تقوم لجنة التحقق من أكواد السلوك المؤسسي (Coverco) بمراقبة مستقلة وطويلة الأمد لظروف العمل في مصانع الملابس والصناعات الزراعية التصديرية في غواتيمالا، بهدف التحقق من الامتثال للمعايير العمالية المعترف بها دوليًا. ومقرها في مدينة غواتيمالا، تأسست Coverco في عام 1997 كمنظمة مراقبة مستقلة على يد أعضاء من مجموعات المجتمع المدني؛ وهي لا تعمل كمستشار للإدارة ولا كمدافعة عن حقوق العمال. تبدأ المنظمة بإقامة علاقة مع الشركات (مثل شركة ليز كلايبورن)، ثم تتفاوض على اتفاق يسمح لها بالوصول الكامل وغير المعلن إلى منشأة الإنتاج، حيث تلتزم الشركة بدفع رسوم الخدمة. تنشر المنظمة نتائجها بشكل مستقل على موقعها الإلكتروني.
إقامة حضور ثابت في منشآت الإنتاج
بدلاً من القيام بزيارات قصيرة الأمد وتقديم تقارير عن كل زيارة، تحافظ اللجنة على وجود دائم لها في المصانع التي ترصدها خلال فترة تمتد لستة أشهر على الأقل. وتحاول (تصوير أفلام) تتناول العلاقات العمالية في وحدة الإنتاج بدلاً من التقاط صور منفردة. ويزور الراصدون المدربون المصانع عدة مرات في الشهر دون إعلان مسبق، حيث يقومون بمراجعة سجلات المصنع ودفع الإدارة لأن تشرح السياسة الرسمية فيما يتعلق بالقضايا التي تنشأ في حينه، كما يقومون بعمليات «تفتيش حسيّة» لوحدات الإنتاج، ويجتمعون مع العُمّال خلال ساعات العمل الاعتيادية وخارجها، ويحتفظون بخط هاتفي ساخن للتأكد من أن الموظفين لديهم الفرصة الكاملة للوصول إليهم. ويتم إجراء مقابلات شخصية باللغة الإسبانية حيث تبقى هذه المقابلات في إطار السرية المطلقة. وتضمن الشركة متعددة الجنسيات حرية الوصول إلى وحدة الإنتاج وملفات الموظفين وإلى الإدارة والعُمّال أيضاً.
ويبدأ الرصد «بتدقيق اجتماعي»، حيث يعمد الراصدون إلى وصف العلاقات العمالية في وحدة الإنتاج – بالتحقق مثلاً من وجود إجراء ظالم وحول ما إذا كان هذا الإجراء فعالاً أم لا. ويتم توثيق أوضاع العمل بشكل دقيق، بما في ذلك وجود ومعالجة الكيماويات الصناعية وصيانة الحمامات وحرية الوصول إليها وتطبيق العناية الصحية والتزامها بالمقاييس الصحية وإجراءات السلامة.
ويقوم الراصدون بعدئذ بمراجعة وافية لسجلات الرواتب، ومدفوعات المزايا التي يتمتع بها العاملون، ومكافآت الإنتاج، والالتزام بأنظمة العمل الإضافي. ويقومون أيضاً بتفحص شكاوي العمال بعناية، والتأكد من أن تشمل كافة التقارير الملاحظات التي تبديها الإدارة، والتأشير على الأوضاع التي لا يمكن فيها إقامة الدليل على الشكاوى.
معالجة الانتهاكات وتعزيز الامتثال القانوني
لقد أدت نشاطات اللجنة في مجالي الرصد والتحقق إلى قيام الشركات بالطلب من الموردين إظهار التزامهم المنتظم بحقوق العُمّال. فعلى سبيل المثال، اشتكت قاصر تعمل لدى أحد موردي شركة ليز كليبورن بأن مديرها رفض السماح لها بالخروج من العمل مبكراً لحضور المدرسة وفقاً لما هو مطلوب بموجب القانون المحلي ومدونة السلوك الخاصة بالشركة. وعندما قامت اللجنة بتوثيق هذه المخالفة تدخلت شركة ليز كليبورن لدى الإدارة المحلية للتأكد من أن المدراء ملتزمون بهذا القانون. وقد أدى ذلك إلى قيام اللجنة بمراجعة ملفات جميع القصر الذي يعملون في المصنع. وقام المورد بعدئذ باتخاذ ما يلزم من إجراءات للتأكد من أن هناك موافقة من أسر جميع القصّر العاملين في المصنع والالتزام بالقانون المحلي الذي يقتضي بأن لا يعمل القاصر لمدة تزيد عن 35 ساعة في الأسبوع.
ولقد أوردت اللجنة بعض المشاكل التي واجهتها عندما حاولت دخول مصانع الموردين وتردد بعض الموردين في تطبيق برامج العلاج التي تم التفاوض عليها مع الشركات متعددة الجنسيات. فقد رفض المدراء لدى شركة غاب (Gap) الموردة، مثلاً، السماح لفترة من الزمن لراصدي اللجنة بالتجول دون حراسة في وحدة الإنتاج أو التحدث دون رقابة مع العُمّال هناك.
وعلى الرغم من أن السجل هو بالكاد كامل، فقد أدى الفشل في تطبيق برامج العلاج إلى توبيخ أو إنهاء خدمات بعض المدراء. وقد تم إعادة العُمّال الذين تم تسريحهم بصورة غير قانونية إلى وظائفهم، كما تم تخفيض العمل الإضافي المبالغ به. وتمت أيضاً معالجة دفعات المزايا المالية الخاطئة.
تدعو لجنة التحقق من أكواد السلوك المؤسسي (Coverco) الشركات متعددة الجنسيات إلى تحسين حقوق الإنسان من خلال مقارنة أكواد السلوك المؤسسي الخاصة بها مع الواقع الميداني في المصانع الخارجية التي تزودها بمنتجاتها. تقوم "كوفيركو" بجمع المعلومات وفحصها ونشرها بشكل مستقل لإزالة أي أعذار قد تبرر فشل الشركات في احترام حقوق الإنسان. تتم مراقبة ظروف العمل بطرق مختلفة في أنحاء العالم، بما في ذلك الأساليب التصادمية وتلك التي تتبعها "كوفيركو"، والتي تنطوي على التعاون مع الشركات. تستخدم "كوفيركو" علاقة تعاونية مع الشركات الدولية بدلاً من اتباع نهج معادٍ. تتفاوض مع الشركات لتمويل برنامج المراقبة المستقل هذا، ثم تأخذ المراقبة إلى مستوى أبعد من المعتاد بطرق مبتكرة. تقدم مكانًا آمنًا للعمال للتقدم بشكاوى دون الخوف من الانتقام، مما يشجعهم على المشاركة في تحسين ظروف عملهم. كما تستخدم مراقبين محليين أكثر قدرة من الأجانب على فهم الظروف المحلية وإقامة روابط مع العمال. لجعل هذه الاستراتيجية ناجحة، من الضروري الحصول على دعم كل من العمال والإدارة. وعندما تنجح، يساهم جميع الأطراف في خلق ثقافة من الامتثال.
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة