منذ اندلاع النزاع في عام 2011، قُتل أكثر من 400000 سوري، ولا يزال أكثر من نصف السكان نازحين، يعيش ما يقرب 6 ملايين لاجئ خارج البلاد ونزح 6 ملايين آخرين داخل حدود سوريا هذا بحسب تقرير للبنك الدولي لعام 2020. غالبًا ما يتم ترك أولئك الذين فقدوا أحبائهم ومنازلهم بدون صوت، تاركين عددًا مذهلاً من القصص التي تركت دون ان تُحكى. تتأثر النساء بشكل كبير بالنزوح، ويواجهن اضطرابًا اجتماعيًا واقتصاديًا في الأسرة والمجتمع. يضاعف النزوح الخارجي والداخلي الشعور بالعجز في أوقات النزاع. واحدة من أكثر التكتيكات ابتكارًا وقوةً التي استخدمتها النساء المتضررات من الإختفاء هي رواية القصص ذات المغزى.
في عام 2014، دخل التحالف الدولي لمواقع الضمير في شراكة مع شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “الذاكرة والحقيقة والعدالة: بناء قدرات المجتمع المدني في سوريا” لتسليط الضوء على روايات من الشخص الأول عن المتضررين مباشرة من النزاع السوري.
قامت منظمة إعلامية سورية غير ربحية مستقلة عنب بلدي، ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان (DCHRS)، ومعهد الأبحاث الأكاديمية الأمريكية في العراق ومشروع اللاجئين العراقيين (TAARII) ومقرها الأردن، بمقابلة اللاجئين السوريين في تركيا والأردن والنازحين السوريين. تم جمع 58 تأريخ شفوي، حيث ركزت غالبية هذه المقابلات على تجارب النساء في مناطق النزاع.
كان هدف التحالف هو التأكد من تذكر هذا التاريخ بدقة وإستخدامه في الحوار العام لخلق مستقبل أكثر عدلاً في المنطقة. إن تضمين الأصوات المهمشة يمنع “عدالة المنتصر” في فترة ما بعد النزاع والتي تعمق الفصل بين الضحايا والجناة، مما يعرقل في نهاية المطاف عملية بناء السلام.تضمن مشاركة المواطنين في كتابة الروايات الوطنية أثناء النزاع من نقل الصورة الصحيحة وتقلل من قدرة الحكومات الناشئة على بناء روايات مضللة عن الماضي ومنقحة بما يناسبها. من خلال عدد من ورش العمل الإعلامية، وتقييم الاحتياجات، والاجتماع الإقليمي، سعى الائتلاف إلى إحياء ذكرى القصص من خلال التقارير الهادفة. لقد أعطى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي صوتًا للمتضررين، ووضع وجهًا للصراع للمشاهدة في جميع أنحاء العالم.
“يروي كل شخص قصة حياته التي قلبت رأساً على عقب، كل قصة هي شهادة على العواقب الوخيمة للحرب. وبشكل عام هذه التسجيلات هي أدوات ذات تأثير قوي يمكن ان يستخدم لرفع مستوى الوعي حول النزاع وايضًا كدليل يساعد في الإجراءات القانونية، وكتذكار من احبة لم يعد من الممكن سماع قصصهم”.
مقتبس من مؤسسي المشروع
بمساعدة أنوج شريستا، رسامة نيبالية – أمريكية الجنسية، تم تحويل المشروع إلى فيديو.
مشروع التاريخ الشفوي السوري هو واحد من جهود مماثلة لرواية القصص من قبل مجموعات المدافعة وكسب التأييد والفنانين من جميع أنحاء العالم. أعطى الوثائقيون والمصورون والفنانون والعديد من الممثلين لإيمانهم بالعدلة صوتًا لأولئك الذين يتم إسكات أصواتهم بشكل روتيني. يمكن للمساحات الإبداعية والفنية ان تكون بمثابة منصات عامه لإيصال فكره معينة يمكن اسفي مجال المدافعة عن حقوق الإنسان. لمزيد من الأمثلة على أسلوب رواية القصص هذا يرجى الاطلاع على الروابط التالية:
المراجع:
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.
يجسد هذا التكتيك كيف يمكن لسرد القصص أن يكون أداة قوية لتحقيق العدالة والذكرى، خاصة في سياقات النزاع والنزوح. ومن خلال توصيل الأصوات المهمشة، فإنها تتحدى الروايات السائدة وتعزز سجلاً تاريخياً أكثر شمولاً. هذا التكتيك لا يضفي طابعًا إنسانيًا على الأرقام المجردة فحسب، بل يعمل أيضًا كوسيلة للشفاء والدعوة. إن تكييف هذا النهج مع سياقات أخرى - مثل أزمات اللاجئين، أو حقوق السكان الأصليين، أو الظلم العنصري - يمكن أن يسلط الضوء بالمثل على قصص لم تروى، ويخلق التعاطف، ويدعم المجتمعات المهمشة. سواء من خلال التاريخ الشفهي، أو الأعمال الفنية، أو مشاريع الوسائط المتعددة، يمكن لسرد القصص الهادف أن يسد الفجوات بين الجمهور الذي لا صوت له والجمهور العالمي، مما يؤدي إلى زيادة الوعي والعمل.
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة