حملة “العنف ضد حاملات البضاعة” والمتحدث فاطمة الزهراء علوش رئيسة جمعية توازة لمناصرة المرأة من المغرب.
في شمال المغرب على الحدود مع اسبانيا يتواجد معبر حدودي يسمى باب سبتة (المدينة الخاضعة للإدارة الإسبانية)، والذي يمكن من خلاله نقل البضائع من كل أنواعها بين البلدين وهو يعتبر فرصة عمل للنساء لينقلن من خلاله (تهريب البضائع) أنواع مختلفة من البضائع كالملابس وقطع غيار السيارات وغيرها من المنتجات. هؤلاء النساء كانوا يحملن على اكتافهن ما يفوق ال40 كيلوغرام ليخرجوا به من المعبر الحدودي الضيق. وكانوا يلقبون هؤلاء النساء "Las Mulas " وهو نوع من الحيوانات. وخلال عملهن على نقل هذه البضائع يتعرضن للعنف من قبل عناصر الشرطة المغربية او الاسبانية، وهذ المعبر يقع تحت مسؤولية مشتركة من الشرطة الاسبانية والشرطة المغربية، فكان هدف الحملة هو حماية النساء وضمان السلامة الجسدية لهن وتقليص نسبة العنف الى 10% لأنه من المستحيل ان يتم القضاء نهائيا على العنف، نظرا لخصوصية المنطقة وخصوصية العملية بحد ذاتها.
قامت الجمعية بوضع مسار استراتيجي كما هو متعارف عليه في منهجية الخمس خطوات، وبسبب عدم وجود تعليمات ضابطة في منطقة باب سبتة حدد الهدف بوضع تعليمات داخل معبر باب سبتة الحدودي للحد من ظاهرة العنف الحاصل على النساء ناقلات البضاعة مع نهاية عام 2020 وكانت الرؤيا هي ان تكون الحدود خالية من العنف على النساء.
تم وضع مجموعة من التكتيكات والأنشطة عمل أبحاث حول الممارسات الفضلى لحل والمساهمة في حل هذه الظاهرة ومنها:
- تم توثيق شهادات النساء المعفنات العاملات في المعبر من اجل معرفة معانتهن داخل المعبر.
- مقابلات مع النساء من اجل معرفة ماذا يردن وما هي مطالبهن، من اجل ان لا تتحدث الجمعية على لسانهن بل ان توصل صوتهن للمنابر ولدى الاعلام والسلطات.
- قامت الجمعية بصياغة مذكرة ترافعيه توضح هذه المشكلة.
- عرض مجموعة من الحلول، منها اجراء بحث حول التعليمات الصادرة في ذلك المعبر ولكن للأسف لم يكن هنالك استجابة من قبل السلطات ووجدنا انه هناك ارتجالية كبيرة جدا في التعامل مع الموضوع.
- لقاء مع برلمانيين المنطقة.
الحملة كانت تسير بشكل طبيعي كما كان مخطط لها ان تكون، لكن في نهاية عام 2019 تم اغلاق معرب باب سبتة نهائياً وبشكل مفاجئ في وجه الجميع، لذلك قررت الجمعية ان تعود وتقييم الوضع الجديد من خلال عمل مجموعات بؤرية مع النساء من اجل البحث عن بدائل اقتصادية وطرق لتمكين هؤلاء النساء اقتصاديا، لان النساء هناك لا يعرفن شيئا الا حمل واخراج البضاعة عبر ذلك المعبر، رغم سلبيات المعبر ولكن اغلاقه كان كارثة للنساء الذي عشن مأساة كبيرة جدا.
وخلال تلك الفترة تأثر العالم اجمع بجائحة كورونا وبسبب الجائحة اغلق المغرب جميع حدوده، هذه الأمور مجتمعة غيرت مسار الحملة وسببت لنا حالة جمود وعدم معرفة ما يمكننا فعلة.
واشارة الأستاذة فاطمة ان في هذه المرحلة
"الحملة لم تمر بالسهولة التي كنا نتخيلها، وانما واجهتنا مجموعة من الصعوبات حيث انه خلال البحثين الذين قمنا بهم كان هناك قصص ومعلومات جدا نادرة وقليلة، مما يعني صعوبة الوصول للمعلومة، كذلك لان النساء العاملات في المعبر الحدودي قد فقن الثقة بالمؤسسات لان كانت هنالك وعود من السلطات بانه سيتم تحسين المعبر ولكن هذه الوعود لم يتم الوفاء بها، ولهذا وبسبب قلة الثقة كان من الصعب جلب النساء الى مقر الجمعية وكسب ثقتهم من اجل العمل معهم على شكل مجموعات بؤرية."
وبعد ذلك بدأت مبادرات الدولة بفتح منطقة تجارية حرة في المنطقة وتم وضع مكاتب محددة لتسجيل النساء الذين يعملن في المعبر الحدودي من اجل اعطائهم الأولوية بالاستفادة من هذه البرامج، كانت الجمعية حاضرة في تلك الاجتماعات، الان بانتظار افتتاح المنطقة الحرة في تلك المنطقة واستجابة السلطات الى مطالب من اجل استفادة النساء الذين كانوا يعملون في المعبر الحدودي باب سبتة.