استخدام التقنيات التعليمية غير الرسمية لتزويد السكان المعرضين للخطر بالمهارات المطلوبة للازدهار في اقتصاد متغير

ولقد استخدمت الحكومة المنغولية أدوات التعليم غير الرسمية، كالراديو والمواد المطبوعة وزيارات المدرسين، للوصول إلى نساء غوبي المهمشات والمعرضات للإساءة لتعليمهن مهارات جديدة تمكنهن من البقاء داخل اقتصاد السوق.

وعقب انهيار الاتحاد السوفياتي، في 1991، انتهى أيضاً اقتصاد منغوليا المركزي الذي تديره الدولة. ولقد أصبح الناس الذين أمضوا حياتهم كلها في المزارع الجماعية مسؤولين عن الحصول على قطعان مواشيهم وعن إنتاج وتسويق بضائعهم وخدماتهم. وكان الكثير من هؤلاء يفتقرون للمهارات أو الإمكانيات المادية للقيام بذلك. وكانت النساء البدويات في صحراء غوبي، وهي منطقة معروفة بطقسها السيئ وعدم توفر أنظمة اتصالات ونقليات فيها، معرضات للمخاطر. فبدون التجارة والمهارات التجارية كانت النساء وأطفالهن عرضة لمخاطر الفقر وسوء التغذية واحتمالات العنف والاستغلال وسوء المعاملة.

ولقد شكلت الدولة مشروع نساء غوبي، ودعت جميع النساء في صحراء غوبي إلى عقد ندوة لتنظيم المجتمع لبحث الوسائل الممكنة لمعالجة المشكلة. ولقد قررت المجموعة بأن النساء اللواتي لديهن ثلاثة أطفال على الأقل يجب أن يعطين الأولوية القصوى، وأن البرامج الإذاعية، مصحوبة بتقنيات تعليمية غير رسمية أخرى، هي الطريقة المثلى للوصول إليهن (ويشير التعليم غير الرسمي إلى برامج التعليم غير الإلزامية التي تتم خارج المدرسة).

ولقد وفرت البرامج الإذاعية معلومات عن مهارات التجارة (كإنتاج الصوف وتنقية وبر الجمال وصنع اللباد والأسرجة والملابس التقليدية)، كما وفرت معلومات حول مهارات التعامل التجاري (كالتفاوض حول الأسعار والتخطيط) وحول قضايا صحية (كالتخطيط الأسري والنظافة والتغذية والإسعافات الأولية). وكانت هذه البرامج تُبث مرتين أسبوعياً، وفي الأوقات التي يحتمل أن تكون لدى معظم النساء الفرصة للاستماع إليها، وهي في العادة فترات المساء. وكانت شرائط الكاسيت متوفرة في مراكز التعليم المحلية لكل من لا تتاح له فرصة الاستماع للبرنامج. وكانت المواد المصاحبة تنتج للاستعمال مع البرامج الإذاعية، وكان المدرسون الزائرون يقومون بالتحقق من تقدم النساء في هذا المجال كما كانوا يقدمون لهن مواد تكميلية.

ولقد نجح أسلوب التعليم غير الرسمي في تعبئة النساء كي يسيطرن على مستقبلهن الاقتصادي، حيث قمن بتنظيم أسواق محلية والبدء بمشاريع تعاونية عبر المجتمعات، وشجعن على توسيع المشروعات بحيث تشمل أزواجهن وأطفالهن.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

في منغوليا، في 1990، كما هو الحال لدى الكثير من المجتمعات الأخرى التي تمر بدور التطور، يهدد التحول من اقتصاد تديره الدولة إلى اقتصاد السوق بترك النساء (ونتيجة لذلك الأطفال) في مؤخرة المجتمع مما يعرضهن للفقر والجوع وسوء المعاملة. ولقد سعى مشروع غوبي إلى إيصال المعلومات التي تحتاجها النساء في المناطق الريفية المعزولة لتمكينهن من النجاح في ظل نظام اقتصادي ناشئ.

في هذه الحالة تم استخدام تكتيك بناء المهارات لضمان الحقوق الاقتصادية، إلا أنه يتم استخدام برامج تعليمية مماثلة للوصول إلى التجمعات السكانية في المناطق النائية فيما يتعلق بقضايا أخرى أيضاً. إن من الأمور  الحيوية أن نلاحظ بأن  الموظفين العاملين في مشروع نساء غوبي أخذوا في اعتبارهم أسلوب حياة وثقافة النساء اللواتي كانوا يحاولون الوصول إليهن عندما كانوا يصممون برامجهم ويختارون وسائل إعلامهم.