تركيز كل الخطوات في عملية الإنتاج في المرافق التي تسهّل رصد وإنهاء عمالة الأطفال

في 1996 قامت ريبوك انترناشونال باستحداث عملية رصد للمصنع وتمييز المنتج وبرامج التثقيف لمنع استخدام عمالة الأطفال في إنتاج كرات لعبة كرة القدم في باكستان. وكان هناك ما يقارب من عشرين في المئة من العاملين في مصانع إنتاج كرات كرة القدم في سيالكوت بباكستان من الأطفال، إلا أن معايير حقوق الإنسان لدى ريبوك تتطلب أن يكون الحد الأدنى لسن أي عامل في المصانع التابعة لها هو خمسة عشر عاماً أو أكثر طبقاً للقوانين المرعية محلياً.

وعندما دخلت ريبوك إلى سوق كرات كرة القدم، قامت باتخاذ الإجراءات لمنع استخدام عمالة الأطفال وذلك من خلال احتواء عملية الإنتاج كلها بما في ذلك الخياطة في وحدة فنية منفردة في سيالكوت. ويتم القيام بالعمل كله في الموقع ولا تدخل فيه عمالة الأطفال. ويقوم المفتشون برصد وحدات الإنتاج بصورة دورية حيث يجرون مقابلات مع العاملين ومع المفتشين المشرفين على الشحنات من وإلى المصنع. ويعمل هؤلاء أيضاً على الحفاظ على العلاقات التي تربطهم بالمجتمع المحلي، كما يقومون بزيارة القرى المجاورة للتأكد من أن كرات ريبوك لا تتم خياطتها خارج المصنع. وعندئذ يتم ختم الكرات بكلمة مضمون (Guaranteed): أنتجت بدون (عمالة أطفال). ويوفر هذا للمستهلكين خياراً حول كيفية إنتاج كرات القدم، كما وأنه يرفع مستوى الوعي فيما يتعلق بعمالة الأطفال في مجال صناعة تلك الكرات.

وكنتيجة لتركيز الإنتاج في المصانع التي لا تستخدم عمالة الأطفال، فقد تمكنت ريبوك من إنتاج عشرات الآلاف من الكرات دون أن تستخدم عمالة الأطفال.

وفي 1997 أوجدت ريبوك برنامج ريبوك لمساعدة باكستان في مجال التعليم     (The Reebok Educational Assistance to Pakistan Program) (R.E.A.P)، وخصصت مبلغ مليون دولار أميركي من حصيلة مبيعاتها من تلك الكرات لدعم التعليم المحلي في المنطقة التي يتم إنتاج الكرات فيها. وفي 1997 انضمت ريبوك إلى جمعية النهوض بالتعليم في سيالكوت في جهودها لتأسيس معهد شعنان (Shaanan Institute) الذي يعمل مع الأسر المحلية على تسجيل الأطفال في المدارس وإبقائهم بعيداً عن مجال عمالة الأطفال.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

تعتبر ريبوك (Reebok) إحدى أكثر الماركات المشهورة، وهي ماركة تمت حمايتها جزئياً عن طريق جهود الشركة لحماية حقوق الإنسان من خلال الرصد.

لقد تحققت ريبوك من وجود سوق لمنتجات لا تستخدم عمالة الأطفال فقررت أن تملأه. ولقد استمر الوعي العام في التصاعد فيما يتعلق بهذه المسألة سنوات عدة. وكشركة متعددة الجنسيات تملأ جانباً كبيراً من السوق أصبحت ريبوك تتمتع بموقع فريد تمكنت من خلاله التأثير على سلسلة الإنتاج بكاملها وعلى توزيع منتجاتها. ويمثل هذا جانباً مهماً لهذا التكتيك: إن العدد المتزايد من الخطوات التي تفصل بين المواد الخام والمستهلك في الاقتصاد العالمي، يجعل من الصعب رصد انتهاكات حقوق الإنسان. لقد تحققت ريبوك من أنها تحتاج إلى توحيد هذه الخطوات لكي تتأكد من أن منتجاتها تصنّع دون اللجوء إلى عمالة الأطفال. إن تكتيك وضع ملصق يمكن استخدامه للوفاء بالطلب في السوق «لبضائع أخرى تتصف بعمالة مبنية على العدل»: وهي منتجات يتم دفع سعر عادل لمن يزرعها، وبضائع تنتج في مصانع يتلقى العُمّال فيها أجوراً عادلة وبضائع تصنع أو تربى بطريقة لا تضر بالبيئة.