تعمل منظمة “أوجاما أفريقيا” على تقليل انتشار الاغتصاب والاعتداء الجنسي في أحياء نيروبي الفقيرة، حيث تقوم بتعليم الفتيان احترام النساء وكيفية التدخل في حالة حدوث اعتداء.
برنامج كينيا يتحدى معايير العنف القائم على النوع الاجتماعي
يعتبر الاعتداء الجنسي مشكلة متفشية في كينيا، حيث تعرضت واحدة من كل أربع طالبات للاغتصاب أو الاعتداء خلال العام الماضي. بدأت “أوجاما أفريقيا” برنامجًا لتمكين الفتيات للدفاع عن أنفسهن ضد المعتدين باستخدام تقنيات الدفاع عن النفس(اقرأ التكتيك). وتبين أن الأصدقاء هم من يرتكب معظم حالات الاعتداء والاغتصاب. وبناءً على هذه المعرفة، طورت المنظمة برنامجًا يسمى “لحظة الحقيقة” لرفع وعي الفتيان في المدارس الثانوية حول المواقف التي تزيد العنف القائم على النوع الاجتماعي.
يتكون منهج “لحظة الحقيقة” من ستة دروس مدتها ساعتان لكل درس. تركز الدروس على تعليم الفتيان المراهقين كيفية اتخاذ قرارات صعبة، بما في ذلك مسألة ما إذا كان ينبغي لهم ارتكاب جريمة اغتصاب. تلعب النظرية الاجتماعية، التي تفيد بأن الناس يقلدون سلوكيات من حولهم، دورًا مهمًا في البرنامج. يمكن للفتيان أن يحدثوا فرقًا ببساطة من خلال رفض المشاركة في الأفعال أو المحادثات التي تسيء إلى النساء. ومع ذلك، يتطلب اتخاذ موقف شجاعة، لذا تركز العديد من الدروس على بناء الثقة بالنفس.
قياس نجاح هذا التكتيك
حقق برنامج “لحظة الحقيقة” نجاحًا كبيرًا في تحسين مواقف الفتيان المراهقين تجاه الفتيات والنساء. في بداية الدورة، كان العديد من الفتيان يعتقدون أنه يمكن تبرير اغتصاب الفتاة إذا كانت خارج المنزل بعد حلول الظلام أو إذا كانت قد خرجت في موعد غالٍ. وافق ٦٣.١٪ من الفتيان في إحدى الدراسات على أن المرأة التي ترتدي ثوبًا مثيرًا تدعو الرجال لممارسة الجنس معها. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد ٥٨.٥٪ أن المرأة عندما تقول “لا” تعني “ربما”. بعد انتهاء الدورة التي استمرت ستة أسابيع، اعتقد ١٤.٥٪ فقط أن ملابس المرأة تعني الإذن بممارسة الجنس، واعتقد ٢٢.٨٪ فقط أن “لا” تعني “ربما”.
نجح الفتيان الذين أكملوا البرنامج أيضًا في إيقاف أو منع الاعتداءات الجنسية. بعد ستة أشهر من إكمال الدورة، شهد ٤٧.٧٪ منهم تحرشًا لفظيًا، و٤٧٪ شهدوا شخصًا يهدد فتاة أو امرأة جسديًا، و٣٤.٧٪ شهدوا اعتداءً جسديًا أو جنسيًا. وقد نجح أكثر من ٧٠٪ منهم في التدخل لوقف الاعتداء في كل حالة.
كانت التحديات الأولية التي واجهتها “أوجاما أفريقيا” تتمثل في التمويل للبرنامج ومعارضة بعض المعلمين. كان المعلمون مترددين في البداية، حيث كانت حاجتهم ماسة للحضور أثناء الجلسات التي تعقد مباشرة بعد الحصص. ومع ذلك، تم التغلب على هذه التحديات بمجرد رؤية نتائج ملموسة من التدريب. هناك خطط للتوسع في هذا البرنامج في أفريقيا، بما في ذلك التوسع العالمي.
تركزت هذه الاستراتيجية على فئة مستهدفة من مرتكبي العنف المحتملين ضد النساء. يمكن نقل فكرة استهداف الجناة المحتملين إلى قضايا وسياقات أخرى لتحقيق تقليل طويل الأمد لأنواع محددة من الانتهاكات في المجتمع. في هذه الحالة، تم اعتبار تعليم الفتيان احترام الفتيات منذ صغرهم استثمارًا في المستقبل، مما يساعد هؤلاء الفتيان على أن يصبحوا رجالًا يحترمون النساء عندما يكبرون ويتزوجون. كان تعليم الفتيان الثقة بالنفس جانبًا مهمًا في مساعدتهم على مواجهة التحدي الصعب المتمثل في اتخاذ موقف عند رؤية الإساءة. عند تنفيذ استراتيجيات تتضمن تغيير المعتقدات والسلوكيات، من المهم التفكير في طرق المتابعة والتقييم لتحديد النجاح الفعلي. ستكشف هذه المتابعة والتقييم عن الأجزاء التي نجحت من الاستراتيجية، وأين كانت الفجوات، وما الأجزاء التي كانت غير كافية لإجراء تعديلات لتعزيز الفعالية في المستقبل
لا تدافع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.