أهمية التفاؤل المناخي في عالم من "الإحباط"

ساهمت ميليسا ماكنيلي في هذا المنظور، وهي مديرة إنشاء المحتوى الرقمي في برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان

تعد أزمة المناخ واحدة من أكثر القضايا العاجلة في عصرنا، حيث يمكن الشعور بتأثيرات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم، من ارتفاع مستويات سطح البحر في الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى تقلبات وحوادث في الأحوال الجوية في باكستان، ويساهم التغير المناخي في فقدان التنوع البيولوجي وانعدام الأمان الغذائي وأزمة اللاجئين العالمية. إنها مشكلة معقدة ومتعددة الجوانب، مدعومة من قبل شركات الوقود الأحفوري والحكومات التي ترفض تنظيم انبعاثاتها، وهذه المشكلة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة.

منظر للفيضانات الغزيرة التي سببتها الأمطار الموسمية في مقاطعة البنجاب، بالقرب من مدينة ملتان، باكستان.

أمام التحديات الهائلة التي يشكلها التغير المناخي، يمكن أن يكون من السهل أن نشعر باليأس والإحباط، ويمكن أن يبدو حجم التحدي كبيراً، والحلول قد تبدو صعبة المنال.

التفاؤل المناخي هو نهج يركز على الإجراءات الإيجابية التي يمكننا اتخاذها، بدلاً من التركيز على النتائج السلبية لعدم القيام بأي شيء، وهو إيمان بأنه من خلال العمل المشترك واتخاذ الإجراءات اللازمة، يمكننا التخفيف من تأثيرات التغير المناخي وبناء عالم أكثر صحة وعدالة للجميع، ويعبر هذا عن اختيار مسار الصمود والعمل والأمل.

قد تفكر بما يلي: "كيف يمكننا أن نكون متفائلين عندما تكون الأوضاع بهذا السوء؟ أليست هذه مشكلة كبيرة جدًا لنجد لها حل؟" قد يكون من الصعب رؤية طريق مستقبلي في مواجهة تحديات ساحقة مثل هذه، ولكن هذا هو بالضبط دور وأهمية التفاؤل المناخي.

العلم يقول: نحن نشهد بالفعل تأثيرات التغير المناخي، والأمور ستزداد سوءًا إذا لم نتخذ أي اجراء، ولكن حقيقة الأمر هي أن نتخذ الإجراءات اللازمة، وهناك العديد من الأشخاص والمنظمات العاملة بلا كلل لإحداث تغيير، وجهودهم قد أثرت تأثيرًا كبيرًا.

على سبيل المثال، مشروع "ليس متأخرًا" للكاتبة "ريبيكا سولنيت" والناشطة "ثيلما يونج لوتوناتابوا" يوفر مصدر تشجيعي للمبتدئين والأشخاص ذوي الخبرة في حركة التغير المناخي، حيق أنهم قاموا بجمع سلسلة من المقالات والمقابلات في كتاب بعنوان "ليس متأخرًا: تغيير قصة المناخ من اليأس إلى الإمكانية"، والذي يقدم الأمل لأولئك الذين قد يشعرون باليأس أو القلق بشأن التغير المناخي.

مشروع "إمكانية المناخ" ل "أشلي فيربانكس" يقدم رسائل متفائلة حول المناخ بهدف تعزيز العمل الحقيقي، ويوفر "مجموعة أدوات لإمكانية المناخ" المصممة بشكل جميل والتي تزود النشطاء فرصة للتأمل ورسم خرائط لأهدافهم وتساعدهم على ممارسة العناية الذاتية، للتأكد من أن عملهم مستدام.

في العديد من المجتمعات، يقوم الشباب بعمل حملات من أجل العمل المناخي، وتقوم حركة الشباب من أجل العدالة المناخية بإحداث فرق حقيقي وتشجيع الشركات والمنظمات على الالتزام بالاستدامة وتقليل بصمتها الكربونية. اقضِ ساعة على تطبيق "تيك توك"، ومن المرجح أن ترى مقاطع فيديو من نشطاء المناخ الشباب يشجعون أقرانهم لإحداث التغيير.

واحدة من هؤلاء النشطاء الشباب في مجال المناخ، زهرة بياباني، قامت بإطلاق تطبيق لتأجير الملابس المستعملة ونشرت كتابًا بعنوان "التفاؤل المناخي: يفوز المناخ ويخلق تغيرًا منهجيًا حول العالم". تشارك زهرة أمثلة عن التكتيكات الفريدة المستخدمة من قبل المجتمعات في الجنوب العالمي للتعامل مع مشكلات تتعلق بالمناخ.

كيف يمكنك أن تصبح متفائلًا بشأن المناخ؟ هنا بعض النصائح لتنمية هذا التفكير بشكل فعّال:

 

  1. تابع التطورات: تعلّم عن العلوم وراء التغير المناخي، وتأثيراته على الكوكب والناس، والحلول المقترحة، ففهم المشكلة هو الأساس للعثور على أكثر الاستراتيجيات نجاحًا والتي ستقودنا نحو الحل.
  2. اتخاذ الإجراءات اللازمة: ابدأ باتخاذ تغييرات صغيرة في حياتك الشخصية، مثل تقليل أثرك الكربوني أو دعم الأعمال المستدامة، وشارك في الدعوة والنشاطات للدفع باتجاه التغيير على نطاق أكبر، فنحن لسنا بحاجة للقيام بكل شيء، ولكن يمكن لكل فرد أن يقوم بشيء ما لإيقاف تغير المناخ، لا تستهين بقوة العمل الفردي.
  3. تواصل مع الآخرين: انضم إلى مجموعة بيئية محلية، شارك في مسيرات وتجمعات مناهضة للتغير المناخي، أو شارك في المجتمعات عبر الإنترنت التي تركز على العمل المناخي. أن تكون جزءًا من مجتمع من الأشخاص الذين يشتركون في الشغف بخلق التغيير يمكن أن يساعدك في الشعور بالأمل والإلهام، أي كلما تواصلنا مع الآخرين، زاد صوتنا الجماعي قوةً.
  4. احتفل بالتقدم: تذكر أن تحتفل بنجاحات العمل المناخي ومن خلال الاحتفال بهذه الخطوات، يمكننا البقاء متحفزين وملهمين لمواصلة عملنا، وشارك في قصص إيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي، واشكر الشركات والمنظمات التي تجعل الاستدامة أولوية، واحرص على الاستمتاع بجمال وعجائب العالم الطبيعي.
  5. اعتني بنفسك: من المهم أن تعتني بنفسك أثناء العمل لإحداث التغيير. يمكن أن يكون النشاط المناخي مرهقًا عاطفيًا، ومن الجيد أن تأخذ استراحة عند الحاجة، وتأكد من أن تضع رفاهيتك الشخصية في المقام الأول، حتى تتمكن من الاستمرار في هذا العمل على المدى الطويل.

التفاؤل المناخي يتعلق بالبقاء متفائلًا، والأمل هو قوة قوية يمكن أن تدفعنا للأمام، حتى في وجه التحديات التي تبدو غير قابلة للتغلب عليها، فعندما نؤمن بأنه من الممكن الحصول على مستقبل أفضل، فإننا أكثر فرصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيقه.

 

ساهمت ميليسا ماكنيلي في هذا المنظور، وهي مديرة إنشاء المحتوى الرقمي في برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان