عرض عام
لقد استخدمت منظمة نيجدي وييسيج (Nigdy Wiecej) (NW) والتي تعني (أبداً مرة أخرى) ثقافة الموسيقى الشعبية الدارجة (البوب) لبناء شبكة شبابية مناهضة للعنصرية في بولندا. وخلال حفلات الروك ومباريات كرة القدم تتمكن المنظمة من الوصول إلى أعداد كبير من لناس لتوعيتهم بالمشكلة. وتقوم المنظمة بعدئذ بإلحاق بعضهم بالشبكة التي تضم مراسلين يعملون على رصد نشاطات الجماعات الفاشية والعنصرية في بلداتهم والإبلاغ عنها.
وكجزء من حملة موسيقى الروك المناهضة للعنصرية تعمل المنظمة على تنظيم الحفلات الموسيقية ونشر مجموعات الأقراص المدمجة (CDs) لفرق بولونية وأجنبية معروفة. وخلال الحفلات الموسيقية وداخل علب الأقراص المدمجة تعمل المنظمة على تثقيف الحضور بخطورة مشكلة العنصرية في بولندا، كما تدعو الحضور إلى أن يصبحوا عاملين ناشطين من أجل التغيير الاجتماعي.
لقد كان مدرجات كرة القدم خاضعة تماماً تقريباً لسيطرة ثقافة فرعية مبنية على كراهية الأجانب دون سبب قبل أن تباشر المنظمة حملتها تحت شعار «دعونا نركل العنصرية خارج المدرجات». وتقوم المنظمة كجزء من الحملة بنشر مجلة ستاديون (Stadion) المناهضة للعنصرية وتوزيعها على هواة كرة القدم، كما قامت بإصدار قرص مدمج (CD)، وتنظم أيضاً مباريات في كرة القدم، وتوفر أعلاماً ومنشورات توزع أثناء المباريات لتأكيد حضورها أمام الجماعات الأخرى المناهضة للعنصرية.
ومن هذه الحملات التي تركز على فئة الشباب تمكنت المنظمة من تجنيد 150 مراسلاً متطوعاً كي يقوموا بالإبلاغ شهرياً عن النشاطات المتعلقة بالعنصرية وكراهية الأجانب داخل مجتمعاتهم. وتجمع المنظمة هذه التقارير وتنشرها في مجلتها الشهرية، كما توزعها على الصحافة البولندية والعالمية. وتساعد الشبكة وعملية النشر في زيادة الوعي بمشكلة العنصرية لدى أجزاء واسعة تتقاطع عبر المجتمع البولندي متجاوزة بذلك جمهور موسيقى الروك وكرة القدم لدى الشباب.
لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.
تعتبر مجموعات النقاش والمنابر وورش العمل أدوات عامة للنهوض بالوعي تجاه قضية ما وإشراك أناس جدد إلا أن هذه التكتيكات قد لا تكون دينامية بما فيه الكفاية لاستقطاب اهتمام جماعات مستهدفة معينة – أي فئة الشباب. ولقد نجحت منظمة في بولندا في توجيه الاهتمام إلى طريقتين فعالتين للوصول إلى الشباب وجلب انتباههم وذلك من خلال الموسيقى والرياضة.
تستخدم منظمة نيجدي وييسيج ثقافة الموسيقى الشعبية الدارجة (البوب) لإشراك الشباب – وهم فئة متعاطفة إلا أنها كثيراً ما تكون بعيدة عن الاندماج في دائرة المناصرين لحقوق الإنسان – في الأعمال الخاصة بحقوق الإنسان، إلا أن ذلك لا يتوقف عند الحفلات الموسيقية والرياضة. فعندما يعبر الناس للمرة الأولى عن اهتمامهم والتزامهم بالتطوع، تعمل المنظمة على التأكيد بأن لدى هؤلاء الفرصة للمشاركة بصورة أوسع. ويمكن اقتباس هذا التكتيك واستخدامه للتغلب على الشعور المتفشي بعدم المبالاة تجاه العديد من الأوضاع المغايرة، إلا أن المسألة ذاتها تبقى مهمة: إذ يتعين أن تصبح شيئاً يستطيع الشباب أن يشعروا بانتمائهم له أو شيئاً يمكن أن يمس حياتهم شخصياً.