رسم خريطة التواريخ الشخصية وتعبئة الذاكرة لإعادة المطالبة بمكان في التاريخ واستعادة الأرض الضائعة

لقد قام متحف المقاطعة السادسة في جنوب إفريقيا بقيادة مطالبة بأرض، حيث تمكن الناس في النهاية من استرداد الممتلكات والكرامة اللتين ضاعتا خلال حقبة الفصل العنصري. ويواصل المتحف أداء دوره كمساحة يستطيع الناس من خلالها جمع ونشر وتبادل ذكريات الجوار، كما وأنه منغمس بنشاط في الحث على فتح حوار مدني بشأن المدن الإنسانية في جنوب إفريقيا.

ففي 1966، وكنتيجة لقانون مناطق الجماعات، تم محو المناطق المجاورة التي تم دمجها عنصرياً بالمقاطعة السادسة لكيب تاون وذلك لإفساح المجال لإحداث نمو جغرافي «للبيض فقط»، إلا أن العمليات الإنشائية لم تتم أبداً. ولم يتبق من المباني سوى البيوت المخصصة للعبادة.

وكجزء من حملة تستهدف الدفاع عن الأرض وسلامة المجتمع، قامت مجموعة من المقيمين السابقين ببناء معرض يحتوي على خريطة للمنطقة القديمة باعتبارها المنشأة المركزية. وقامت بتغطية أرض كنيسة بروتستانتية بخريطة مفصلة للمنطقة المدمرة، ثم دعت الجيران لتحديد مواقع منازلهم ومواقع الشوارع والمتاجر والسكان على تلك الخريطة.

لقد أصبح مشروع رسم خريطة الذاكرة أساس المطالبات الخاصة باستصلاح الأراضي. ولقد قام المتحف بتنظيم واستضافة إحدى محاكم الأراضي، حيث يمكن للناس من خلالها تقديم مطالبات رسمية بالأراضي التي كانوا يمتلكونها أو تلك التي كانت أسرهم تمتلكها. ولقد جلس السكان في مقاعد موضوعة بشكل مباشر على خريطة حيّهم القديم عندما قامت المحكمة بمنحهم طبقاً لما قاله أحدهم «إعادة أرضنا وإعادة منازلنا وإعادة كرامتنا». ومنذ ذلك الحين أقام المتحف معارض حول تاريخ مجتمعات أصغر تم تدمير أحيائها بموجب قانون مناطق الجماعات، بما في ذلك كيرستنبوخ وتو ريفرز لإطلاق الدعاية وتوفير الدعم لدعاواهم التي لم يتم البت فيها والخاصة بالمطالبة بالأرض.

ويسعى متحف المقاطعة السادسة إلى توفير عملية مستدامة لتضميد جراح شخصي والمصالحة وتعزيز ثقافة ديمقراطية تعتمد حقوق الإنسان في منطقة الجوار. وتبقي برامجه ذكرى الطرد القسري حيّة، كما تنقلها إلى الأجيال الجديدة. وتقوي الذاكرة العامة حول الماضي بدورها الجهود المبذولة لمنع التمييز العنصري والتشريد وغيرها من انتهاكات الديمقراطية في المستقبل.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

كثيراً ما أجبرت الأنظمة القمعية الناس على ترك منازلهم، كما قامت بتشريد مجتمعات كاملة وصادرت الأراضي والممتلكات. لقد قامت القوى الاستعمارية والمجتمعات الجديدة بالتعدي على أراضي السكان الأصليين. إن إعادة تلك الممتلكات إلى أصحابها الأصليين يمكن أن يشكل تحدياً، كما وأنه يتطلب التعرف بإيجابية على مساحة تلك الممتلكات وتعيين حدودها. ويلبي متحف المقاطعة السادسة في جنوب إفريقيا هذا التحدي بطريقة مبتكرة.

وفي السنوات المقبلة، سيبدأ السكان السابقون في المقاطعة السادسة في العودة إلى حيّهم للمطالبة بأرضهم ولإعادة البناء هناك. ويمكن للائتلاف الدولي لمواقع الضمير التاريخية، التي تضم متحف المقاطعة السادسة كعضو، أن يقترح طرقاً مبتكرة لاستخدام التاريخ والمواقع التي عاش فيها ذلك التاريخ لمعالجة قضايا حقوق الإنسان بالإضافة إلى التحديات الحالية.