عرض عام
في عام 2018 في كابول - أفغانستان، تم تجديد حافلة عامة لتصبح أول مكتبة متنقلة تحت اسم مكتبة شارماغز والتي أتاحت وصول الكتب للأطفال الذين يعيشون في مناطق صراع. شارماغز اليوم تتكون من 16 مكتبة متنقلة وتعتبر أكبر شبكة مكتبات متنقلة للأطفال في البلاد، فهي تخدم أكثر من 2000 طفل يوميًا.
رسالة مكتبة شارماغز المتنقلة هي خلق مساحة للتفكير النقدي، إذ توفر بيئة آمنة وداعمة للأطفال في أفغانستان وبهذا يكون للأطفال مساحة للتعلم واستعادة خيالهم. تؤمن شارماغز أنه من خلال هذه التجارب، سيتم تمكين الأطفال لإحداث تغيير إيجابي في العالم. في الفارسية، "شارماغز" تعني "أربعة أدمغة". تستخدم نفس الكلمة لوصف مكسرات الجوز. يتم تمثيل هذه المعاني في تصميم شعار شارماغز وترمز إلى فلسفة عمل المنظمة: تنمية مهارات التفكير النقدي للأطفال.
لا تزال أفغانستان تواجه أزمة تعليمية خطيرة، إذ تبلغ نسبة الأطفال القادرين على القراءة في سن العاشرة 7٪ فقط وما يقارب ال 4 ملايين طفل متسربين من المدرسة تمامًا. وعادةً ما يحصل الأطفال الملتحقون بالمدرسة في أفغانستان على الكتب المدرسية فقط. يأتون إلى مكتبة شارماغز المتنقلة للحصول على كتب القصص والأنواع الأخرى التي توسع نظرتهم للعالم - مما يزيد من إبداعهم وتعاطفهم. كما تتاح للأطفال فرصة ممارسة ألعاب لوحية وممارسة الفنون والحرف اليدوية والاستمتاع بشكل عام بمساحة مرحة وآمنة للعب والتعلم أثناء ركوب الحافلات (المتوقفة).
تسعى مكتبة شارماغز جاهدة لنشر ثقافة الاحترام والكرامة والقدرة على التصرف للأطفال الذين يعيشون في منطقة متأثرة بالصراع، الذين قد يشعرون بفقدان السيطرة. وفقًا للمؤسس والمدير التنفيذي، فريشتا كريم، غالبًا ما يُنظر إلى الأطفال في جميع أنحاء العالم على أنهم "كأس فارغ" يملأه الكبار. لذلك تهدف شارماغز بدلاً من ذلك إلى إقامة شراكة متبادلة مع الأطفال. شارماغز تعمل على تمكين الأطفال من خلال إعطاءهم المساحة للتعبير والمساحة للاختيار خلال تعلمهم. يتم إشراك الأطفال في عمليات صنع القرار والتصميم، ويحرص أمناء المكتبات على التعرف على كل طفل من الأطفال البالغ عددهم 2000 طفل الذين يزورون المكتبة كل يوم. تتميز هذه المكتبات المتنقلة بألوان زاهية والعديد من الأنشطة المتاحة - كلها مصممة بالتشاور مع الأطفال. تحظى المكتبات بشعبية كبيرة في شوارع كابول. أصبح الآباء والأطفال على حد سواء زوارًا وداعمين منتظمين. واحدة من أهم النقاط التي استخلصتها شارماغز من الأطفال أنفسهم هي أن طريقة التعلم المفضلة لديهم هي من خلال اللعب. لذلك تضفي المكتبة الشعور بالتعاون الحقيقي والشراكة لهؤلاء الأطفال.
شارماغز توظف فريق من 56 شخص، 80٪ من موظفيها هن نساء. إنها واحدة من المنظمات غير الربحية الأفغانية القلائل التي تحظى بدعم من وزارة التربية والتعليم للعمل كمبادرة للتعليم الابتدائي. نمى نظام المكتبة المتنقلة ليشمل خمس حافلات، وشاحنة واحدة بالإضافة إلى عشر صناديق كتب تقع داخل المدارس الابتدائية العامة في كابول. يعمل في كل مكتبة متنقلة أمين مكتبة ومساعد وسائق لتقديم الخدمات التعليمية، كما يتم مراقبة الحافلات لضمان سلامة الأطفال على متنها. كل مكتبة مليئة بمئات الكتب باللغات الداريّة والباشتو والإنجليزية. تعتبر الروايات الخيالية والعلوم والتاريخ اختيارات شائعة بين الزوار من الأطفال. شارماغز لديها أيضاً طبيب نفساني مرخص من بين الموظفين الذين يقومون بإعداد أنشطة قائمة على الصحة العقلية والصدمات النفسية للأطفال. بتزايد الطلب على هذه المكتبات، تخطط شارماغز لتوسيع هذه الشبكة إلى أكبر عدد ممكن من المدارس الابتدائية العامة في كابول.
المصادر:
https://www.unicef.org/afghanistan/education
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.
يُظهر هذا التكتيك أنه حتى في ظل الظروف الصعبة، يمكن للحلول المجتمعية المبتكرة أن توفر الشفاء والحصول على حقوق الإنسان. في الفلبين، هناك تكتيك مماثل (مدارس القوارب العائمة) يتيح لأطفال السكان الأصليين الحصول على التعليم لأطفال ويسهّل الوصول إليه. في كولومبيا، تنقل الكتب على ظهور الدواب (Biblioburro) إلى المجتمعات الريفية. كل هذه الحلول الإبداعية تنشر متعة القراءة للأطفال الذين لولا ذلك لما كان بإمكانهم الوصول إلى الكتب.