تعبئة الموارد العامه للجماعات المهمشة اجتماعياً

لقد ضغطت مؤسسة إيكار (ICAR) في رومانيا على الحكومة كي تساعد في توفير أولاً: المباني المخصصة لمراكز معالجة ضحايا التعذيب، وثانياً: حق الحصول على أدوية مجانية وعلى غطاء تأمين للعناية الخاصة وعلى الخدمات التي يحتاجها الناجون من التعذيب.

إن تكتيك إيكار هو جزء من استراتيجية تستهدف إقناع الحكومة بتحمل المسؤولية عن ماضي الأمة وذلك من أجل بناء مستقبل أفضل. لقد أفلت العديد ممن ارتكبوا جرائم التعذيب خلال الفترة الشيوعية في رومانيا من العقاب، كما وأن البعض منهم يحتل الآن مناصب هامة ونافذة في المجتمع. ويواجه الضحايا مجتمعاً تفضل قوى ملموسة فيه نسيان الماضي – وضحاياه – بدلاً من التعلم من ذلك الماضي من أجل بناء التزام مدني أعمق باتجاه إرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان.

لقد سعت إيكار أولاً إلى كسب ثقة الضحايا والعمل مع الجمعية الرومانية للسجناء السياسيين السابقين، حيث قامت بعدئذ بالتعرف على الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها، بما في ذلك الحصول على عناية طبية مناسبة ودعم مالي وتشريعي. ولكي تتم تلبية تلك الاحتياجات، استهدفت إيكار بين أطراف أخرى موظفي الحكومة والعاملين في مجال الطب وموظفي البلدية والوكالات الحكومية والبلدية كوزارة الصحة من أجل توفير الخدمات الحرفية. وقد أوجدت إيكار أيضاً تحالفات مع منظمات صغيرة من منظمات المجتمع المدني ومع وسائل الإعلام ومع المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب (IRCT) في الدنمرك.

لقد استغرق الأمر عشر سنوات، إلا أن إيكار أقنعت الحكومة الرومانية بالاعتراف بمسؤوليتها تجاه أولئك الذين عانوا على أيدي النظام السابق.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

التعرف على مرتكبي الانتهاكات ومعاقبتهم عندما يصبح ذلك متاحاً هو فقط جزء من المعادلة. وعندما تسعى بعض الجماعات إلى توخي الحصول على التعويضات للضحايا في إطار سعيها لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان تأخذ تلك التعويضات شكل علاج أو تعويض مادي أو إعادة ما تمت مصادرته من ممتلكات هؤلاء الضحايا. ولكي يتم تحقيق النجاح، فإنه يتعين على تلك الجماعات إجبار الحكومة الحالية على الاعتراف بدورها في الانتهاك وعلى تحمل مسؤولية تعويض الضحايا أو مساعدتهم على تلقي العلاج.

لقد كان انتصار إيكار صعب المنال كما وأنه اعتمد في معظمه على التحول السياسي الذي مرّت به رومانيا في ذلك الوقت. ولقد تعرفت إيكار على الجهات التي تعمل معها حيث استفادت من هذه الفرصة السياسية. وسمحت القوانين الجديدة كما سمح المجتمع للضحايا بتنظيم أنفسهم دون أن يخشوا الانتقام. لقد خدم تكتيك إيكار الهدف المزدوج وهو تعويض الضحايا ووضع حد لإفلات الحكومة من العقاب.