عرض عام
سياق تأسيس الحركة:
بدأت حركة التمرد في صورة عريضة تطالب بإسقاط الرئيس السابق محمد مرسي ونقل السلطة لرئيس قضاة المحكمة الدستورية العليا، وكان هدف الحركة تجميع 15 مليون توقيع بحلول 30 يونيو 2013، أي بعد سنة من حكم مرسي.
تنفيذ المبادرة:
سعت الحركة لتسجيل المعارضين بالإسم وبطاقة الرقم القومي لإضفاء الشرعية علي مطالبها وتكوين زخم شعبي. بدأت فكرة الحركة في صورة استمارة ورقية علي الموّقع يتم نسخها ويقوم من يريد توقيعها بكتابة إسمه كاملا وبالرقم القومي ثم يسلمها باليد لأحد متطوعي الحركة المسؤولين عن تجميع الإستمارات، والذي يسلمها بدوره للمقر الرئيسي للحركة حيث يتم حفظها واضافتها لباقي الإستمارات.
بعدما اكتسبت الحركة الزخم الشعبي المنشود، أطلقت موقعها المتطور الذي أتاح للناس إمكانية توقيع الإستمارة والتسجيل من خلال شبكة الإنترنت.
اعتمدت الحركة علي اللامركزية لحد بعيد، حيث اعتمدت في المقام الأول علي المشاركة النشطة للأعضاء المسجلين ممن يتطوعون لجمع التوقيعات، فكان يتطوع أناس ممن وقعوا علي النموذج لعمل نسخ للحصول علي توقيعات معارفهم، بالإضافة إلي أن أعضاء الحركة قد أقاموا حملات مركزة في الجامعات لتسجيل الطلاب بالحركة.
بعد ذلك عملت الحركة علي جذب انتباه الإعلام من خلال عدد التوقيعات التي تم جمعها، وحرصت علي عقد مؤتمرات صحفية مرحلية للإعلان عن عدد التوقيعات وتشجيع اخرين لإضافة توقيعهم او التطوع معهم لجمع التواقيع، حيث أعلن في أول هذه المؤتمرات تجميع أكثر من 2 مليون توقيعاً.
أعلنت حركات المعارضة الأخرى أمثال كفاية وجبهة الإنقاذ الوطني و 6 ابريل والجمعية الوطنية للتغيير دعمهم لحركة تمرد، و من جانبها أصدرت نقابة المحامين المصرية بيانا أعلنت من خلاله دعمها للحركة وخصصت مقرات النقابة لتلقي الإستمارات الموقعة.
أخذ المشاهير و الشخصيات العامة ينضمون للحركة و ينشرون صورهم أثناء توقيع الإستمارة معلنين دعمهم لها بوسائل الإعلام. فضلا عن ذلك، قام بعض المتطوعين بصناعة قمصان و ملصقات مطبوع عليها شعار تمرد.
قام أعضاء الحركة بتأجير شقق بالمحافظات لتصبح مقرات للحركة لتجميع الإستمارات الموقعة قبل إرسالها للمقر الرئيسي بالقاهرة.
و مع اقتراب 30 يونيو، أصبح مشهد اصطفاف الناس أمام أحد متطوعي حركة تمرد في الميادين أو بأحد محلات البقالة أو المطاعم التي تطوع أصحابها أيضا منتظرين دورهم للتوقيع علي الاستمارة مشهدا طبيعيا.
التحديات و الدروس المستفادة:
تمثلت أكبر التحديات التي واجهتها الحركة في معارضة الحزب الحاكم الذي تجاوز في بعض الأحيان مرحلة الحرب الإعلامية إلي إضرام النيران بمقرات الحركة، بل و شن أنصارالرئيس السابق حملة منافسة تستخدم نفس أسلوب تمرد في توقيع الإستمارات، لكنها لم تضاهيها نجاحا.
أبت حملة تمرد أن تتوقف و مضت رغم كل العقبات، و استخدمت الإعتداءات علي مقراتها كسبيل جنت من خلاله مزيدا من الدعم والتعاطف، و نجحت في هزيمة الحملة المنافسة بصدقها في إعلان أرقام التوقيعات التي جمعتها، ففي حين أعلنت الحملة المنافسة عن عدد أكبر من التوقيعات، عجزت عن تحويل هذا العدد لمتظاهرين بالشوارع يناصرون قضيتهم. بينما نجحت دعوة حركة تمرد للتظاهر وبالفعل صدقت الأرقام التي أعلنت عنها أعداد المتظاهرين الذين خرجوا تأييدا للمطالب التي نصت عليها العريضة.
ما يميز هذه المبادرة:
ربما لا تعتبر الوسيلة التي استخدمتها حركة تمرد، من توقيع استمارات و تسجيل أعضاء الحركة، بالوسيلة المبتكرة بالنظر لكم الإستمارات الإلكترونية المتاحة علي الإنترنت، سوى أن الفريد في تجربة الحركة هو عدم اللجوء لأدوات إلكترونية من بداية الأمر والتي كانت ستكون أسهل كثيرا مما عانته الحركة في عملها على أرض الواقع. لقد أصرت الحركة علي استخدام الإستمارة الورقية التي يمكن فقط تحميلها من موقع بسيط ثم ملئها للوصول للقاعدة الشعبية بالمجتمع والتواصل معها وجها لوجه والإعتماد علي الكلمة المنطوقة المباشرة لتحقيق النتائج المرجوة، فربما يوقع الناس علي الاستمارة المتوفرة علي الإنترنت لأنها أيسر السبل ولكنهم لن يتكبدوا عناء متابعة النتائج او يهتمون بالمشاركة في أي جهد جسدي لتحقيق مطالب العريضة. لم تنجح حركة تمرد في الوصول إلي القاعدة الشعبية فحسب، و إنما نجحت أيضا في أن تستحث الأعضاء المسجلين علي اتخاذ دور أكثر فاعلية وعلي العمل كأبواق للحركة في مناطق سكنهم وأعمالهم.
الأثر الذي حققته حركة تمرد:
بحلول 29 يونيو 2013، كانت حركة تمرد قد نجحت في تجميع أكثر من 22 مليون توقيعا، و هو ما يزيد عن هدفهم المبدئي (15 مليون توقيع)، فنجحت في حشد المجتمع بأسره واكتسبت شعبية واسعة وصدقاً علي مطالبها، ونزلت الملايين إلي الشارع في 30 يونيو تأييدا لمطالب الحركة.
كيف يمكن الإستفادة من هذه المبادرة:
يمكن تطويع هذه المبادرة كوسيلة مثمرة في حشد مجتمع كامل من أجل قضية ما، من خلال توقيع القاعدة الشعبية علي عرائض ومن خلال ما يعرف بالتأثير التراكمي؛ فبمجرد أن يوقع أحدهم علي الإستمارة يصبح عضوا ويمكنه التطوع لتصوير الإستمارة و جمع مزيد من التوقيعات. من ثم كان لعدم مركزية الحركة بالغ الأثر في بث حس لدى الجماهير بالإنتماء و بأنهم أصحاب الحركة، ما دفعهم للمشاركة بقوة والعمل تطوعيا لتحقيق الهدف من الإستمارة.
مصدر الصورة: http://www.watan24.net/modules/blogs/img/832454276.gif
لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.