تستخدم مبادرة “لا للمحاكمات العسكرية” ما يسمى ب “مؤتمرات الشارع” للتوعية حول قضية إجراء المحاكم العسكرية على المدنيين في مصر. و”مؤتمر الشارع هو تجمع عام في منطقة عامة لرفع وعي الناس حول قضية محددة من خلال تقديم شهادات لضحايا تأثروا من هذه القضية. إنّ الهدف من هذا التكتيك هو طرح القضية بشكل جديد مختلف عن الطرق التقليدية التي يتم فيها تناول ومناقشة هذه القضية في وسائل الإعلام.
رفع الوعي بمحاكمات العسكريين في مصر
بدأت هذه المبادرة في تموز 2011، بعد أشهر قليلة من تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك على أثر الثورة المصرية التي امتدت لمدة 18 يوماً، والتي نتج عنها تولي المجلس العسكري الحكم في مصر، حيث بدأ المجلس العسكري بإجراء محاكمات عسكرية على النشطاء المدنيين . وللتوعية حول هذه القضية الإنسانية، قام العاملون على هذه المبادرة بالدعوة لإجراء تجمعات عامة لتسليط الضوء على النشطاء اللذين تعرضوا لمحاكمات عسكرية من المجل العسكري الحاكم آنذاك. ومن خلال هذه التوعية العامة، استطاعت المبادرة بناء دعم شعبي لوقف وانهاء المحاكمات العسكرية على المدنيين والعودة إلى القضاء المدني.
ومجرد أن يتم تنظيم “مؤتمر الشارع”، تبدا المبادرة بالإعلان عنها خلال المواقع الإلكترونية FACEBOOK و TWITTER والبريد الإلكتروني، كما يتم طباعة اللافتات والشعارات المساندة للحملة وتوزيعها في المدينة. وخلال “مؤتمر الشارع” يقوم الناشطون الذي تعرضوا للمحاكمات العسكرية بعرض قصصهم وتجاربهم للجمهور.
بناء الدعم من خلال المشاركة المباشرة مع المجتمع
شعر القائمون على هذه المبادرة بالنقلة النوعية في الرأي العام فيما يتعلق بقضية المحاكمات العسكرية الناتج عن أنشطتهم، حيث زاد عدد الحضور في “مؤتمرات الشارع” والدعم لهذه الحملة.
ومن التحديات التي واجهت هذه المبادرة قيام المجلس العسكري برد فعل قوي من خلال القيام بحملة مناوئة تستهدف هذه المبادرة باستخدام وسائل الإعلام التي ترعاها الحكومة المصرية
إنّ استخدام “مؤتمرات الشارع” كتكتيك لتوعية الناس حول قضية معينة هو طريقة جديدة ومبتكرة في السياقات التي يصعُب فيها استخدام الإعلام العام لإيصال الرسالة التي تريدها الحملة. وفي العديد من الحالات تتعرض هذه الحملات للمجابهة من وسائل الإعلام والمعارضين، إلاّ أنه يجب عليهم مواصلة جهودهم في إيجاد دعم لقضيتهم. وبالتالي، فإنّ استخدام “مؤتمرات الشارع” هو تكتيك فعّال ومبتكر لإيصال رسالة الحملة بشكل مباشر للناس.
صورة بعنوان “لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين” بواسطة ماغي أسامة على فليكر. تحت رخصة المشاع الإبداعي. الوصف: تجمع الناس أمام النيابة العسكرية في C28 بمدينة نصر للتضامن مع الصحفية والناشطة رشا عزب وادل حمودة، رئيس تحرير صحيفة الفجر، لنشرهما مقالًا عن حالات التعذيب العسكري.
إن تكتيك "مؤتمر الشارع" الذي تستخدمه حملة "لا للمحاكمات العسكرية" يوضح نهجاً قوياً لرفع مستوى الوعي وحشد الدعم للقضايا الحرجة عندما تكون وسائل الإعلام التقليدية محدودة أو معادية. ومن خلال توفير منصة للضحايا لمشاركة تجاربهم في مكان عام، يعمل هذا التكتيك على تعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين الأفراد من الدفاع عن حقوقهم. ويمكن تكييف هذه الطريقة مع سياقات مختلفة، مثل النشاط البيئي، أو حقوق العمال، أو حملات العدالة الاجتماعية، حيث يكون الانخراط المباشر مع المجتمعات المتضررة أمراً بالغ الأهمية. على سبيل المثال، يمكن للجماعات البيئية تنظيم مؤتمرات في الشوارع لتسليط الضوء على تأثير التلوث على السكان المحليين. وفي نهاية المطاف، يؤكد هذا التكتيك على أهمية الحركات الشعبية في تضخيم الأصوات المهمشة وتوليد خطاب عام حول القضايا المجتمعية الملحة.
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة