رحلتي كزميل ضمن برنامج زمالة لازورد

برنامج زمالة لازورد هو أحد البرامج التي تنفذها حاضنة الأعمال (My STARTUP) التابعة لمنظمة إنجاز، ويعد فرصة فريدة من نوعها لحديثي التخرج، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الشغوفين بإحداث تغيير إيجابي داخل مجتمعاتهم، ويتم تنفيذه في الأردن ومصر وتونس، ويقبل سنوياً 12 مشاركاً فقط من كل دولة من خلال عملية اختيار من مكونة من أربعة مراحل.

الزمالة مكثفة جداً وغنية بالمعلومات، وترتكز على أربعة مكونات رئيسية كالتالي:

  1. التدريب: تقدم الزمالة مجموعة شاملة من الدورات التدريبية حول مواضيع مختلفة مثل، القيادة الفعالة وتقنيات الإدارة، مما يتيح للزملاء قيادة منظماتهم وفرقهم بشكل أفضل.
  2. التنسيب الوظيفي: يسمح مكون التنسيب الوظيفي للزملاء باكتساب خبرة العمل في العالم الحقيقي لمدة عام واحد مع المنظمات المضيفة الشريكة للبرنامج، ويتم تزويد الزملاء بوظيفة فعلية ووصف وظيفي دقيق لها، ويتلقى الزملاء نفس معاملة أي موظف فعلي آخر في هذه المنظمة أو المؤسسة، وأيضا لديهم الفرصة للتعاون مع محترفين وخبراء آخرين في مجالهم.
  3. الورقة البحثية: ينقسم الزملاء الإثني عشر في برنامج زمالة لازورد إلى أربع مجموعات، تتكون كل مجموعة من ثلاثة زملاء، تعمل هذه المجموعات على ورقة بحثية تركز على قضية مجتمعية معينة في بلدانهم. على سبيل المثال، عملت مع مجموعتي على ورقة بحثية في مجال التغير المناخي بعنوان "غور الأردن: التغير المناخي والعنف القائم على النوع الاجتماعي"، حيث درسنا كيف يمكن أن يُعَرّض التغير المناخي العاملات في القطاع الزراعي للعنف القائم على النوع الاجتماعي في غور الأردن.
  4. التوجيه والارشاد: يؤكد برنامج زمالة لازورد على أهمية التوجيه والإرشاد، وهو مكون مهم جداً في البرنامج، حيث يتم ربط كل زميل بمرشد يقدم التوجيه والدعم الشخصي له طوال البرنامج. تم تصميم نهج التوجيه الخاص بالبرنامج لمساعدة الزملاء على بناء مهاراتهم وتعزيز معرفتهم وزيادة قدرتهم على إحداث تغيير إجتماعي إيجابي في مجتمعاتهم.      

منذ عام 2015 وهنالك شراكة ناجحة بين التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان وزمالة لازورد، حيث تم قبول أربعة زملاء، وخلال فترة وجود الزملاء في التكتيكات الجديدة في حقوق الانسان، يتم تكليفهم بمجموعة متنوعة من المهام التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم واكتساب الخبرة العملية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. وشملت هذه المهام:

  •  تيسير الدورات التدريبية
  • إجراء البحوث
  • المساهمة في تطوير استراتيجيات أو أنشطة المدافعة
  • إعطاء التوجيه والارشاد لحملات مدافعة فعلية على أرض الواقع
  • فرصة إجراء مقابلات مع المتقدمين للتدريب

بالإضافة إلى المهام المعطاة للزملاء، توفر التكتيكات الجديدة أيضًا برنامج تعريف وتوجيه قوي حيث يضمن استعداد الزملاء للمساهمة في المنظمة والاستفادة القصوى من خبرتهم، يتضمن ذلك البرنامج مقدمة تعريفية عن عمل المنظمة واجتماعات مع زملاء مختلفين من أقسام مختلفة، كما توفر التكتيكات الجديدة للزملاء فرصة السفر وحضور المؤتمرات وورش العمل المتعلقة بالدفاع عن حقوق الإنسان، والذي بدوره يتيح للزملاء التواصل مع نشطاء حقوق الإنسان الآخرين واكتساب رؤى قيمة حول التحديات التي تواجههم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كزميل في الزمالة، تم تعييني كمساعد تدريب لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التكتيكات الجديدة في حقوق الانسان في عام 2021 وكانت تجربتي هناك مفيدة للغاية حيث قدموا لي بداية مثالية من خلال السماح لي أولاً بحضور برنامج التدريب الإقليمي للمدربين كمشارك والتي كانت خطوة تأسيسية رائعة، ثم تم تجهيزي لتيسير الجلسات في التدريب الإقليمي للمدربين التالي، لقد أثرت هذه الفرصة المدهشة معرفتي في منهجية الخمس خطوات لاستراتيجيات فعالة، فضلاً عن إثراء خبرتي العملية في إجراء الدورات التدريبية وتيسيرها.

خلال عملي مع التكتيكات الجديدة، أتيحت لي الفرصة لتحسين مهاراتي في التدريب والتيسير، واكتساب خبرة قيمة في مجال المدافعة وحقوق الإنسان، وبناء علاقات مع نشطاء حقوق الإنسان في المنطقة، لقد سمحت لي هذه التجربة بالنمو كمدرب واكتساب خبرة عملية في مجال عمل أحبه، ولم أكن لأحقق كل هذا بدون دعم برنامج التكتيكات لي وتوجيهه وإشرافه. بشكل عام، كان عملي مع التكتيكات الجديدة فرصة ممتازة لتطوير مهاراتي وخبراتي في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

أكتب هذه المدونة مباشرةً بعد حفل تخرج زمالة لازورد، وأنا أحمل الكثير من الامتنان والذكريات من العام الاستثنائي الذي أمضيته، والآن تتويجاً لتلك السنة الرائعة، تم تعييني كمدرب مبتدئ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التكتيكات الجديدة بعد العام الذي قضيته معهم في المنظمة كزميل، هذا الإنجاز هو نتيجة مباشرة للتجارب والفرص التي لا تُنسى والتي تم توفيرها لي خلال العام الماضي. لذلك، فقد كانت الزمالة مع لازورد والتنسيب الوظيفي مع التكتيكات الجديدة بلا شك تجربة قيمة، لها تأثير هائل على نفسي شخصيًا ومهنيًا، حيث تلقيت المعرفة والمهارات التي أحتاجها للتطور، وقد أعطاني هذا دافعًا لتغيير العالم للأفضل، ولدي الآن ثقة أكبر في قدرتي على القيام بذلك.

اليوم، أنا ممتن جداً لمشاركتي في زمالة لازورد وللتكتيكات الجديدة لاختياري لمنصب مدرب مبتدئ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأنا متحمس جداً للمستقبل وسعيد للغاية لرؤية نفسي في دور يناسب تمامًا نقاط قوتي وشغفي.