قوة ضد التحرش/الإعتداء الجنسي الجماعي: تنظيم فرق تدخل لإنقاذ الإناث ممن يتعرضن للإعتداء الجنسي خلال المظاهرات الاحتجاجية

تنظم مجموعة قوة ضد التحرش\ الإعتداء الجنسي الجماعي  فرق من المتطوعين للتدخل حال تعرض المرأة لإعتداء أو تحرش جنسي خلال التظاهرات بشوارع مصر،

مصر تواجه ظاهرة التحرش الجنسي

تستخدم المجموعة وسائل التواصل الإجتماعي في تعيين متطوعين وإشراكهم في فرق مدربة للتدخل السريع، كما تستخدم المجموعة هذه الوسائل للوصول للنساء لتعريفهن بالخط الساخن لقوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي، وتنبيههن بالمناطق التي ربما لا تكون آمنة لهن أثناء المظاهرات، و إبلاغهن بالأماكن التي يتواجد بها أعضاء مجموعة قوة ضد التحرش خلال التظاهرات.  وحال تعرضت امرأة لتحرش أو إعتداء جنسي، تستطيع هي أو من يرى الواقعة الإتصال بقوة ضد التحرش للإبلاغ عما تعرضت له من انتهاكات و طلب المساعدة، حيث يتم ارسال فرق قوة ضد التحرش على الفور، والتي تتكون من رجال ونساء على السواء، إلي موقع الواقعة لإنقاذ المرأة ودعمها.  

مجموعة قوة ضد التحرش تحشد جهودها لمكافحة الاعتداء الجنسي

لقد تحول التحرش الجنسي إلى وباء في مصر خلال السنوات الأخيرة، ففي دراسة يُندي لها الجبين أجراها المركز المصري لحقوق المرأة عام 2008، تبين أن أكثر من ثلثي نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي يوميا بالبلاد.  و منذ ذلك الحين، اتخذت بعض المجموعات امثال حركة خارطة التحرش الجنسي، العديد من المبادرات لمكافحة هذه الظاهرة، غير أن المشكلة اتخذت منحى غاية في الخطورة حينما أخذت حشود من  الرجال يستهدفون المتظاهرات والصحفيات بميدان التحرير والمناطق المحيطة به ويعتدون عليهن جنسيا.  و في بعض الحالات، تتسبب هذه الاعتداءات في ضرر جسدي مستديم للأنثى  يستدعي إجراء جراحات عاجلة، علي سبيل المثال، تعرضت إحدى الفتيات لواقعة اغتصاب وحشية تم طعنها بسكين في منطقة المهبل، و في حالة أخرى، خضعت فتاة لجراحة لاستئصال الرحم إثر حادثة اغتصاب وحشية.

تشكلت مجموعة قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي في نوفمبر 2012 بهدف العمل للقضاء علي الإعتداء الجنسي الجماعي علي المرأة خلال التظاهرات بميدان التحرير و المناطق المحيطة به.  و تكونت هذه المجموعة من خلال تعاون العديد من الأفراد والمنظمات والمبادرات. (3)

بدأت فكرة قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي بدعوة للقاء عام للتنسيق فيما بين جهود شتى المجموعات والنشطاء المستقلين لمعالجة مشكلة الإعتداء الجنسي الجماعي علي المرأة في التظاهرات،  وبالفعل أنشأت المجموعة حسابا لها علي موقع تويتر وصفحة علي فيسبوك و قناة علي يوتيوب.  واستخدمت المجموعة حسابها علي تويتر وصفحتها علي فيسبوك في نشر الدعوة للمتطوعين ونشر بيانات المجموعة و تقاريرها، بالإضافة إلي آخر المستجدات من أرض الواقع حيث تعمل المجموعة، حتى أصبحت هذه المواقع مصدرا رئيسيا تستقي منه الصحافة والتلفزيون البيانات.  

علاوة علي ذلك، استخدمت مجموعة قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي حساباتها علي مواقع التواصل الإجتماعي لنشر الخطوط الساخنة الخاصة بها للتدخل الفوري في التظاهرات، حيث حثت المجموعة جميع المشاركين في التظاهرات علي تسجيل أرقام المجموعة علي هواتفهم المحمولة و الإبلاغ عن أي حوادث اعتداء جنسي يشاهدونها ، لترسل قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي علي الفور فريق التدخل لإنقاذ النساء ممن يتعرضن لاعتداء.  وكانت المجموعة قد أعلنت عن النقاط التي ستتجمع بها حول ميدان التحرير قبل التظاهرات و تأكدت من أن جميع أعضاء فريق التدخل يرتدون زيا يسهل تمييزه  وسبق الإعلان عنه حتى يثق بهم الناس، لاسيما النساء.

و كان الفيديو الذي نشرته المجموعة علي موقعها علي يوتيوب، و الذي يوثق لحادثة مروعة للتحرش الجنسي الجماعي بالتحرير، قد حقق ما يقرب من مليون مشاهدة، حيث فتح أعين العديد من المصريين ممن لم يصدقوا أن تحدث مثل هذه الأحداث بمصر وما كانوا  ليتصوروا بشاعة الموقف.  و في حين كانت القوى السياسية التي تدعو للتظاهرات تخجل من مثل هذه الحوادث و لا لتعترف بوقوع تحرش جنسي أو تتحمل مسؤولية تأمين المتظاهرات، سلط الفيديو الضوء علي الحقيقة وأقنع الكثير من الشباب المصريين بالتطوع مع قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي.

وثمة فيديوهات أخرى علي يوتيوب من بينها:  تعريف بالمجموعة ودعوة للمتطوعين و فيديوهات أنتجتها مبادرات أخرى تتعلق بقضية التحرش الجنسي في مصر.

متطوعون ينسقون من أجل سلامة الاحتجاجات

تعقد قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي اجتماعات منتظمة قبل التحضير للتظاهرات الضخمة، تقيم فيها تدريبات خاصة لمتطوعي فريق التدخل لإعدادهم جسديا وذهنيا لإنقاذ المرأة التي تتعرض للإعتداء ودعمها بعد مرورها بهذه الصدمة.

تمكين الناجين من مشاركة شهاداتهم

تشجع قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي المرأة التي تعرضت لمثل هذا الإعتداء علي أن تدلي بشهادتها لنشرها مع اختيار الإعلان عن شخصيتها الحقيقة أو لا، حيث تحرص المجموعة علي حق المرأة في خصوصيتها.  و يعتبر العمل الذي تقوم به المجموعة عملا ثوريا؛ حيث أنها تعمل علي تطويع منهجية بحثية موثوقة وتنسق فيما بين الجهود و تعمل علي أرض الواقع، فضلا عن أنها تستخدم استراتيجيات التواصل الناجحة.  بالإضافة إلى ذلك، ترفض قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي اتجاه سيطرة الرجل علي عمليات الإنقاذ، مؤكدة أن فرق التدخل تضم رجالا و نساء علي حد سواء.

أسهمت قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي في رفع الوعي بمشكلة التحرش\الإعتداء الجنسي الجماعي،  و نجحت في تعيين متطوعيين و التنسيق فيما بين الجهود، بل و وضع المشكلة ضمن الأجندة السياسية في مصر.  و حتى هذه اللحظة، ساهمت هذه المبادرة في انقاذ مئات النساء، إما من خلال التدخل المباشر خلال الإعتداء الجنسي من الغوغاء أو من خلال توفير مصدر موثوق للأخبار والنقل المباشر لآخر المستجدات عن المناطق غير الآمنة التي يتعين علي المتظاهرات تجنبها خلال التظاهرات.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك:

إن نجاح هذا التكتيك مزدوج، فهو ينقذ النساء من المواقف الخطيرة مع زيادة الوعي العام بقضية مهمة. ويمكن للمنظمات الأخرى العاملة على حماية النساء من الاعتداء الجنسي أن تأخذ بعين الاعتبار هذه النتيجة وقد تفكر في نشر عملها من أجل لفت الانتباه إلى هذه القضية. وتشمل العناصر المهمة الأخرى لهذا التكتيك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والوعي بقضايا النوع الاجتماعي في تنفيذ التكتيك. لقد نجحت قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي بشكل كبير في استخدام تويتر وفيسبوك ويوتيوب للدعاية للمشكلة وجهودها والمعلومات للنساء المصريات. وينبغي للمنظمات الأخرى من جميع الأنواع أن تدرك قوة وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، حرصت قوة ضد التحرش\الإعتداء الجنسي على إشراك الرجال والنساء في فرق الإنقاذ الخاصة بها. وقد ساهم هذا في مهمة المنظمة لتحقيق المساواة وجعل تدخلاتها أكثر فعالية. قد يكون الرجال ضروريين لوقف الاعتداء، لكن المرأة المعرضة للخطر من المرجح أن تثق في النساء الأخريات. وينبغي للمنظمات التي تسعى إلى إعادة إنشاء هذا التكتيك أن تكون واعية لهذه القضية.
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.

تكتيكات ذات صلة