إيجاد شبكة من الراصدين المتطوعين لإقناع الحكومات المحلية والوطنية بالتمسك بالالتزامات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان

طورت رابطة المدافعين عن حقوق الإنسان في سلوفاكيا (LHRA) شبكة تضم راصدين متطوعين لحقوق الإنسان داخل أقلية روما (Roma) السكانية، وذلك للتأكد من تطبيق المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان على المستوى المحلي. وكجزء من عملها لتصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، قامت سلوفاكيا بالمصادقة على عدد من المعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان بعد أن كانت هشة تجاه سجلها في مجالات تلك الحقوق. وعلاوة على ذلك، يعطي دستور جمهورية السلوفاك الأولوية لمعاهدات حقوق الإنسان الدولية التي يصادق عليها البرلمان ويصدرها كقانون بحيث تكون تلك المعاهدات متفوقة على القوانين المحلية.

ويساعد أسلوب الرابطة في الرصد على تجسير الهوة الفاصلة ما بين موقع حدوث الانتهاك والسياسات وما بين القوانين والمعاهدات التي تم وضعها لمنع أو وقف الانتهاكات. وفي كثير من الأحيان يحدث النقاش الوحيد حول تلك الانتهاكات والقوانين أو السياسات الموضوعة لمنعها، في المراتب العليا للمنابر الدبلوماسية والسياسية. وتوظف رابطة المدافعين عن حقوق الإنسان أناساً من المحرومين من الحقوق السياسية للعمل كراصدين للحقوق السياسية. ويتعلم الراصدون  في أحيان كثيرة لأول مرة أموراً تتعلق بحقوقهم الخاصة في ظل القانون الوطني والدولي، يقومون بعدها بالعمل مع الرابطة لوضع تلك الحقوق موضع التنفيذ - والتي خرجت إلى حيز الوجود في عواصم بعيدة - في بلدياتهم وفي مراكز الشرطة وفي مدارسهم وفي مجتمعاتهم. ويتم استخدام المعلومات المستقاة من الراصدين المحليين لعرض الحقيقة ومدى التأثير على الأرض الذي تحدثه القوانين الوطنية والدولية داخل البلاد.

ويجري توظيف راصدي روما (Roma) شفوياً. وتعمل الرابطة على تثقيفهم بشأن أدوات حقوق الإنسان ذات الصلة والسلطات الحكومية المسؤولة عن تطبيقها، ثم تقوم بالترتيبات الخاصة بعقد اجتماعات مع الشرطة ورؤساء البلديات وزعماء المجتمع وآخرين مما يوفر المزيد من الشرعية والسلطة لعمل الراصدين. وتتوزع الشبكة بين ثمانية أقاليم بحيث يعمل المنسقون الإقليميون مع رابطة المدافعين عن حقوق الإنسان في سلوفاكيا لتوظيف الراصدين وتدريبهم (48 راصداً تقريباً في المجموع).

وعندما يصبح الراصدون جاهزين لأداء عملهم، يتم إصدار هوية تحمل اسم وشعار الرابطة لهم، كما يتم تزويدهم برسائل للتعريف بهم لدى تقديمها للسلطات المحلية. وعندما يحدث انتهاك مزعوم فإنهم يتوجهون للمجتمع كي يقوموا بجمع المعلومات من الضحايا ومن السلطات المعنية. وتركز عملية الرصد على عدد من القضايا، بما في ذلك التوظيف والأحوال المعيشية والعناية الصحية والمشاركة السياسية والعنف العنصري وحرية الوصول إلى المرافق والخدمات العامة.

ويعمل المكتب الوطني للرابطة على توحيد عمل جميع الراصدين وإخراجه على هيئة تقارير وطنية منتظمة، كما يقوم بإصدار دورية خاصة به. ونتيجة لهذا التكتيك الخاص بالرصد، تم فضح سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان التي تقع على المستوى المحلي، كما بدأ المزيد من ضحايا الانتهاكات بالتقدم بالمزيد من الشكاوى. وقد قامت الحكومة مع مرور الوقت بتطبيق سياسات لمعالجة التمييز في مجالات التعليم والإسكان والتوظيف.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

في سلوفاكيا، يقوم فريق برصد مدى تمسك الحكومة بالالتزامات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، كما يعمل على استخدام ما يكتشفه لإقناع الحكومة بالمحافظة على وعودها تلك.

إن التكتيك الذي تستخدمه الشبكة هو مزيج فريد من الضغط والترويج. فراصدو روما (Roma) يتعلمون ما يتعلق بحقوقهم مما يمنحهم القوة لاتخاذ إجراء ما. كما وأن رغبة الحكومة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي جعل الإبلاغ عن أي انتهاك من القضايا الحساسة، الأمر الذي وفّر فرصة لزيادة التأثير الذي يحدثه عمل الراصدين. إن هذا التكتيك هو أيضاً تطبيق فريد للقانون الدولي فيما يتعلق بالحقائق اليومية للشعب، إذ إنه عزز القوة التي تؤثر في انتهاكات حقوق الإنسان لدى البلدان التي وقعت معاهدات دولية لحقوق الإنسان، والتي لديها اهتمام بالأسلوب الذي ينظر من خلاله المجتمع الدولي لسجل حقوق الإنسان في تلك الدول.