عرض عام
في أيلول / سبتمبر 2008، أطلقت الجمعية اللبنانية للتربية والتنشئة ALEF حملة الضغط الدولي في مؤسسات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بهدف دفع الدولة اللبنانية إلى التصديق على البروتوكول الاختياري للمعاهدة ضد التعذيب (OpCAT). لذلك، عقدت ALEF ثمانية عشر (18) اجتماعاً خلال أسبوعين قبل زيارة قام بها ممثلون عن الدولة اللبنانية. هذه اللقاءات رفعت مستوى الاهتمام الدولي وساهمت في التأثير على ممثلي الدولة والمؤسسات اللبنانية المختصّة، وأدّت إلى قيام الدولة اللبنانية بالتصديق على معاهدة OpCAT.
يتميز الواقع اللبناني بالانتشار الواسع لسوء المعاملة وممارسات التعذيب المنتظمة. لذلك، وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني اللبنانية الأخرى، نظمت ALEF ورش عمل لبناء القدرات، بالإضافة إلى أنشطة لرفع الوعي وتعبئة المجتمع على المستوى المحلي بهدف إثارة الانتباه حول موضوع الوقاية من التعذيب على المستويين الشعبي والحكومي. وقد ساعد ذلك في تمهيد الطريق ودعم تحضيرات الجمعية لتنفيذ حملة الضغط الدولي.
وفي مسارٍ موازٍ، بدأت ALEF بوضع لائحة أولية بأصحاب المصلحة المحتملين والمهتمين بموضوع التعذيب والعمل على الملف اللبناني في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وفي كانون الأول / ديسمبر 2007، التمست الجمعية مشاركة أحد شركائها في أوروبا، وهي منظمة IKV Pax Christi (خبيرة في مجال المؤسسات الأوروبية). وتمت دعوة ممثلي هذه المنظمة إلى مركز ALEF في بيروت، لبنان، لحضور اجتماع تخطيط لمدة ثلاثة أيام جرى خلاله تقديم عرض حول أداء المؤسسات الأوروبية. ونتيجةً لذلك، وُضعَت لائحة بأصحاب المصلحة المحتملين، بالإضافة إلى وضع خارطة طريق تساعد في عقد اجتماعات معهم. كذلك، تم تنظيم لائحة بمسؤولي الأمم المتحدة المحتملين من خلال اتصالات ALEF مع مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان (OHCHR) في بيروت، لبنان.
بعد وضع لوائح بأصحاب المصلحة الذين يجب الاجتماع بهم، تم بذل جهود إضافية بهدف ضبط التوقيت المناسب للقيام بالزيارات إلى بروكسل - بلجيكا في ما يتعلق بالاتصالات مع الاتحاد الأوروبي، وفي جنيف – سويسرا بالنسبة للاتصالات مع الأمم المتحدة، وذلك حيث تتواجد هاتان المؤسستان. ومن خلال البحث الميداني، علمت ALEF أن اجتماعاتٍ ستُعقَد بين بعثة لبنانية والاتحاد الأوروبي في أيلول / سبتمبر 2007 في بروكسل لمتابعة اتفاقات الدولة اللبنانية في إطار السياسة الأوروبية للجوار. وبناءً على هذه المعلومة، بدأت الجمعية بالاتصال بمختلف النواب والمفوضين بهدف اللقاء بهم قبل زيارة بعثة الدولة اللبنانية إلى أوروبا.
أما العائق الأساسي الذي واجهته ALEF، فتمثّل بالحالة السياسة غير المستقرة في لبنان، حيث أنها أُجبرت لمرّتَين على تغيير توقيت الحملة نظراً للحالة الأمنية والسياسية في البلاد. من جهة أخرى، لم يكن من السهل تنظيم لقاءات مع بعض أصحاب المصلحة ذوي الشأن العالي على المستوى الأوروبي نظراً لضيق وقتهم. وكان من المهم بنظر الجمعية أن يكون لديها شريك على الأرض في بروكسل وجنيف، وذلك للمتابعة اليومية للتحضيرات لزيارة الجمعية.
وقد تمكنت ALEF من عقد ثمانية عشر (18) اجتماعاً في بروكسل وجنيف مع العديد من أصحاب المصلحة نقلت خلالها توصيات معيّنة مرتبطة بالسياسات التي يجب أن تعتمدها الدولة اللبنانية بهدف الوقاية من التعذيب، ومرتبطة خصوصاً بأهمية تصديق لبنان على معاهدة OpCAT.
ونتيجةً لذلك، صدّقت الدولة اللبنانية رسمياً على معاهدة OpCAT في 22 كانون الأول / ديسمبر 2008، بعد إيداع وثيقة التصديق في الأمم المتحدة في جنيف. ومن الجدير بالذكر أن هذه الخطوة جاءت نتيجة عمل مشترك قامت به منظمات المجتمع المدني اللبنانية. غير أن حملة الضغط الدولي الذي قامت به ALEF اعتُبر مصيرياً في هذا المجال وفي مراحل سير العملية.
المفوضية الأساسية لـ ALEFتراقب وتناصر حقوق الإنسان في لبنان. فالمناصرة هي مهمّة حيوية ومتشعّبة بين مختلف برامج الجمعية: حقوق الطفل، التعليم والتوعية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في إطار المراقبة والمناصرة (من ضمنها: عقوبة الإعدام، مراقبة التعذيب والوقاية منه، الاحتجاز التعسفي والمراجعة الدورية الشاملة). علاوةً على ذلك، تُركّز ALEF بقوّة على دور الشباب في تقوية حقوق الإنسان في لبنان وتسعى بالتالي لتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم تحقيقاً لهذا الهدف.
لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.