خلق سوق يدعم السلع المنتجة بصورة مشروعة

عرض عام

الهدف التكتيكي: 
حقوق الإنسان: 
المنطقة أو البلد: 

لقد أصبح ملصق علامة السجادة (Rugmark label)، الذي يظهر وجهاً مبتسماً على السجادة المباعة، العلامة التجارية لمبادرة واعدة تستهدف التعرف على السجاد المصنوع يدوياً والذي تم إنتاجه وتسويقه بدون عمالة أطفال. وتمنح مؤسسة رغمارك (Rugmark) التراخيص لمصدري السجاد الذين يوافقون على عدم استخدام عمالة الأطفال، والذين يتجاوبون مع نظام رصد يشمل زيارات تفتيشية مفاجئة والتدقيق المعاكس للسجلات وأنوال النسيج. ويتم إعادة تأهيل الأطفال الذين يتم اكتشافهم خلال الزيارات التفتيشية المفاجئة وإرسالهم إلى المدارس من قِبَل مؤسسة رغمارك.

وتطبق رغمارك عملية تحقيق تتألف من ثلاث خطوات:

  1. الموافقة على الترخيص عقب سلسلة من أعمال التفتيش. ويجري توظيف المفتشين وتدريبهم من قِبَل المؤسسة. ويتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإتمام عمليات التفتيش بصورة صحيحة. ويعمل المفتشون إما على الموافقة على المنتجين أو، في حالة اكتشافهم لأية دلائل تشير إلى استخدام عمالة الأطفال، يمنحون المنتجين فترة محدودة لإيقاف هذه الممارسات.

  2. عمليات التفتيش المفاجئة العشوائية والتي يتم بعدها ترخيص السجاد المصنوع خلال تلك الفترة.

  3. متابعة السجاد حيث يتم تتبع كل سجادة من سجاجيد رغمارك طبقاً للمصنِّع والموقع والمصدِّر.

 

ولقد واجهت رغمارك بعض التحديات أثناء قيامها بذلك. فلقد كانت عمليات التفتيش العادية صعبة نظراً للمواقع المتفرقة للغاية لأدوات النسيج (الأنوال) في الهند، كما وأن هيكل هذه الصناعة غير منتظم. وفيما يوجد بعض من المصدرين مرتبطون بالأنوال، إلا أن العديد منهم يقومون بتوظيف وسطاء مما يجعل من الصعب تنفيذ الجزء الخاص بتتبع لعملية الترخيص. وعلى أي حال، هناك أكثر من 4000 طفل في الهند وباكستان ونيبال قد تم تأهيلهم من خلال برامج رغمارك، كما وأنه من خلال الدعاية التي تبثها رغمارك هنالك الآلاف غيرهم من الأطفال الذين تم منعهم من العمل على أنوال السجاد.

لقد كان من الضروري لتحقيق النجاح لرغمارك التفهم بأن هناك طلباً متزايداً للمنتجات التي لا تدخل في صناعتها عمالة الأطفال. وحيث أن رغمارك تتعامل مع مستوردي السجاد وليس مع الزبائن مباشرة، فإنه يتعين عليها إقناع المستوردين بوجود سوق لهذا السجاد. ويدفع مستوردو سجاد رغمارك بالإضافة إلى تكلفة السجاد نسبة 1.75 في المئة من التكلفة السنوية الإجمالية للمستوردات كرسوم يذهب جزء منها لبرامج إعادة التأهيل والتعليم الخاص بالأطفال. وبالمقابل، تعمل رغمارك على تسويق بائعي المفرق الذين يحملون سجاجيدهم. ويأتي ذكر باعة المفرق هؤلاء في المواد المنتشرة وفي المناسبات التي تلعب فيها رغمارك دوراً ما مثل اليوم العالمي المكافحة عمالة الأطفال. ويتم أيضاً تزويد باعة المفرق بمواد دعائية تشرح أهمية شراء سجاد رغمارك. وتقوم رغمارك بإبلاغ المستوردين وباعة المفرق بأن حملهم للسجاد المرخص لا يساعدهم فقط في الوصول إلى الزبائن، الذين يرغبون في شراء السجاد الذي لا تدخل في صناعته عمالة الأطفال، بل يسهم أيضاً في تحسين الصورة العامة لمتاجرهم.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

في بعض الأحيان يوجد حافز لتغيير السلوك لدى المستهلكين والمقرضين وأصحاب الأسهم وغيرهم ممن تم استبعادهم من الانتهاك نفسه، أكان استخدام عمالة الأطفال أو القيام بالممارسات غير العادلة في مجال العمالة أو التسبب في التدهور البيئي في بلد آخر. وقد يشعر هؤلاء أيضاً بأنهم لا يملكون خياراً آخر أو أنهم يفتقرون للمعلومات الضرورية للجوء إلى خيارات إنسانية عادلة. وتقوم إحدى المؤسسات بتزويد الأشخاص البعيدين عن مصادر إنتاج السلع التي اشتروها بالمعلومات والخيارات التي يحتاجونها لتحديد خياراتهم التي تدعم حقوق الإنسان.

إن ملصقات رغمارك كغيرها من أنظمة الملصقات التي تم ترويجها خلال العقد الأخير توفر للزبائن المعلومات التي يحتاجونها لتجنب الإسهام في أية انتهاكات لحقوق الإنسان. وهي في الوقت نفسه تعزز الوعي بالمشاكل التي ترتبط بسلعة بعينها، كما تخلق طلباً للمنتجات التي يتم إنتاجها وتوريدها للأسواق بشكل إنساني. وحيث أن المنتجين يرغبون في الوصول إلى ذلك السوق فسيكون لديهم الحافز الكافي للمشاركة.

إن مثل هذه البرامج تنطوي على مخاطر إضعاف معنى «علامتهم المسجلة» إذا لم تصاحبها عملية رصد صارمة مناسبة قد تكون معقدة ومكثفة المصادر. وقد تكون هذه البرامج بحاجة إلى استخدامها مع تكتيكات أخرى محفزة للوعي، وذلك لإبلاغ الزبائن والمنتجين وإقناعهم بأن لديهم سبباً كافياً للاهتمام بالتغيرات التي طرأت على عملية الإنتاج.