بناء القدرات على كسب التأييد والمدافعة للتصدي للوصمات التي يواجهها الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز

الوصمة

تكمن الوصمة في جذور انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. حيث أنه في الكثير من الأحيان تؤدي المواقف السلبية الراسخة إلى التمييز ضد الأشخاص المستضعفين بالفعل. الوصمة، سواء كانت صريحة أو خفيًة، ممنهجة أو داخليًة، فإنها تحدث الضرر بالأفراد والمجتمع. لذلك، غالبًا ما يضطر النشطاء إلى مواجهة الوصمة والتمييز في عملهم للدفاع عن حقوق المجتمعات المهمشة.

كجزء من هذا العمل، تعاون فريق التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان مع مركز سواعد التغيير إحدى منظمات المجتمع المدني الغير ربحية التي تعمل على مساعدة الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكذلك يقومون بتقديم الخدمات لمجموعة من الفئات المستضعفة والمهمشة من السكان في مجالات الصحة الإنجابية، والأمراض المنقولة جنسياً، واستخدام المخدرات، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

عمل فريق التكتيكات الجديدة مع منظمة سواعد التغيير، لتدريب مجموعة من النشطاء على مجموعة من الاستراتيجيات لدعم المجتمعات الموصومة. حيث تعلم المشاركون عن عمل مركز سواعد التغيير لتحديد الانتهاكات والاستجابة للوصمة والتمييز التي تؤثر على حقوق الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز في الأردن.

 

تعقيدات الوصمة والتمييز المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز

يتعرض الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز من الوصمة والتمييز من الأصدقاء والعائلة ومقدمي خدمات الرعاية الصحية وحتى على صعيد السياسات العامة. تعرف المشاركون في التدريب على الأبعاد التالية للوصمة والتمييز المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:

  1. الوصمة على المستوى الاجتماعي 

تشكل الوصمة الاجتماعية المعقدة عقبة أمام الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. قد يسيء الأصدقاء والعائلة فهم كيفية حدوث العدوى. مما يؤدي إلى تعطيل العلاقات، وعزل الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية عن نظام الدعم المحتمل.

ونتيجة للرفض من دوائرهم الاجتماعية، يعاني الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز من الشعور بالوحدة وتطور الوصمة الذاتية. وقد يمتنعون عن طلب الرعاية الطبية.

  1. الوصمة على مستوى الخدمات الصحية

غالبًا ما يكافح الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز للوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والعلاج. وهذا يؤدي إلى عقبات في التثقيف الوقائي والحصول على العلاج الطبي المناسب.

ومن الجدير ذكره بأنه من الممكن أن تؤثر الوصمة والتمييز حول فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز على جودة الخدمات المقدمة من مقدمي خدمات الرعاية الصحية أنفسهم. حيث يعبّر العديد من مرضى فيروس نقص المناعة البشرية عن رحلة العلاج الصعبة. وتتضمن بعض المواقف التمييز الصريح من الطاقم الطبي كما يلي:

  • نقل معلومات خاطئة عن فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز
  • رفض تقديم خدمات الرعاية الصحية
  • عدم إعطاء المريض المعلومات الصحية اللازمة
  • إطلاق أحكام مسبقة تتعلق بالممارسات الجنسية للشخص
  • عدم القدرة على توفير التثقيف الوقائي

لذلك فإنه من المهم للغاية لمقدمي خدمات الرعاية الصحية ردع هذه السلوكيات التمييزية. فهي تضر بصحة المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ومعيشتهم.

  1. الوصمة على مستوى السياسات العامة 

في حين أن معظم التشريعات الأردنية لا تميز صراحة ضد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، إلا أن الحماية الكافية لهم محدودة، حيث يمكن أن تؤدي بعض النصوص القانونية إلى إضعاف الحماية. 

قانون العقوبات الأردني يتيح وعلى وجه العموم تحت ما يسمى الاخلال بالآداب العامة لرجال إنفاذ القانون اتخاذ ممارسات تجاه الفئات الأكثر عرضة بالإيدز تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان.

ومن الجدير بالذكر أن غير المواطنين عادة ما يمتنعون عن الكشف أو الفحص للتحقق من إصابتهم لأنهم معرضون لخطر الترحيل، حيث يُطلب من مقدمي خدمات الرعاية الصحية الإبلاغ عن أي حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إلى الحكومة. حيث يتم ترحيل غير المواطنين على الفور بغض النظر على خطورة هذا الإجراء على صحتهم وسلامتهم. وبالتالي، قد لا يكشف غير المواطنين المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية عن تشخيصهم أو طلب العلاج.

 

الإجراءات التي من الممكن اتخاذها  

تعلّم المشاركون في هذا التدريب على العلاقة بين الوصمة والتمييز والخوف والصمت والجهل والسلوك التمييزي. كما قدم فريق التكتيكات الجديدة للمشاركين منهجية الاستراتيجيات الفعّالة منهجية الاستراتيجيات الفعّالة  لمعالجة الوصمات المتعلقة بالحق في الصحة والعمل والخصوصية التي يواجهها الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. توفر المنهجية إطاراَ من 5 خطوات للجمع بين التكتيكات المتنوعة في خطة عمل إستراتيجية.

ساعد مدربو التكتيكات الجديدة المشاركين في تصميم خطط عمل سيتم تنفيذها بالتعاون مع جمعية سواعد التغيير. تتناول هذه الخطط ثلاثة مجالات محددة للمدافعة:

1. العلاج في مراكز الإدمان

2. انتهاك الخصوصية والحق في الصحة

3. المخالفات المتعلقة بحق العمل للمصابين 

هذه الفرصة التدريبية لم تساهم فقط في زيادة فهم فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. بل قامت بتجديد تصميم النشطاء على تأمين حياة أفضل لجميع المجتمعات الموصومة والمهمشة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


هل ستستفيد حملتك أو مؤسستك من "التكتيكات الجديدة في التدريب على حقوق الإنسان" في أسلوب الفعالية الاستراتيجية؟ تحقق من عروضنا التدريبية هنا، أو تواصل معنا على https://www.newtactics.org/ar .