مسح ميداني عن واقع العنف الاسري وواقع حقوق الانسان في القضاء المدينة بشكل عام، وخلال البحث واجهتنا عدة تحديات، من أبرزها، كيفية اقناع الأهالي في هذه المنقطة الملتزمة بالتقاليد والأعراف العشائرية وموروث اجتماعي منذ مئات السنين، والدخول على هذه المنطقة والعمل على موضوع حساس مثل العنف الاسري، واستقبالهم لنا، ومن ثم الدخول الى المنازل والالتقاء بالأهل والتواصل مع الفتيات في وسط هذا المجتمع العشائري، لذلك قامت الجمعية بالتنسيق والترتيب مع رجال الدين ووجهاء العشائر ليكونوا جزء من فريق الزيارات، وأيضا من الصعوبة ان يقمن الفتيات المعنفات بمشاركة قصصهن عن العنف الذي وقع عليهن.
استطاعة جمعية الفردوس العراقية تحديد واستقطاب 10 فتيات من 10 عائلات مختلفة، تم تشخيصهن جيدا ومعرفة انهن تعرضن لسلب حق الحياة، وهن فتيات معنفات حرمن من حق التعليم واكمال الدراسة وكذلك شوهد عليهن اثار التعنيف الشديد والاثر الجسدي، وكذلك منعن من الحصول على الرعاية الصحية والنفسية. واجراء 6 جلسات مكثفة مع شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة وكذلك الشخصيات المختصة واولياء الأمور وبحضور بعض المسؤولين المحليين في القضاء لمناقشة وضع حقوق الانسان وبالتحديد العنف الاسري الواقع على الفتيات.
أوضح الأستاذ احمد ان:
"في منطقة مثل هذه، الناس لا يفحصون او يتكلمون عن الحالات حتى لو كان هنالك حالات وانتهاكات ولكن من المستحيل ان يعلنون عنها، ولكن توصلنا بطرقنا الخاصة وعن طريق الباحثة الاجتماعية وزيارة البيوت واللقاء بالنساء فتمكنا من تحديد العينة."
من خلال اللقاءات مع الفتيات والجلسات مع شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة، توصلت جمعية الفردوس العراقية الى عدد من الأسباب ومنها:
- الوضع الاقتصادي
- العادات والتقاليد
- خوض الذكور في الحروب مع داعش
قدمت جمعية الفردوس العراقية عدد من جلسات توعية وارشاد لأولياء الأمور والاباء، وإرشادات قانونية وتوعية صحية والنفسية لل 10 فتيات خلال وجود الباحثة الاجتماعية وفريق العمل والمسؤول عن تقديم الدعم الصحية.
أحد شيوخ العشائر تواصل مع جمعية الفردوس العراقية وطلب منهم فتح مركز محو امية في القضاء لتعليم الفتيات والنساء وهذا يعطي دلائل لكسب تأييد القضية.
مباشرة المركز الصحي في قضاء المدينة بإعداد مادة تدريبية حول الدعم النفسي والاجتماعي والصحة النفسية واضرار الزواج المبكر وتأثيره السلبي على صحة الفتيات وتم الاتفاق مع جمعية الفردوس العراقية على عمل جلسات توعية في المدارس.
وكذلك تم تخصيص خط ساخن من الجمعية وتم توزيعها على الفتيات من اجل التواصل او الإبلاغ عن أي حالة.
من قصص النجاح: احدى الفتيات قالت ان بعد مشاركة والدها وأخيها الأكبر في بعض جلسات التوعية التي عقدت مع شيوخ العشائر وبعض وجهاء المنطقة ورجال الديني وعندما تم توضيح الجانب الديني والقانوني وعقوبة الشخص الذي يعنف النساء، لاحظت الفتاة الاستجابة من والدها وأخيها وتغير طريقة تعاملهم معها.