تجميع معلومات مستقلة حول نوعية الهواء على مستوى المجتمع من أجل ممارسة الضغط لتحقيق التغيير

بدأت العديد من المجتمعات، عبر الولايات المتحدة، في تشكيل أو الانضمام إلى برامج فِرَق الجرادل التي تعلم الناس الذين يعيشون بالقرب من مواقع صناعية ملوثة للبيئة كيفية بناء واستخدام أجهزة لرصد نقاوة الهواء أو (جرادل) تمت الموافقة عليها من قِبَل وكالة حماية البيئة الأميركية (U.S. Environmental Protection Agency). ففي غياب القوانين القوية الخاصة بالبيئة ومؤسسات المقاييس والتطبيق فإن الجرادل تمنح المجتمعات الوسائل اللازمة لرصد نوعية الهواء بشكل مستقل في مناطق الجوار، وتوفير الأدلة للضغط من أجل التغيير.

إن الجردل بحد ذاته جهاز بسيط نسبياً وغير مكلف لأخذ عينات من الهواء، وهو مكون من كيس عينات موضوع داخل جردل بلاستيكي سعته خمسة غالونات ومنفاخ هواء يستخدم في تعبئة الكيس بالهواء. وتضم الفِرَق متطوعين مختصين بثلاثة أنواع من العمل وهم: المتنشقون وجامعو العينات ومنسقو الجرادل في المجتمع (CBSs). ويتلخص عمل المتنشقين في إبلاغ جامعي العينات بحوادث التلوث، فيما يحتفظ جامعو العينات بأجهزة جمع عينات الهواء في منازلهم، كما يقومون بأخذ عينة لدى التشكك بحدوث تلوث. وهم يقومون بالتسجيل أين ومتى ولماذا تم أخذ العينة، ويطلبون من المنسقين استرداد كيس العينة، واتخاذ الترتيبات لتسليمه لمختبر التحليل. ويتم تسجيل النتائج في قاعدة معلومات، وتزويد المجتمع بها من خلال وسائل الإعلام المحلية والاجتماعات الشعبية وغيرها من الوسائل. ويستخدم أعضاء المجتمع المعلومات وفقاً لما يرونه مناسباً من أجل الطلب بإجراء تحقيقات أخرى من جانب جماعات المجتمع والوكالات الحكومية والمؤسسات الصحية حول التلوث. وتزود الفِرَق السكان أيضاً بكشوفات تتضمن الحقائق حول التأثيرات الصحية مرفقة بمستويات التلوث.

ولقد كانت الأقليات ذات الدخل المتدني في الولايات المتحدة متقبلة بشكل خاص لفكرة فِرَق الجرادل، كما وأن هذا التكتيك أخذ في تلقي مزيد من القبول على نطاق واسع. وساعد اهتمام وسائل الإعلام بهذا التكتيك في إحداث تغيير في العديد من المجتمعات. وقد تبنت مقاطعة كونترا كوستا بكاليفورنيا «سياسة عدالة بيئية»، حيث قامت بتطبيق أنظمة خاصة بالتلوث الصناعي، ووسعت المؤسسات الطبية المهنية، وأشركت السكان في القرارات المتعلقة بالصناعات القريبة من مواقع سكناهم. وفي لويزيانا، أثبتت عينات أخذت من الهواء أن منطقة دياموند المجاورة التي أحاط بها ببطء مصنع شل الكيماوي لم تعد منطقة آمنة مما دعا الشركة في النهاية إلى الموافقة على نقل المنطقة برمتها إلى موقع آخر.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

يمكن للمجتمعات أن تعبر عن معارضتها لأي انتهاك وفي هذه الحالة الانتهاكات المتعلقة بالبيئة وذلك من خلال التصرف التلقائي لجمع المعلومات.

وتكون هذه الطريقة مفيدة عندما تمتنع الحكومات أو الشركات عن توفير المعلومات المتعلقة بالتلوث، أو عندما تصبح المجتمعات قلقة تجاه عدم صحة المعلومات الرسمية. إن تشكيل فِرَق الجرادل هو بيان شعبي فعال يؤكد بأن المصانع الكيماوية لا تملك الحق في السيطرة على المعلومات المتعلقة بالتلوث، وأن باستطاعة المجتمعات جمع هذه الأدلة بمحض إرادتها وإعلانها للناس وممارسة الضغط على الشركة المعنية كي تتجاوب. إن هذا الأسلوب بسيط للغاية إلى الحد الذي أدى إلى انتشاره بسرعة من مجتمع إلى آخر ومن ثم إلى خارج الولايات المتحدة، مما جعل بالإمكان تحقيق شيء آخر غير معتاد وهو أن ضحايا الانتهاكات (بدلاً من أناس من الخارج) يعملون على توثيق الانتهاكات أثناء حدوثها. ولقد تم تكييف هذا التكتيك في كل من جنوب إفريقيا والهند والفلبين.