توظيف الرسائل النصية لتسهيل التواصل بين المعتقلين ومنظمات حقوق الإنسان لتوفير الدعم القانوني والطبي

عرض عام

الهدف التكتيكي: 
المنطقة أو البلد: 

طورت جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر آلية لتشجيع النشطاء الذين يواجهون خطر الاعتقال أو الاحتجاز للتواصل مع شبكة متطوعين للدعم الطبي والقانوني والمساعدة.

خلفية
جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر هي شبكة من المتطوعين تتشكل من منظمات حقوق إنسان ومحامين وأطباء وباحثين، والتي تعمل على توفير الدعم الطبي والقانوني للمشتركين في التجمعات السلمية مثل الاعتصامات والمظاهرات. تشكلت جبهة الدفاع في القاهرة في عام 2008 بمبادرة من مركز هشام مبارك للقانون، وهي منظمة حقوقية معروفة تعمل في مجال التقاضي، في الوقت الذي كانت فيه مصر دولة بوليسية قوية وعنيفة في مواجهة النشطاء والمجتمع المدني.
تشكلت جبهة الدفاع لأسباب عديدة من بينها:
- لتنظيم الاستجابة والتصدي للاعتقالات العشوائية التي تقوم بها قوات الشرطة والاحتجاز الغير القانوني والمعاملة الغير إنسانية للمعتقلين من المتظاهرين.
- لتنسيق الجهود والعمل بين منظمات حقوق الإنسان والمحامين.

التكتيك
تتكون جبهة الدفاع من عدة فرق من بينهم الفريق القانوني والفريق الطبي وفريق المنسقين وفريق الترجمة وفريق الاتصالات وفريق التوثيق وفريق الإعاشة (وهو الفريق المسؤول عن توفير الطعام والأدوية والاحتياجات الأساسية للمحتجزين والمعتقلين) ويتم تفعيل كل فريق أو الاستعانة به وفقا لكل حالة.

في أبريل 2010، قام فريق الاتصالات بجبهة الدفاع بتجربة آلية لتمكين المحتجزين من التواصل مع جبهة الدفاع عن طريق إرسال الاسم الكامل والعمر ورقم البطاقة الشخصية والحالة الصحية وموقع الاحتجاز. ويقوم فريق الاتصالات بدوره بتمرير البيانات للفريق المناسب لإتخاذ الإجراءات اللازمة والتحرك.

وللقيام بهذا، اعتمدت جبهة الدفاع على مصادر أساسية للمعلومات:
1. عدد من خطوط الطوارئ التي يستخدمها النشطاء للإبلاغ عن حالات الاعتقال والاحتجاز والإصابة وطلب محامين.
2. ممثلين ميدانين لمراقبة الوضع على الأرض من موقع الحدث وتحديث غرفة عمليات بجبهة الدفاع.

فور ورود معلومات حول إلقاء القبض في مظاهرة أو وقفة احتجاجية، يقوم المحامين في جبهة الدفاع بالتحرك لعدد من المواقع التي من المحتمل أن ينقل إليها النشطاء مثل أقسام الشرطة المحيطة بموقع المظاهرة أو مقرات أمن الدولة أو مكاتب النيابة العامة. وفي هذه المرحلة يحرص المحامين على أن لا يتعرض المحتجزين لأي شكل من أشكال التعذيب أو العنف وحضور التحقيقات مع المحتجزين، وقد يتم احتجاز المتظاهر 4 أيام على ذمة التحقيق أو أكثر على حسب عوامل مختلفة. في أثناء هذه الفترة، يقوم المحامي بتحديث فريق الاتصالات بحالة المحتجزين ويقوم فريق الإعاشة بتوفير الأدوية والملابس والطعام للمحتجزين.

في حال وجود إصابات أو تدهور الحالة الصحية لأحد الأفراد المحتجزين، يقوم المحامين بإدخال أحد الأطباء بجبهة الدفاع إلي مقر الاحتجاز لتوقيع الكشف الطبي. وعند إخلاء سبيل المحتجزين، يقوم فريق التوثيق بمقابلتهم لتوثيق شهادتهم ويقوم المحامين في وقت لاحق بتوفير المساعدة القانونية في حالة رغبة أحد النشطاء أو المحتجزين بتقديم شكوى.

وبالإضافة إلي ذلك، يقوم فريق الاتصالات بنشر قوائم بأسماء المحتجزين بشكل دوري بعد التحقق من البيانات ونشر تحديثات دورية عن حالتهم، مما يساعد الأهالي والأقارب في متابعة حالة أبنائهم ومعرفة وضعهم والتواصل مع جبهة الدفاع للحصول على أو تقديم معلومات.

ولقد تمكنت جبهة الدفاع من توثيق العديد من الأسماء وتلقت العديد من الرسائل النصية القصيرة عند تجربة هذا النموذج لأول المرة، باستخدام الرسائل النصية وأدوات الخرائط بالإضافة إلي مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر البيانات.

ولزيادة فاعلية استخدام الرسائل النصية القصيرة، قامت جبهة الدفاع بعقد عدد من التدريبات للنشطاء حول كيفية استخدام وتوظيف الهواتف المحمولة في سياق المظاهرات والاحتجاجات وفي حالات التعرض للاحتجاز، وتضمن التدريب حول كيفية إنشاء رسالة نصية وتخزينها في الهاتف تحتوي على بعض البيانات الشخصية وتحديد المرسل إليه لإرسال الرسالة في وقت الخطر أو الضرورة.

إن إنشاء جبهة الدفاع كانت خطوة هامة نحو توفير الدعم والمساعدة للذين يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان، وسعت لتقليل المخاطر والمشاكل التي يتعرض لها الأفراد من قوات الشرطة. ومنذ نشأتها تمكنت جبهة الدفاع من توفير الدعم الطبي والقانوني للمئات من المتظاهرين كما قامت بتوسيع نطاقها الجغرافي لتشمل مدن أخرى تشهد انتهاكات مماثلة على نطاق واسع.

المخاطر والتحديات
بالرغم من نجاح هذا التكتيك من نواحي عديدة، إلي أن فريق الاتصالات بجبهة الدفاع واجهه تحديات عديدة كان لها تأثيرات سلبية على تقديم المساعدة وتلقي البلاغات:
- مشاكل في توقيت وصول الرسائل النصية: الرسالة قد تصل في بضع ثواني أو بضع ساعات أو قد لا تصل على الإطلاق للمتلقي. وهذا قد يكون بسبب زيادة الضغط على شبكات الاتصالات أو نتيجة لتعطيل متعمد من قبل جهات الأمن.
- غلق خطوط الطوارئ: شركات الهواتف المحمولة قد تقوم بغلق خطوط الطوارئ بناء على تعليمات أمنية.

يؤخذ في الاعتبار
التكتيكات والمبادرات القائمة على وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات والهواتف المحمولة قد تكون فعالة جدا ومفيدة. ومع ذلك يتضح من هذا المثال أن هذه التكيكات قد لا تعمل وقت الاحتياج إليها للعديد من الأسباب: شبكة الاتصالات قد تكون ضعيفة أو معطلة (بالصدفة أو عن عمد) – الوقت المستهلك لإرسال واستلام الرسائل النصية قد يحد من فعاليتها كما تتضمن مخاطر أخرى. من المهم للغاية تحليل مختلف الاحتمالات وإعداد خطة بديلة دائما.

رسم توضيحي
صورة -  استخدام التطبيقات الإلكترونية والأدوات الرقمية لمساعدة المحتجزين يوم 6 أبريل 2010: http://flic.kr/p/7V1evG