دعم المنظمات غير الحكومية في استخدامها للآليات الدولية للضغط على الحكومة من أجل التغيير

تعتبر إتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW) أداة قانونية قوية من أجل صياغة حقوق الإنسان للمرأة والدعوة إليها ورصدها. تقدم المنظمة الدولية لمراقبة حقوق المرأة (IWRAW) المساعدة إلى المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق المرأة من أجل مساعدتها على تحسين المناصرة على المستوى الدولي.

في كل من كانون الثاني وحزيران تقوم اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة (لجنة سيداو) تعقد دورات لرصد تنفيذ المعاهدة. في كل جلسة، يُطلب من ثمانية بلد صادق على إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة تقديم تقرير عن التقدم الذي أحرزته. تُتبع العروض التي يقدمها ممثلو الحكومات جلسات الأسئلة والأجوبة خلال لجنة سيداو التي تُمكن الجنة من تحدي شهادة (دليل) الحكومة. تعتبر التقارير التي يقدمونها المنظمات غير الحكومية قيّمة للغاية في هذه العملية لأنها تُلفت إنتباه لجنة سيداو المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة، والتي يمكنها عندئذ أن تشكك في ممثل الحكومة عنه

ولكي تتمكن المنظمات غير الحكومية من استخدام هذا النظام بشكل فعال، يتوجب عليها أن تعرف كيف تقدم تقارير فردية، تسمى تقارير الظل، إلى لجنة سيداو. قد تكون هذه عملية صعبة، وتفتقر العديد من المنظمات غير الحكومية إلى المعرفة اللازمة لتقديم تقرير ظل جيد. تعالج منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية (IWRAW) هذه القضية من خلال تقديم معلومات وإرشادات حول العملية إلى المنظمات غير الحكومية.

من أجل تبسيط عملية كتابة تقرير الظل، وضعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية (IWRAW) دليلا إجرائيا بشأن كيفية تنظيم تقرير ونقله إلى اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة. يتبع دليل كتابة التقارير شكلًا إرشاديًا وتعليميًا ويشجع الكاتب على التفكير في أسئلة الجمهور وخصوصية المحتوى والحجة. يتوفر الدليل على موقع منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية (IWRAW)، بالإضافة إلى تقارير الظل النموذجية للمنظمات غير الحكومية التي ستستفيد من النموذج. وتقوم منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية (IWRAW) أيضاً بتجميع تقاريرها الخاصة بالاعتماد على أبحاث من عدد كبير من جهات الاتصال في كل بلد.

إضافة إلى تقديم الدعم لتقارير الظل الخاصة بالمنظمات غير الحكومية، تدعو المنظمة الدولية لمراقبة حقوق المرأة (IWRAW) أيضاً عدداً مختاراً من ممثلي المنظمات غير الحكومية لحضور دورة "سيداو" لبلدهم في الأمم المتحدة. تقوم المنظمات عادة بتمويل نفقات السفر الخاصة بهم، لكن منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية (IWRAW) قادرة على المساعدة في بعض الحالات. فالنساء اللواتي يحضرن دورة "سيداو" هم يزيدن فقط من رؤية و ظهور منظمتهن، بل إنهن يرفعن وضعهن الفردي وحالة نساء بلدهن الأخريات. عند العودة إلى الوطن، قد يعقد الحاضر مؤتمراً صحفياً لعرض توصيات لجنة سيداو على الجمهور، مما يزيد من توسيع نطاق الاهتمام بشواغل المرأة.

تأسست منظمة مراقبة حقوق المرأة الدولية (IWRAW) في عام 1985 في المؤتمر العالمي المعني بالمرأة في نيروبي، كينيا، بهدف رصد تنفيذ إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. وقد شكلت المنظمة شبكة تضم أكثر من 5000 منظمة غير حكومية في جميع أنحاء العالم تركز على حقوق المرأة. قبل عام واحد من انعقاد دورة اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة ، تعلن الأمم المتحدة عن البلدان الثمانية التي ستشارك في تلك الدورة. عندما يتم الإفصاح عن هذه المعلومات ، تقوم منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية (IWRAW) بإخطار المنظمات غير الحكومية داخل تلك الدول في الدورة القادمة وتقدم لهم مساعدة مرنة في إعداد تقرير الظل لتقديمه.

التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.

 
ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

يشير التكتيك الدولي لمراقبة حقوق المرأة (IWRAW) إلى درس مهم في العمل الدولي في مجال حقوق الإنسان: قد تبدو الآليات الدولية بعيدة كل البعد عن العمل اليومي للمنظمات غير الحكومية المحلية وقد يكون من الصعب فهم فائدة تقديم تقارير الظل، خاصة عندما تكون عملية صعبة. يجب أن تكون المنظمات التي تحاول رفع مستوى ظهورها على المستوى الدولي على دراية بهذه المشكلة وقد تفكر في اتخاذ خطوات مثل منظمة مراقبة حقوق المرأة الدولية (IWRAW) في تطوير شبكة ودليل لكتابة تقرير الظل. سيكون هذا النوع من المعلومات مفيدًا في العديد من سياقات حقوق الإنسان ، وليس فقط للنساء ، لأن لجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لديها آلية للإبلاغ.