تدريب ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان على استخدام تكنولوجيا الفيديو لفضح تلك الانتهاكات

تعمل مؤسسة الصندوق الأسود ومقرها هنغاريا ورومانيا على تحسين المواقف تجاه أقلية روما (Roma)، وذلك من خلال تدريب أفرادها على إنتاج البرامج التليفزيونية للقنوات المحلية. وتقوم المؤسسة بتشكيل فِرَق إنتاج وتدريبها على إنتاج أفلام الفيديو وتؤمن وقتاً لها على الهواء وتتأكد من تبادل تلك البرامج بين الفِرَق.

ومنذ 1997، قامت المؤسسة بتدريب ما يقارب من 150 شخصاً من أقلية روما في أثني عشر موقعاً داخل هنغاريا ورومانيا على وسائل إعلام المشاهدين بالقضايا التي تؤثر على مجتمعاتهم. وتعمل المؤسسة على اجتذاب الطلبات وتشكيل فِرَق مختلطة عرقياً تتألف الفرقة الواحدة منها من خمسة أشخاص. ويعمل الموظفون أولاً على بناء علاقات بين أعضاء الفريق، حيث يقومون بمناقشة وجهات النظر الفردية ومعالجة القضايا الحساسة التي سيتم طرحها في البرنامج. وتقوم الفِرَق بعد ذلك بتعليم أساسيات الإنتاج التلفزيوني والتشاور مع الخبراء حول قضايا الأقليات.

وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة للتدريب، تقوم الفِرَق بإنتاج أول أفلامها. وتقدم مؤسسة الصندوق الأسود الكاميرات والأضواء والميكروفونات وغيرها من الأدوات الضرورية للعمل. وتواصل الفِرَق إنتاج برامج شهرية لدى محطاتها التلفزيونية المحلية من خلال العمل بصورة مستقلة مستخدمة مواردها الخاصة، في الوقت الذي تجري فيه المؤسسة مفاوضات لتأمين الوقت اللازم لإذاعة البرامج على الهواء. وتشرف مؤسسة الصندوق الأسود على الفِرَق وترصد نشاطها لمدة ستة أشهر عقب التدريب، فيما تتبادل الفِرَق فيما بينها أشرطة الفيديو التي يتم إنتاجها.

ولقد تفاوتت النتائج بين فِرَق الإنتاج، حيث تواصل عدة فرق البث بصورة منتظمة على شاشات التلفزيون المحلية، فيما تستخدم الفِرَق الأخرى مهاراتها وأجهزتها لتسجيل نشاطات منظماتها.

ونظراً للنجاح الذي حققته هذه الطريقة، فقد افتتحت مؤسسة الصندوق الأسود مدرسة ناجحة مدة الدراسة فيها عام واحد لطلبة أقلية روما ممن لديهم الرغبة في أن يصبحوا مهنيين في مجال العمل التلفزيوني.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

يحتاج العاملون في مجال حقوق الإنسان غالباً إلى إخراج رسالتهم إلى جمهور أوسع. ويحتاج هذا بصورة أوسع في عصر التكنولوجيا المتقدمة، إلى الوصول إلى تكنولوجيا الفيديو والبث الإذاعي والتلفزيوني وإلى مهارات تتعلق بكيفية استخدامها.

لقد ساعد برنامج مؤسسة الصندوق الأسود على تغيير النظرة تجاه الأقليات وأسلوب معاملتهم في الإقليم، بحيث قلل من التمييز والتحيز ضدهم. ففي هنغاريا ورومانيا يتم كثيراً عزل أقلية روما عن غالبية السكان، كما يتم التكتم على مشاكلهم. ولا تتوفر لديهم الحرية للوصول إلى الموارد التعليمية وغيرها التي يستخدمها عامة السكان. ولا يمنح برنامج مؤسسة الصندوق الأسود المشاركين فقط المهارات التي يحتاجونها للإدلاء بقصصهم – كأقلية روما – بل يتعداها بالمساعدة على بث تلك القصص عبر وسيلة يحتمل أن يشاهدها أغلبية السكان. إن هذا يساعد في بناء ثقافة تعمل فيها الأقليات والأغلبية معاً من أجل تعزيز حقوق الإنسان للجميع.