دليل الاستخدام الآمن للإنترنت

دليل الاستخدام الآمن للإنترنت

هذه المدونة بقلم أيمن ملحيس، منسق اول وسائل الإعلام الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان.

لا يمكننا إنكار ضرورة الانترنت في حياتنا الشخصية والعملية حيث أصبحت كل جوانب حياتنا مرتبطه بإستخدام الانترنت . ومع ازدياد استخدامنا للإنترنت ازدادت المخاطر وازداد عدد المخربين والمستغلين في هذا المجال. كما اختلفت البرامج والأدوات الجديدة مع مرور الزمن، مما يجعلنا عرضة للاختراق،  بسبب طبيعة أعمالنا أو بسبب استخدامنا للأدوات الخاطئة أو استخدام الأدوات بطريقة خاطئة. إذاً ما الحل؟ هل نقوم بقطع اتصالنا بالانترنت وإيقاف استخدامه؟ إن قطع اتصالنا بالانترنت في هذا الزمن أصبح مستحيل! ولم يعد الأُمّي هو الشخص الذي لا يستطيع الكتابة والقراءة، بل هو الشخص الغير متصل بالإنترنت والعالم من حوله.

ليس هناك حل جذري لهذا الأمر ولكن يمكننا تثقيف أنفسنا وتعلم  كيفية استخدام الإنترنت بطريقة آمنة، قد لا نستطيع إيقاف كل عمليات الاختراق ولكن يمكننا الحد منها ومن نسبة الضرر الواقع علينا في حالة حصول الاختراق وللقيام بذلك قمت بجمع عدد من الإجراءات البسيطة التي سوف ترفع من مستوى الحمايه لديك ويمكن لأي شخص أن يتبعها  دون الحاجة الى أن يكون مختص في مجال الأمن الرقمي، وهي كما يلي:

  1. حماية معلوماتنا الشخصية: علينا حماية أنفسنا من محاولات الاحتيال عبر الإنترنت عن طريق الحفاظ على سرية التفاصيل الشخصية. مثل تجنب مشاركة رقم الهاتف، وتفاصيل الضمان الاجتماعي او الرقم الوطني او رقم جواز السفر، أو معلومات البنك مع أشخاص غير معروفون لدينا.
  2. إنشاء كلمات مرور معقدة/صعبة: عند إنشائنا لكلمة مرور من الأفضل أن تتضمن مزيجاً من الحروف والأرقام والرموز:

  • ٨ أحرف على الأقل ويفضل أكثر من ١٤ حرف.
  • أحرف خاصة مثل: -! @ # $ % ^ & * ().
  • على الأقل حرف واحد كبير وواحد صغير.
  • على الأقل رقم واحد.

بإتباعنا لهذه الطريقة فنحن نصعّب على المخترق عملية اختراق حساباتنا ويمكننا أن نتأكد من جودة كلمات المرور المستخدمة، باستخدام أدوات تم تطويرها لفعل ذلك مثل اداة كاسبرسكي للتحقق من كلمة المرور، حيث تقوم الأداة بالتحقق من جودة كلمة المرور والتحقق من قواعد بيانات كلمات المرور المسربة. وأيضاً يجب الابتعاد عن تكرار استخدام نفس كلمة المرور على جميع المنصات المستخدمة حتى ما إذا تم اختراق أو تسريب كلمة المرور على حساب ما تصبح جميع الحسابات التي تستخدم بها نفس كلمة المرورعرضة للاختراق.

 إذاً باتباع الإجراءات السابقة في كلمة المرور يمكن حماية كلمة المرور ولكن يصبح من الصعب علينا تتبع وحفظ هذه الكلمات واستخدامها متى شئنا، لذلك يُفضل النظر في استخدام برامج إدارة كلمات المرور لإنشاء وتتبع كلمات المرور الخاصة بنا.

وتتوفر الكثير من البرامج المجانية والمدفوعة حسب عدد الاجهزة المستخدم عليها الأداة والميزات الإضافية وفيما يلي بعضها:

 

  • Kaspersky Password Manager: مدفوع من خلال اشتراك شهري.
  • One Key Password Manager: برنامج مجاني يستخدم للهواتف المحمولة فقط ولا يحتاج الى الانترنت للوصول إلى كلمات المرور.
  • LastPass Password Manager مجاني للجهاز الواحد وللحصول على مميزات إضافية يحتاج إلى اشتراك شهري.

 

  1. استخدام المصادقة بخطوتين: استخدام المصادقة بخطوتين يعزز من الأمان من خلال منع الأفراد الآخرين من الوصول إلى حساباتنا، حتى في حالة معرفتهم لكلمة المرور. عند تفعيل هذه الخاصية، يصبح الوصول إلى الحساب مرهونًا بالحاجة إلى كلمة المرور ورمز التحقق. يتم إرسال رمز التحقق إما عبر رقم الهاتف المرتبط بالحساب أو عبر الأجهزة الموثوقة التي قد قمنا بتسجيلها مسبقًا.
    ومع اختلاف المواقع والتطبيقات ايضاً تختلف طرق المصادقة، حيث يمكننا اختيار الطريقة الانسب لنا مثل رسالة على الهاتف أو رسالة على البريد الالكتروني او من خلال تحميل برامج التحقق مثل جوجل أوثنتيكاتور (Google Authenticator) التي تقوم بإنشاء هذه الرموز والرسال.
  2. التحقق من موثوقية الموقع الإلكتروني: قبل القيام بأي عملية شراء أو استخدام لأي موقع الكتروني يجب التأكد من أنه آمن. يمكنك القيام بذلك عن طريق التحقق مما إذا كان هناك رمز قفل صغير أو "https" قبل عنوان URL. الحرف "s" في "https" يشير إلى "آمن"، والقفل يعني أنه تم تأكيده كموقع آمن من قبل متصفحك. وفي بعض الأوقات يمكن للمتصفح أن يظهر بشكل مختلف على المواقع التي تعتبر غير آمنة والتي يجب أن لا نتجاهلها عند ظهورها على أي موقع إلكتروني نريد تصفحه.
    موقع غير آمن موقع آمن
  3. تحديث نظام التشغيل والتطبيقات بانتظام: السبب الرئيسي وراء قيام مطورو أنظمة الحاسوب والبرامج بإنشاء التحديثات هو حماية المستخدمين من التهديدات الأمنية. حيث أن البرامج القديمة تحتوي على نفس الأخطاء والثغرات القابلة للاستغلال من قبل الأشخاص الذين يرغبون في التسلل إلى أجهزتنا والإضرار بنا. لذلك يجب علينا تحديث هذه الأنظمة بشكل منتظم ومستمر من مصادرها المباشرة والموثوقة! 
  4. مراقبة أذونات التطبيقات عند تحميلها: يجب التعرف ومتابعة إعدادات الخصوصية لأي جهاز أو تطبيق أو خدمة نستخدمها. قد تتطلب بعض التطبيقات إذناً للوصول إلى الصور أو الميكروفون أو الكاميرا أو أي معلومات شخصية أخرى دون معرفتنا بذلك. لذلك يجب أن نكون على علم دائماً في الاذونات التي نعطيها للتبيقات عند تحميلها حتى لا نقوم بمشاركة أي معلومات لا نرغب بمشاركتها.



    هنا يمكنك ملاحظة أنني سمحت للعديد من التطبيقات بالوصول إلى كاميرا الهاتف المحمول الخاصة بي، ولكن قمت بإيقاف تشغيل إذن الوصول لEpocCam.
     
  5. الحذر عند استخدام شبكات الواي فاي العامة: كثيراً ما نحتاج الوصول إلى الإنترنت عند مغادرة منازلنا أو أماكن عملنا أو عند السفر، وقد نضطر الى الاتصال بشبكات الواي فاي العامة مثل المطارات والمطاعم والفنادق وهنا تكمن الخطورة في الاتصال بهذه الشبكات حيث أن استخدام شبكات غير مؤمنة يعرضنا لتلقي برمجيات ضارة والوصول الى معلوماتنا الخاصة من خلال هذه الشبكة.

باختصار، يمثل الإنترنت جزءاً حيويًا من حياتنا اليومية، إذ يقدم لنا فرصاً هائلة وتحولات إيجابية. ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل التحديات والمخاطر التي قد تواجهنا أثناء استخدامنا لهذا العالم الرقمي. من خلال اعتماد إجراءات الأمان المناسبة والتثقيف الدائم، يمكننا تقليل المخاطر وحماية خصوصيتنا على الإنترنت.

لذا، دعونا نتبنى سلوكيات آمنة على الإنترنت، ولنكن على دراية دائمة بأحدث الطرق لحماية أنفسنا ومعلوماتنا. بفضل التقنيات المتقدمة والتوعية المستمرة، يمكننا الاستمتاع بفوائد الإنترنت بشكل آمن وفعّال، محققين توازناً هاماً بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على أمننا الشخصي والاستقرار الرقمي.