عرض عام
في ربيع عام 2009، قام خمسة طلاب من أوتريخت، هولندا، بإدارة مطعم مؤقت لتشغيل المتطوعين، حيث يقوم مطعم كالشرال كوكيري (The Cultural Cookery) بإشراك أشخاص جدد بهدف جمع الأموال لثلاثة مشاريع تنموية مختارة. قام هؤلاء الطلاب بجمع 8000 يورو في غضون أسبوعين فقط و ذلك بإستخدام وقتهم وجهدهم لإنشاء العلاقات العامة، والحصول على تبرعات للأغذية، والدعم والتمويل من جهات أخرى، والوصول إلى مساحات حرة.
أن عملية جمع الأموال الخيرية تعد معضلة صعبة. حيث يمكن أن يذهب جهد هؤلاء الطلاب نحو الإجتماع مع المسؤولين التنفيذيين في الشركات، إذ كانوا على الأرجح سيجمعون المزيد من المال بجهد أقل بكثير. أما من ناحية أخرى، لم يعد هذا إنخراطاً اجتماعياً، حيث أن المشاكل التي عولجت لا تزال غير معلن عنها. بدلاً من ذلك، أراد الطلاب إشراك المواطنين العاديين، والأشخاص الذين يتحدثون عن التجربة إلى الأصدقاء والعائلة وينشرون الكلمة. للحصول على امئات المتبرعين، ظن الطلاب أنه سيكون من الذكاء تقديم وجبة في المقابل، وبالتالي تحويل عبء جمع الأموال من الممولين إلى المنظمين.
كانت الخطوة الأساسية الأولى هي تجميع علاقاتهم العامة "الهوية". قاموا بإختيار المشاريع التنموية التي كانوا يدعمونها، واختاروا التواريخ التي سيكون فيها المطعم مفتوحًا (حيث كان محددًا لكن بطريقة مرنة)، إضافة الى تحديد طبع المطعم (موسيقى، تحدثي، إشراك تطوعي، وما إلى ذلك)، وإنشاء أسلوب نمط منزلي لموقع الويب من الملصقات، النشرات الإعلانية، وما إلى ذلك.
بعد أن تم تطوير هذا، تم الاتصال بالمؤسسات التجارية لطلبين، تأمين موقع والتبرع بالمنتجات الغذائية. تمكن الفريق من العثور على مقهى خيري مستعد لإقراض مساحته مجانًا، حيث لم يكن متوقع، وقد تم وضع ميزانية تكاليف مبدئية في البداية في عملية التخطيط. إضافة إلى ذلك، تم التبرع بما يقرب من نصف المنتجات الغذائية المستخدمة من قبل شركات البقالة المحلية والعادلة للتجارة ومقدمي الأغذية بالجملة.
وأخيراً، تم إرسال نشرات صحفية إلى الصحف المحلية ومرشد ترفيهي، عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني. تم تعليق الملصقات في الجامعة المحلية وفي المراكز المجتمعية ومحلات البقالة. إضافة إلى ذلك، قام الطلاب بتوزيع نشرات في الحي المحيط. كان الهدف هو الحصول على عدد حجوزات كل ليلة قبل البديء وذلك بإستخدام إستمارة الحجز عبر الإنترنت على موقع الويب الخاص بهم للتنبؤ بشكل أفضل كمية الطعام المطلوبة يوميا. في الأسابيع التي سبقت الحدث، تم الأتصال بالموسيقيين والراقصين والمتكلمين وعرض وجبة مجانية مقابل تقديم عروضهم، حيث يتم تقديم نشاطان على الأقل كل ليلة. نتيجة لذلك، تمت عمية الحجز كل ليلة تقريبًا، مع وجود بعض المساحات المتبقية للضيوف "القادمين دون حجز".
بعد أسبوعين، حقق المطعم 4000 يورو (5000 دولار أمريكي). تم مضاعفة هذا المبلغ بسبب اتفاقيات الرعاية التي تم الترتيب لها مسبقًا. ووافقت المنظمات غير الحكومية التي كانت تدير مشاريع التنمية و تتلقى الأموال على مضاعفة العائدات، مما جعل مبلغ 8000 يورو (حوالي 11.400 دولار أمريكي) إجمالاً. طلب العديد من المتبرعين والموسيقيين والمتكلمين الحصول على نتائج المشروع ووعدوا بإعادة السنة القادمة.
تُعد الاعتبارات القانونية الكثيرة لكل مطعم الذي يعمل بدون طهاة مرخصين، وتشغيل مشروع جمع تبرعات خيرية فريدة من نوعها لكل بلد وتحتاج إلى معالجتها منذ البداية. في هذه الحالة، حل العمل تحت الهدية الهولندية "Stichting" (NPO) العديد من الاعتبارات القانونية التي تمت مواجهتها. اعتبارات إضافية لأولئك الذين يرغبون في القيام بمثل هذا المسعى، كان هذا مشروعًا مستهلكًا للوقت، حيث تأتي معظم الأرباح من الوقت المستثمر قبل بدء المطعم (العلاقات العامة، والرعاية، والتبرعات من موردي المواد الغذائية، وما إلى ذلك)، وبالتالي من المهم البدء بمجموعة أساسية من الأفراد المستعدين لقضاء الوقت في تنسيق الجهود للأشهر التي سبقت المشروع. وأخيرًا، تأكد من وجود أشخاص مهتمين بمتابعة المشروع في العام القادم لتوفير الاستمرارية وإشراك المانحين في المشاركة في فرصة أخرى.
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.