تهدف المبادرة إلي حث المرأة علي التصرف بإيجابية والتعبير عن نفسها من خلال نشر قصص نساء نجحن في الإبلاغ عن حوادث التحرش الجنسي أو علي الأقل اتخذن إجراء إيجابيا بعد وقوع الحادث، ثم يتم تبادل الصور و الشهادات من آلاف المشاركين علي موقع فيسبوك، ومن ثم عبر شبكة الإنترنت.
تمثل مجموعة شفت تحرش “مجموعة ضغط تعمل علي مراقبة و توثيق جرائم التحرش الجنسي ضد المرأة”، فضلا عن أنها مظلة لأغلب المبادرات الشعبية المناهضة للتحرش الجنسي في مصر والتي تم تأسيسها في أوج الإنتشار المروع لهذه الظاهرة في شوارع مصر.
مشاركة القصص تساعد ضحايا التحرش الجنسي
تحفز المبادرة النساء ممن تعرضن للتحرش الجنسي علي الإفصاح بشهاداتهن و كتابتها، لتقوم المبادرات بعد ذلك بنشرها علي صفحتها على فيسبوك. وفي حال تحفظت الإناث ممن تعرضن للتحرش على خصوصيتهن، يمكنهن الإرسال بشهاداتهن إلي مشرف الصفحة لينشرها من دون أن يتعرف أحد علي هويتهن. من ثم يسهل تداول هذه القصص بعد ذلك عبر شبكة الإنترنت بأكملها.
تستخدم هذه المبادرة القصص الإنسانية لتعريف الجماهير بانتهاك معين يتم ارتكابه و تكوين وعي عام بمشكلة تستقيها المبادرة من التجارب المباشرة التي خاضتها من تعرضن لهذا الإنتهاك.
يعتبر حث الناجيات علي البوح بقصصهن، لا سيما بالمجتمعات المتحفظة أحد التحديات الرئيسية، و نجحت المجموعة في هذا الصدد بأن كفلت تغطية و دعم إعلامي عريض، فضلا عن دعم العديد من المنظمات الأهلية والمجموعات المعنية بحقوق الإنسان، فهذا من شأنه أن يكفل للضحية إحساسا بالمساندة وبأنها لا تواجه العواقب وحدها.
اكتسبت المبادرة قوة دافعة للمضي قدما نتيجة لشعبيتها، وتشجعت الإناث ممن تعرضن للتحرش للتطوع والمشاركة في المبادرة على أرض الواقع، وأصبحت المجموعة الآن تنظم حملات تختص ببعض المناطق مثل حملة ضد التحرش بمترو الأنفاق بالقاهرة أو ببعض المحافظات.
كسر العادات لدعم الضحايا
يمكن الإستفادة من هذه المبادرة في المناسبات التي يصبح فيها من المحرمات الإجتماعية التحدث عن موضوعات أو انتهاكات معينة، خاصة حينما تكون الانتهاكات حساسة أو يمكن أن تتعرض الضحية للوم على ما حدث لها، مثلما هو الحال مع ضحايا الإغتصاب والخطف والتعذيب. كما يمكن اللجوء لهذه المبادرة أيضا لإعادة بناء ثقة الضحايا في أنفسهم و تشجيعهم علي اتخاذ إجراء إيجابي يساعدهم ويساعد الآخرين ممن قد يتعرضن لنفس هذا الإنتهاك.
إن هذا التكتيك يمكن تكراره في أي سياق تقريبًا عند اتخاذ خطوات لضمان سلامة وحماية الضحايا. يمكن أن تكون شهادات الضحايا أداة قوية لرفع مستوى الوعي. يمكن لمثل هذه القصص أن تكتسب دعم الجمهور بشكل فعال من خلال مناشدة عواطفهم أو الاتصال بتجاربهم الخاصة. يمكن أن يحفز هذا الجمهور على الاستجابة لطلبات اتخاذ الإجراء. إن خلق مساحة آمنة للضحايا لمشاركة قصصهم والشعور بأنهم مسموعون يمكن أن يكون تجربة تمكينية وعلاجية. هذا يسمح أيضًا للضحايا بالاتصال بآخرين لديهم تجارب مماثلة، ويمكن أن يخلق نظام دعم مفيد. عند استخدام القصص، يجب أن يكون لدى الضحايا دائمًا خيار البقاء مجهولين إذا اختاروا ذلك، خاصة عندما يتم نشر هذه القصص على الإنترنت. يمكن أن يؤدي الكشف عن هوية الضحية، في بعض الحالات، إلى مزيد من الأذى للضحية. يجب أن يكون أي تكتيك يتعامل مع قصص وتجارب ضحايا الإساءة منتبهًا دائمًا للاحتياجات العاطفية وسلامة الضحية. من الضروري تقييم المخاطر بشكل واضح لإحداث المزيد من الأذى للضحية. إذا لم يكن من الممكن معالجة مثل هذه المخاطر، فيجب إعادة النظر في التكتيك بجدية. يجب أن تكون سلامة الضحايا هي الأولوية القصوى.
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.