وتدير لجنة التطوير الريفي البنغالية (The Bangladesh Rural Advancement Committee) (BRAC) برنامج الإقراض والمساعدة للمشاريع الصغيرة (Micro Enterprise Lending and Assistance Program) (MELA) الذي يتولى تقديم قروض بشروط ميسرة للمشاريع الصغيرة التي لا تتمكن عادة من الحصول على أموال شريطة موافقتها على عدم استخدام عمالة الأطفال.
التمويل الأصغر للمشاريع الصغيرة والحد من عمالة الأطفال
ويوفر برنامج الإقراض ائتماناً للمشاريع القائمة والجديدة التي تكون واعدة، بما في ذلك مشروعات النسيج والمواد الغذائية والخدمات والنقل. ويكون المقترضون في معظم الأحوال متلهفون للحصول على القروض التي تتراوح قيمتها من 300 إلى 3500 دولار أميركي، والتي تحمل رسوم خدمة نسبتها 15 في المئة. ويبلغ معدل حجم القرض الواحد حوالي 1000 دولار. ويوافق المقترضون على شروط القرض لأن المصارف العادية تكون غير راغبة في إقراض الريفيين، كما وأنها تطالبهم بالسداد على دفعات كبيرة بدلاً من الأقساط المتساوية الشهرية. ويعمل المقترضون على سداد قروضهم على فترات تتراوح ما بين عام واحد وعامين.
وتعمل لجنة (BRAC) على رصد نشاطات مقترضيها للتأكد من أنهم ملتزمون بشروط القروض، كما وأن الموظفين في الميدان مستعدون لاتخاذ إجراءات فورية في حال اكتشافهم أية انتهاكات لحقوق الإنسان بغض النظر عما إذا كان هؤلاء من مقترضي لجنة (BRAC).
ومنذ إنشاء البرنامج في 1996، قام بإقراض أكثر من 45٫000 مقترض في بنغلادش، كلهم ممن لا يستخدمون عمالة الأطفال. ويعمل البرنامج، في الوقت نفسه، على خلق فرص عمل من خلال ضخ رؤوس أموال جديدة في المشروعات المحلية، كما وأنه يخلق وعياً بمشكلة عمالة الأطفال ويخفض من فرص استخدامهم.
في بنجلاديش، تقدم إحدى المجموعات المجتمعية بديلاً لاستخدام عمالة الأطفال، من خلال تقديم قروض بشروط مواتية للشركات التي توافق على عدم توظيف الأطفال. والحافز هنا واضح: فقد حددت منظمة براك الحاجة وتلبيها، في حين أوضحت متطلباتها فيما يتصل باحترام حقوق الإنسان. ويمكن استخدام هذا التكتيك أيضاً في مواقف أخرى حيث توجد صلة بين النشاط المالي وحقوق الإنسان، مثل الحماية من التمييز، أو ضمان الأجور العادلة، أو توفير ظروف عمل آمنة. ويتعين على القروض نفسها أن تكون جذابة بما يكفي لتوفير الحافز، ربما من خلال خفض أسعار الفائدة أو شروط السداد الأفضل من تلك التي تقدمها البنوك العادية.
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تؤيد أو تناصر أي تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.