عرض عام
أوجدت منظمة انتراكشن بلفاست (التي كانت تُعرف سابقاً باسم سبرنغ فيلد انتركوميونيتي ديفلوبمنت بروجكت) شبكة من الهواتف النقالة لمنع اندلاع أعمال العنف بين الأحياء سريعة الاشتعال في بلفاست. ويتم بموجب هذا الترتيب تزويد المتطوعين في المجتمعين البروتستانتي والكاثوليكي بهواتف نقالة للاتصال بنظائرهم على الجانب الآخر في بؤرة المواجهة عندما تتجمع الجماهير العنيفة، أو عندما تبدأ الشائعات حول احتمال وقوع عنف بالانتشار.
إن «بؤرة المواجهة» هي منطقة يتجاور فيها أماكن سكن الكاثوليك (الوطنيين/ الجمهوريين) والبروتستانت (الاتحاديين/الموالين)، وهما منطقتان مقسومتان فعلاً بشكل نموذجي من خلال أسوار بحيث تميل كل منطقة على امتداد بؤرة المواجهة لأن تكون أكثر المجتمعات المحرومة اقتصادياً في ايرلندا الشمالية. ويمكن للشك حول ما يدور على الجانب الآخر من السور أن يتسبب في تصعيد حوادث العنف.
ويجتمع المتطوعون من كلا الجانبين أسبوعياً فيما تبقى هواتفهم جاهزة للاتصال دائماً. وتسعى الشبكة من خلال التخطيط المسبق إلى رصد المناطق الهامة، وذلك خلال المناسبات التي قد تحدث خلالها أعمال عنف، كالأحداث الرياضية أو خلال الاستعراضات البروتستانتية التي تمر عبر الأحياء الكاثوليكية المجاورة. ويعرف المتطوعون أن باستطاعتهم التدخل بالشكل الأفضل في حالات «العنف الاستجمامي»، حيث يسعى الشباب إلى تحقيق الإثارة أو التجاوب مع الشائعات في الوقت الذي لا يستطيعون فيه تحقيق الكثير في ظل حالات العنف المنظم أو شبه العسكري.
فعندما يرى المتطوعون أو يسمعوا عن وجود جماهير على طول «بؤر المواجهة»، أو عندما يسمعوا عن شائعات حول عنف على وشك الاندلاع على الجانب الآخر، فإنهم يعمدون إلى الاتصال بنظرائهم عبر بؤرة المواجهة. ويقوم المتطوعون بتهدئة الجماهير في المناطق الواقعة على جانبهم قبل أن تتطور الأحداث إلى أعمال عنف.
ومنذ أن بدأ البرنامج تمكنت شبكة لهواتف من منع العنف، كما تمكنت من تزويد المجتمعات على جانبي في بؤرة المواجهة بمعلومات أكثر دقة لدى اندلاع أعمال العنف. ولقد أوجدت الاجتماعات الأسبوعية للمتطوعين أيضاً مجموعة مهمة من الأشخاص ممن هم منشغلون بحوار يضم الفريقين. وفيما بدأت هذه العلاقات بالنضوج بدأت الشبكة بمعالجة مشاكل أخرى مشتركة تواجهها الجاليتان بما في ذلك تنشيط المنطقة على المدى الطويل.
لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.
في الصراع العنيد على ما يبدو بايرلندا الشمالية، كثيراً ما برهنت المحاولات لإيجاد أرضية مشتركة بين الكاثوليك المسيّسين وأجنحة البروتستانت بأنها تكاد تكون مستحيلة. وعلى الرغم من ذلك فإن هنالك أناس على الجانبين يرغبون في الحيلولة دون اندلاع العنف. وينطوي هذا التكتيك على التعرف على زعماء في كل مجتمع ممن يرغبون في منع العنف وتزويدهم بالمعلومات المطلوبة.
إن الاستخدام الموسّع لتكنولوجيا الهواتف النقالة له ردود فعل سريعة تجاه الانتهاكات الوشيكة والمستمرة، وهو يحقق الآن نتائج أكثر من أي وقت مضى. فقد تمكنت الهواتف في ايرلندا الشمالية من جعل الاتصالات ممكنة حتى في الأحوال التي لم يكن الجانبان فيها في البداية مرتبطين بعلاقات وثيقة إلا أنهما كانا ملتزمين بإنهاء العنف.