توطين الأشخاص الذين لا يملكون أرضاً على أراض غير مزروعة للضغط على الحكومة لإجبارها على تنفيذ الإصلاحات الزراعية

فمنذ نشأتها في 1984، عالجت حركة العُمّال الذين لا يملكون أرضاً في البرازيل (Moximento Dos Trabalhadores Rurais Sem Terra) or (MST) قضية الإصلاح الزراعي من خلال تنظيم مجموعات واسعة من المزارعين الذين لا يملكون أرضاً وتمكينهم من الاستقرار والفلاحة في أراضٍ مهجورة يملكها أثرياء. فبعد أن يتم احتلال المنطقة، تحاول حركة (MST) الحصول على الأرض بصورة قانونية من خلال تقديم الالتماسات واللجوء إلى التشريع مستخدمين في ذلك مادة من مواد الدستور البرازيلي تنص على أن الأرض غير المنتجة هي أرض تخضع للإصلاح الزراعي.

وعلى الرغم من أن الحكومة البرازيلية كانت قد وعدت بالقيام بإصلاحات زراعية على مدى العشرين سنة الماضية إلا أنه لم يتم إعادة توزيع إلا القليل من الأراضي عبر البرامج الحكومية. إن نصف الأراضي البرازيلية يملكها حالياً 1 في المئة من السكان فيما يوجد حوالي خمسة ملايين عامل زراعي لا يملكون شبراً واحداً من الأرض.

وتقوم (MST) بإرسال منظمين إلى منطقة جديدة للاتصال بعائلات معدمة وتجنيدها لاحتلال أراضٍ. ويقوم المنظمون بالتشاور مع المجتمع المحلي لاختيار موقع غير مزروع ومعروف بأنه خصب إلا أن نزاعاً قانونياً ما زال يكتنف ملكيته. وفي أحيان كثيرة يبقى المنظمون ستة أشهر أو أكثر في المجتمع لإعداد السكان المحليين لعملية احتلال الأرض. ويعمل المجتمع المحلي على تقسيم العمل الخاص بالإعداد للاحتلال الذي يسمح لهم باستملاك الأرض من خلال تلك العملية. وفي اليوم المحدد للعملية تتوجه الأسر التي لا تملك أرضاً إلى الموقع وتخترق سلمياً أية حواجز تفصلهم عن الأرض المستهدفة قبل الاستيلاء عليها. فإذا ما تم طردهم من الأرض فإنهم يغادرون بصورة سلمية إلا أنهم يعودون إلى نفس المكان عندما ينتهي سريان أمر الطرد.

ويتم الإبلاغ عن عمليات احتلال الأرض لدى الوكالة الوطنية المسؤولة عن الإصلاح الزراعي، حيث يضغط الناشطون لاستصدار تشريع لجعل الاحتلال مشروعاً والذي يتم غالباً من خلال نزع ملكية الأرض. وكجزء من هذا الضغط تنظم (MST) مسيرات وعمليات احتلال لمبانٍ حكومية، كما تقوم بالتنديد علناً بالحكومة لفشلها بالالتزام بدستورها. ويمكن لعملية جعل الاحتلال مشروعاً أن تستمر لفترة قد تمتد خمس سنوات. وعندما يتم تأسيس مستوطنة يجري بناء المدارس والعيادات الصحية، فيما يتم استخدام الأرض للزراعة المستدامة بحيث يسمح للمستوطنين بالوصول إلى حقهم في الغذاء. ولقد كان هذا التكتيك ناجحاً على الرغم من أنه كثيراً ما كان يجابه بالعنف حيث تمكنت (MST) من كسب أراضٍ لحوالي 250٫000 أسرة تعيش الآن في أكثر من 1600 مستوطنة.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

تمارس حركة العُمّال الذين لا يملكون أرضاً في البرازيل الضغط على الحكومة لإجبارها على القيام بإصلاحات في الوقت الذي تقدم فيه الدعم لضحايا الانتهاكات وذلك على شكل احتلال سلمي لأراض زراعية.

إن قصة (MST) تعتبر قصة رائعة تتلخص في عمليات احتلال سلمي تقود إلى تغيير حقيقي لحياة آلاف البشر الذين يستطيعون الآن إعالة أنفسهم من خلال الزراعة. ولقد أصبحت عمليات احتلال الأراضي جزءاً من حملة ناجحة في الوقت الذي كانت فيه تلك العمليات وحدها مصدراً للشقاق والمخاطر إذا ما اكتنفتها ضغوط على الحكومة لإصدار القوانين المرجوة لاستصلاح الأراضي. إن باستطاعة (MST) أن تستخدم بأمان هذا التكتيك من خلال تأمين مشاركة عدد كافٍ من الناس فيه. وإذا ما استخدم أصحاب الأراضي أو السلطات المحلية العنف ضد محتلي الأرض المسالمين يعمل ناشطو الحركة على توليد الضغوط من خلال إثارة اهتمام وسائل الإعلام. هنالك العديد من الأمثلة لعمليات احتلال أراضٍ في مناطق أخرى من العالم لم يتم تنفيذها بصورة سلمية أو أنها أسفرت عن وقوع أحداث عنف قوية. إن استخدام هذه الطريقة ينطوي على مخاطر كبيرة في بعض الأحوال مما يقتضي معه القيام بتخطيط دقيق للعملية وبالتالي تنفيذها لتأمين عدم وقوع أحداث عنف.