عرض عام
يدرب مركز ضحايا التعذيب (CVT) اللاجئين على العمل كمستشارين أكفاء في غينيا وسيراليون. ويتولى اللاجئون تقديم خدمات الصحة العقلية للآخرين ممن عانوا من التعذيب وصدمات الحروب مما يزيد من أعداد الناس الذين يستطيع المركز خدمتهم، ويساعد على إيجاد كادر من شبه الحرفيين المؤهلين في مجال حقوق الإنسان داخل المجتمعات التي لم تكن تتوفر لها في الماضي أية خدمات في مجالات الصحة العقلية. ويعمل شبه الحرفيين على إنجاز العديد من المهام التي يقوم بها الحرفيون لكن في ظل نظام إشرافي.
لقد أثرت الحروب والصراعات المدنية في غرب إفريقيا على قطاع كبير من السكان، كما دفعت بالكثيرين منهم إلى مخيمات اللاجئين مما جعل منظمات دولية كمركز ضحايا التعذيب غير قادرة على توفير موظفين كافين لمواجهة الاحتياجات في مجال خدمات الصحة العقلية. وبدلاً من ذلك، قرر المركز الاعتماد على الموارد داخل المخيمات نفسها، حيث قام بتعيين أكثر من 120 لاجئاً كمستشارين أكفاء أو أخصائيين نفسانيين (PSAs) في المخيمات الموجودة في غينيا وسيراليون.
ويعمل مخيم اللاجئين على توفير منطقة مكثفة تضم الناجين الذين يحتاجون إلى المساعدة، كما يوفر موقعاً جيداً للإشراف المطول والدقيق وللتدريب الضروري لمساعدة الناجين من التعذيب. وقد تلقى العديد من الأخصائيين النفسانيين تدريباً مستمراً استغرق أربع سنوات، وخضعوا خلاله لإشراف يومي قبل أن يتم نقل البرامج إلى المجتمعات التي شهدت ارتكاب الفظائع.
إن التدريب المكثف في نموذج مركز ضحايا التعذيب يجمع ما بين العلاج النفساني الغربي والمفاهيم المحلية للصدمات النفسية والشفاء. ويبدأ البرنامج بدورة تدريب تستمر أسبوعين تليها دورات شهرية تستمر يوماً بأكمله ودورات ربع سنوية تستغرق سبعة أيام. وتتركز هذه الدورات على نظرية الصدمة النفسية وعلم النفس العام والاستشارات ومهارات الاتصال. ويعمل علماء النفس التابعون للمركز والأخصائيون الاجتماعيون في المخيمات بشكل يومي، حيث يقومون بتشكيل السلوك ومساعدة الأخصائيين النفسيين في ممارسة مهاراتهم. ويقوم الأخصائيون النفسيون بتمضية عشرة أسابيع في مراقبة الحرفيين في مجال الصحة النفسية أثناء قيامهم بتقديم التسهيلات لمجموعات العلاج، كما يمضون عشرة أسابيع في المساعدة في تقديم التسهيلات وعشرة أسابيع أخرى في قيادة مجموعة على الإشراف الدوري دون مساعدة أحد. وفي نهاية تدريبهم يصبح الأخصائيون النفسيون متمكنين من معلوماتهم حول تأثير الصدمات النفسية وتسهيل الشفاء منها وتقييم البرنامج. وهم أيضاً مجموعة معاونين مهرة ومسؤولو اتصالات فعالون.
لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.
ويستخدم مركز ضحايا التعذيب هذا التكتيك بالضرورة كي يساعد المجتمع على شفاء نفسه. ويكتسب اللاجئون الذين يتم تدريبهم كأخصائيين نفسانيين المزيد من القوة حيث أنهم يتعلمون مهارات جديدة ويقومون بأعمال إيجابية لمجتمعاتهم. ويرى الناس الذين يخدمهم هؤلاء بأن شخصاً ينتمي لمجتمعهم وليس من خارجه أصبح في وضع يمكّنه من مد يد المساعدة لهم. وفي الوقت نفسه فإن الأشخاص داخل المخيمات يتلقون العناية في مجال الصحة العقلية التي يحتاجونها.
وفي الوقت الذي تم فيه تطبيق هذا التكتيك هنا لمساعدة ضحايا التعذيب وصدمات الحرب، فإن بالإمكان استخدام هذا التكتيك لخدمة سكان آخرين لديهم أعداد كبيرة من الناس الذين تأثروا بالعنف.