تكوين لجان ظل محلية لتعزيز حقوق النساء في المشاركة في التنمية المحلية

بهدف تعزيز مشاركة النساء في تنمية مجتمعاتهن المحلية قامت مؤسسة دعم التوجه المدني الديمقراطي (مدى) بتكوين "لجان ظل" على المستوى المحلي. هذه الخطوة جاءت في إطار خطة بناء القدرات التي أدّت إلى تعزيز قدرات النساء في إطار مديرياتهن المحلية، فضلاً عن تأسيس  وتنشيط منظمات محلية غير حكومية للدفاع عن حقوق المرأة.

ووضعت مؤسسة (مدى) خطواتٍ عدّة لتطوير لجان الظل المحلية. فقد قامت أولاً بوضع قائمة بالمحافظات والمناطق التي تنوي العمل فيها، وذلك بالاستناد إلى مجموعة من المعايير الموضوعية المرتبطة بمشاركة المرأة. ثانياً، قامت المؤسسة بإختيار عدداً من النساء للاشتراك في تدريب حول مهارات التيسير بناء على المعايير الموضوعه، مما سمح لهنّ فيما بعد بتنظيم وعقد  ورشات عمل في المناطق المستهدفه.

بعد ذلك تم تنظيم سلسلة من ورشات العمل وصلت إلى خمسون ورشة عمل في خمسة عشر محافظة. وقد شاركت فيها خمسمائه امرأة من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة، بهدف إنشاء لجان ظل في المديريات المستهدفه. ومن خلال لجان الظل تمكّنت النساء من وضع مقترحات و توصيات للمسؤولين ومتخذي القرار حول سياسات عامة تتعلق بدور المرأة في التنمية المحلية. وحظي عددٌ من الاجتماعات مع المسؤولين ومتخذي القرار في مختلف المديريات بتغطية وسائل الإعلام.

وبالرغم من التحديات فقد ساهمت الديناميكية التي نتجت عن إنشاء لجان الظل بإحراز تقدّم في القضايا المرتبطة بمشاركة المرأة في التنمية المحلية. فمثلاً، حصلت خمسة بالمئة من النساء المستهدفات بالتدريب على ترقيات مهنية، وأصبحن مديرات لمكاتب الخدمات التربوية والصحية في مناطقهنّ.

وبالإضافة إلى تعزيز معرفة المرأة وصقل مهاراتها، وإعطائها الفرصة لرفع قضيّتها في بيئتهاالعامة والسياسية، تم إدراج توصيات النساء في الخطط السنوية للمجالس المحلية وبرامج التنمية، خصوصاً على الصعيد التربوي حيث حظيت قضية تسهيل دخول الفتيات إلى المدارس بأهميّةٍ قصوى. ولم يكن بالإمكان الوصول إلى هذا المستوى لو لم يُعقد العديد من الاجتماعات بين لجان الظل والمسؤولين، وذلك بناءً على الأولويات التي وضعتها النساء بأنفسهنّ وعلى المستوى المحلي. كما تم التوصل إلى مكتسباتٍ أخرى، حيث حفّزت الخطة النساء على الترشّح للانتخابات للمجالس المحلية. ففي الواقع، تم تدريب وإشراك مئة امرأة من أصل مئة وخمسة وستين في انتخابات عام 2006. ولكنّ تسعة وثلاثون إمرأة منهنّ فقط تمّ انتخابهنّ وحصلنَ على مقاعد في المجالس المحلية. كذلك، تمّ إنشاء منظمات محلية غير حكومية للدفاع عن حقوق المرأة وتنشيط القطاعات النسائية في المنظمات الأخرى.

وقد شكّل موضوع ترتيب لقاءات مع مكاتب الوزارات المعنيّة في البداية، مهمّةً صعبة، حيث أن الموظفين الحكوميين لم يعتادوا من قبل على عقد احتماعاتٍ مع مجموعاتٍ من النساء، حتّى إنّ بعض المكاتب رفض لقاء لجان الظل النسائية. بالإضافة إلى ذلك، كان من الصعب إدارة النقاشات بين السلطات المحلية ولجان الظل حول إدراج قضايا المرأة في الخطط السنوية للمجالس المحلية.

تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "مدى" إختصارا بالعربية و" CDF "  اختصاراً بالأنجليزية هي منظمة غير حكومية، غير ربحية، مستقلة، مسجّلة في وزارة الشؤون الإجتماعية في اليمن. ولديها عدة شبكات من مناصري المجتمع المدني، الذين يكرّسون أنفسهم لتعزيز الديمقراطية على المستوى الوطني والمحلي في اليمن. وتسعى المنظمة أيضاً إلى تفعيل دور السلطه المحلية وبالأخص المجالس المحلية كمؤسسات مسؤولة، عبر تشجيع التعاون الفعّال بين المجالس والمنظمات غير الحكومية والوزارات لإيصال أصوات المواطنين في قضايا تنمية المجتمع، وأيضاً عبر دعوة المواطنين للتعبير عن آرائهم بفعالية. أما الهدف العام الذي تسعى إليه مؤسسة "مدى" فهو نشر الوعي بالحقوق المدنية والديمقراطية في أوساط المجتمع اليمني من خلال  نشر القيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان وتكافؤ الفرص.

 

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.