عرض عام
تعمل فِرَق السلام الدولية (PBI) على إرسال مراقبين دوليين لمرافقة نشطاء في مجال حقوق الإنسان المهددين من جانب الحكومات أو المنظمات الشبه عسكرية. فإذا ما أتيح لهم مشاهدة انتهاكات يعمد هؤلاء المراقبون بإبلاغ السلطات في البلد المعني وكذلك حكومة بلادهم الأصلية والنشطاء في كافة أرجاء العالم. مما يؤدي إلى ردع المنتهكين عن تنفيذ هجماتهم التي خططوا لها حيث أنهم يعلمون بأنه من المتوقع حدوث رد فعل دولي. وفي الوقت نفسه فإن النشطاء الذين تتم مرافقتهم مخوّلون بمواصلة وتوسيع عملهم في مجال حقوق الإنسان. لقد كانت فِرَق السلام الدولية إحدى أولى الجماعات التي استطاعت (مأسسة) فكرة المرافق التي بدأت في غواتيمالا في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، كما وتحتفظ تلك الفِرَق حالياً بأكثر من ثمانين متطوعاً يعملون ميدانياً في كولومبيا وإندونيسيا والمكسيك وغواتيمالا.وعلى الرغم من أن المتطوعين أنفسهم هم أكثر جوانب هذا التكتيك وضوحاً، إلا ن نجاح التكتيك يعتمد على ما يفعله كثيرون غيرهم في كافة أنحاء العالم. ويتوجب على المتطوع أن يكون قادراً على استقطاب الاهتمام الدولي فوراً في حال حدوث هجوم أو تهديد. وتمتلك فِرَق السلام الدولية لهذا الغرض شبكات تضم ناشطين في بلدان المتطوعين، كما وأن المتطوعين يعملون على تشكيل شبكات تضم عائلاتهم وأصدقائهم للانخراط في عملهم، وهم في أحيان كثيرة يستخدمون الخبرات الواسعة للنشطاء بالإضافة إلى الاتصالات السابقة.
وقد تكون المرافقة الدولية صعبة للنشطاء في مجال حقوق الإنسان وللمتطوعين على حدّ سواء، حيث أنهم يواجهون خطراً مستمراً وتوتراً وقيوداً على حياتهم الشخصية. وتضفي فِرَق السلام الدولية القيمة الأكبر على التفويض وعلى تشجيع الناشطين الريفيين المحليين، بحيث تعرض المرافقة فقط عند الطلب دون أن تفرض نفسها بأي شكل من الأشكال بالتدخل في الشؤون الداخلية لمن يرافقونهم.
لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.
ويعتمد هذا التكتيك على حقيقة بأننا جميعاً معرضون للضغوط المعنوية والسياسية، فالقادة المحليون لا يريدون صحافة تكشف انتهاكاتهم، كما وأن القتلة ذوي المستوى المتدني لا يحبذون وجود شهود يراقبون عملهم القذر. فالجميع يفضلون بأن يبقوا مجهولي الهوية لدى ارتكابهم لجرائمهم ولا يرغب أحد منهم بوجود شهود. ويمكن ردع أية هجمات من خلال وضع شاهد دولي في وجه مرتكبي الجرائم، والقيام في الوقت نفسه بممارسة ضغوط خارجية على القادة. وفي هذه الأثناء ومن خلال نجاح النشطاء المهددين في عرض ما يشير إلى أنهم يتمتعون بتضامن دولي يمتد إلى حد المشاركة في المخاطر فإن ذلك سيمدهم بالجرأة والقوة للقيام بعملهم الجريء.
ولقد استخدمت (المرافقة) منذئذ كتكتيك في أحوال أخرى كان فيها الناس معرضين لخطر جسماني وكان المجرمون معرضين للإطاحة بهم من قِبَل الرأي العام الدولي، وهناك مجموعات أخرى استخدمت هذه التكتيك ومنها قوة السلام اللاعنفية في سريلانكا، وفِرَق صنع السلام المسيحية في الضفة الغربية، والمنظمة الوطنية للتضامن مع شعب غواتيمالا، وبرنامج المرافقة في فلسطين والأراضي الفلسطينية المحتلة، وزمالة المصالحة في كولومبيا، وسنتروفراي بارتولومي دي لاس كاساس في المكسيك وغيرها.
ويمكن استخدام هذه القوى المحركة في ظروف أخرى. إن القوة الرمزية للعاملين في الكنيسة أو الصحفيين على سبيل المثال يكون لها غالباً تأثير وقائي أو مهدئ في ظل أوضاع يسودها التوتر والعنف، حيث أن المجرمين لا يرغبون في أن يراهم أحد وهم يسيئون التصرف أمام أنظار هؤلاء الحضور. ففي هايتي يقوم أعضاء (الشركاء في الصحة) بتوظيف عُمّال الصحة في المجتمع والذين يطلق عليهم اسم (accompagnateurs) أو (محترفي المرافقة)، حيث يقوم هؤلاء بزيارات يومية لمرضى الإيدز والسل، كما يبينون - بالإضافة إلى قيامهم بتقديم الدعم الطبي والعاطفي للمرضى من أفراد بأنه لا يوجد هناك ما يخشونه من الاتصال العرضي بأشخاص يعانون من تلك الأمراض. ومرة أخرى، نجد أن الوجود الرمزي والفعلي لطرف ثالث ملتزم يحمل في طياته وزناً معنوياً واجتماعياً قد يؤدي إلى إحداث تغيير في المجتمع.