شكرا استاذة ربا على هذا الحوار المهم. 

أولاً العريضة تكتيك وليست هدف بحد ذاتها. وفي المناصرة يجب علينا أن نسأل أنفسنا دائماً: ما هو الهدف وما هو التكتيك المناسب لتحقيقه. 

واستخدام العريضة كتكتيك يأتي في حال رأينا أن هناك حاجز الهدف الذي نسعى الوصول اليه قد ينهار في حال كان بإمكاننا إثبات أن عدد مؤثر من الأفراد يدعمون هذا التوجه. 

ومن هنا نستطيع تحديد مواصفات العريضة الناجحة وهي: 

أولاً: العريضة تساند نظرية التغيير الخاصة بالحملة ،

وهذا يعني ببساطة أننا وضعنا خطة بحيث نعلم أنه: اذا وقع العريضة العدد "س" من الأفراد، سيزيد الضغط الشعبي والإعلامي على الجهة "ص" مما يقربنا من تحقيق هدف الحملة. ومن أكثر الأخطاء الشائعة في استخدام العرائض عدم وضعها في اطار حملة مناصرة أوسع، بحيث تخلق العريضة ويوقع عليها ولكننا لا نرى متابعة، فمثلا اذا كان هدف العريضة الضغط على المسؤول "ص" يجب أن نفكر بأسلوب تسليمه العريضة، فمثلاً هل نرسل بعض المتضررين لتسليمها له أو ننشرها في الاعلام؟ وهل هنالك شكل آخر من تسليم العريضة، مثل مسيرة رمزية إلى مقر المسؤول. وخطأ آخر شائع هو تحديد هدف خاطئ، فمثلاً في فلسطين انشأت عريضة وقع عليها الاف الاشخاص تطالب بان كي مون بمحاكمة اسرائيل في المحمة الجنائية الدولية، لكن بان كي مون قانونياً لا يملك الصلاحية لفعل ذلك، بل كان على مؤسين تلك الحملة مطالبة النائب العام في المحكمة فتح تحقيق في جرائم الاحتلال أو مطالبة الرئيس محمود عباس بتوقيع ميثاق روما.

ثانياً: نص العريضة واضح

لكي تنجح العريضة يجب أن يكون نصها واضح، فكلما كان أوضح كلما زادت فرص نجاح العريضة وزاد الضغط على الهدف. على سبيل المثال، عندما يكون نص العريضة عام تستطيع الجهة المستهدفة التهرب من مسؤولياتها بسهولة، فعندما تطالب عريضة من الرئيس عباس "محاسبة الاحتلال وملاقته في المحافل الدولية" يستطيع الرد أنه ارسل فلان الفلاني رسالة وقدمت حكومته القرار الفلاني في الأمم المتحدة، لكننا اذا وضحنا الهدف بقول "توقيع ميثاق روما" للمحكمة الجنائية الدولية فهذا يقلل من مراوغة الرئيس بحيث يصبح الهدف واضحاً. ومن هنا نرى أهمية البحث قبل انشاء العريضة، ومشاورة المختصين في المجال المطروح. 

ثالثاً: إقناع قلب وعقل جمهورك

على مؤسس العريضة كتابة نص تعريفي بها يحرك مشاعر القارئ ويقنعه أن توقيعه سيكون مؤثر، وذلك لزيادة عدد الموقعين، فعدد الموقعين ونسبتهم في المجتمع غالباً ما يكون العامل الأهم في نجاحها. 

رابعاً: عدم السماح للعريضة بالاختفاء، 

جميع حملات المناصرة تواجه التحديات وتأخذ وقت، ولذلك علينا دائما التفكير بكيفية تطويرها لكي يبقى الضغط شديد، وهنا يجب أن نبقى على اتصال مع من وقعوا العريضة وقد نطلب منهم ارسال رسائل مباشرة للجهة المستهدفة، فمثلاً اذا رفض الرئيس عباس التوقيع على ميثاق روما نستطيع أن ندعو لمسيرة حاشدة لمن وقعوا العريضة الى مقر الرئاسة، ففعالية كهذه ستزيد الضغط من جهة وستساعد في ادخال موضوع العريضة في الاعلام، وان لم تنجح هذه الخطوة قد نعلن مؤتمر صحفي يتكلم به ابناء الشهداء ويطالبون الرئيس مباشرة بمحاكمة قاتلي ابنائهم. 

بنظري هذه أهم أربع نقاط يجب أن يتبعها من يريد أن ينشأ عريضة ناجحة: هل هنا: نقاط أخرى لم أذكرها؟ 

وما هي أكثر العرائض نجاحاً من خبرتكم وهل التزمت بهذه النقاط الأربعة؟