حماية المتظاهرين المعتقلين من خلال التظاهر خارج مخافر الشرطة المحتجزين فيها

أوتبور (أي المقاومة باللغة الصربية الكرواتية) أعدت للمظاهرات الثانوية وهي – خطتهم البديلة – التي يتم تنظيمها خارج مراكز الشرطة للتجاوب فوراً مع عمليات الاعتقال خلال أحداث الاحتجاج. وهناك احتمال أقل لأن تعمد الشرطة إلى ضرب الناشطين أو اعتقالهم في الوقت الذي يعلمون فيه بوجود جماهير غفيرة وعدد من الصحفيين في الخارج، فيما بدا الناشطون أقل خوفاً بفضل الدعم الذي يعلمون بأنهم يتلقونه.

فإذا ما حدث الاعتقال تعمد المقاومة (أوتبور) إلى وضع الخطة البديلة موضع التنفيذ وذلك من خلال تعبئة شبكة اتصالاتها الواسعة:

  1. يراقب ناشط يحمل هاتفاً محمولاً عملية الاعتقال ويحدد مركز الشرطة الذي تم فيه احتجاز الناشطين.

  2. يذهب المحامون فوراً إلى مركز الشرطة للتفاوض حول إطلاق سراح الناشطين.

  3. يتجمع ناشطون آخرون من المقاومة خلال ساعة واحدة فقط أمام مركز الشرطة وفي مكتب المنظمة حيث يلعبون ألعاباً ويغنون أغنيات للاحتفاظ بتفاؤل الجماهير واهتمامهم وهدوئهم. ويبقى الناشطون خارج مراكز الشرطة إلى أن يتم إطلاق سراح المعتقلين.

  4. يقوم ذوو الصلة بالإعلام بالتوجه إلى مركز الشرطة لتغطية الاحتجاجات وأخذ تصريحات من الناشطين عقب إطلاق سراحهم.

  5. تقوم أحزاب المعارضة بالتنديد بالاعتقالات وترسل أعضاءها إلى مركز الشرطة.

  6. تتولى المنظمات غير الحكومية المحلية إبلاغ المنظمات الدولية وتطلب منها التنديد بالاعتقالات.

ولقد وظفت المقاومة (أوتبور) الكثير من الوقت والجهد في بناء شبكة قوية وواسعة تدين بالولاء ويمكن تعبئتها بسرعة. وحددت عمليات التخطيط الموسعة دور كل واحد في استدعاء الآخر، وما يتوجب على كل شخص أن يفعله بعد حدوث الاعتقالات، بحيث تتبع المظاهرة الثانية عملية الاعتقال فوراً تقريباً. وقد تم تخزين أكثر المعلومات المتعلقة بالاتصالات الخاصة بالشبكة في الهواتف المحمولة للأعضاء كي لا تتمكن الشرطة من مصادرة المعلومات وتخريبها.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

في صربيا وخلال فترة حكم ميلوسوفيتش، قامت مجموعة من الشباب بالاعتماد على فكرة توفير الأمن من خلال الأعداد الكبيرة مستخدمين في ذلك المظاهرات الثانوية لحماية الأعضاء المعتقلين، ولجعل التهديد بالاعتقال غير فعال. ولقد استخدموا أيضاً الدعابة والمسرح للتخفيف من خوف الجماهير تجاه سلطة الحكومة.

عتبر الخطة البديلة الخاصة بالمقاومة مثلاً رائعاً لتكتيك يفي بالأهداف التي تضمنها كل جزء من هذا الكتاب. ولقد تمكن الأشخاص الذين استخدموا هذا التكتيك من منع التعذيب الوشيك للناشطين داخل مركز الشرطة، حيث تدخلوا لإيقاف الانتهاكات المستمرة من جانب نظام ميلوسوفيتش وذلك من خلال إضعاف قوة الشرطة. لقد ساعدوا في شفاء واستعادة الثقة لدى المحتجين الذين تم اعتقالهم كما ساعدوا المتطوعين على التغلب على الخوف من احتمال اعتقالهم. وأدت شفافية المظاهرات إلى بناء الوعي بانتهاكات النظام وبالحركة الديمقراطية المتنامية للمقاومة.

واعتمد النجاح الذي حققته المقاومة (أوتبور) على عدد من العوامل المهمة. ففي الوقت الذي كان فيه البلد يعاني في ظل الحكم الاستبدادي، كان باستطاعة محاميي المقاومة لقاء الناشطين وممارسة بعض التأثير على الشرطة. وفي الوقت نفسه بقي النظام  والشرطة خائفين من  حدوث تجمع شعبي كبير ومن ردود فعل تنعكس على الرأي العام العالمي. أما بالنسبة لمجتمع مغلق تماماً فلن يكون أي من هذين الأمرين ممكناً.