استخدام البحث التشاركي لتطوير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاطفال

تستخدم وونا سانانا (Wona Sanana) البحث التشاركي لتجميع معلومات عن أطفال موزامبيق وتعزيز السياسات لمعالجة حقوق الأطفال.

دامت الحرب الأهلية بين القوات المسلحة الموزمبيقية والمقاومة الوطنية الموزمبيقية 16 سنة و إنتهت في عام 1992. وخلال الحرب، تعرض الأطفال في موزامبيق للخطف والتجنيد الإجباري والتشرد الجماعي والمجازر الوحشية والإغتصاب. بعد انتهاء النزاع، عانى العديد من الأطفال من مشاكل بدنية ونفسية شديدة. بالإضافة الى أن العديد من المجتمعات المتضررة من الحرب بشكل كبير لم تحصل على نصيبها من التمويل الحكومي بسبب مواقعها المعزولة. وهذه المشاكل، مقترنة بالظروف المعيشية السيئة لبلد دمرته الحرب، بذلك تبين أن هنالك حاجة إلى معلومات عن رفاهية أطفال موزامبيق.

تتمثل رؤية وونا سانانا (Wona Sanana) في وجود عالم يركز على "مبادرات مبتكرة لتعزيز مشاركة الأطفال وتقدير الإمكانات الإبداعية ومعرفة المجتمع المحلي". تأسست المنظمة في عام 1999 لحماية حقوق الأطفال من خلال تجميع المعلومات عن حالة الأطفال في موزامبيق، جمع المشروع بين جمع البيانات والتثقيف المجتمعي لتمكين السكان المحليين من اتخاذ الإجراءات وتشجيع السياسات المحسنة التي تتناول حقوق الطفل، ومن خلال البحوث التشاركية ، علمت المجتمعات المحلية بالمشاكل التي تواجه أطفالها وتم تشجيعها على تطوير استجابات فريدة تناسب احتياجاتهم أو احتياجات مجتمعهم.

قبل بدء أبحاثها، أجرت وونا سانانا مقابلات مع مئات المسؤولين الحكوميين ومنظمات المجتمع المدني وقادة المجتمع. استنادًا إلى المعلومات التي تم جمعها في هذه المقابلات، تم إنشاء مسح شامل للمجتمعات المتأثرة بالحرب كأحدة الطريق لجمع البيانات.

قدمت المنظمات غير الحكومية المحلية مبادرة وونا سانانا (Wona Sanana)  وساعدت في تحديد قادة المجتمع المستعدين و قامت بتدريب المتطوعين المحليين. وقد تواصلت المنظمات بقادة المجتمع الأكثر التزاماً بتحسين رفاهية الأطفال وأعطتهم فرصة للتعرف و قبول مبادرة وونا سانانا (Wona Sanana) قبل تقديم المشروع إلى المجتمع. وبهذه الطريقة، تم منح كل مجتمع الفرصة لقبول أو رفض "عرض الخدمة" الخاص بجمع البيانات، حيث أن الإلتزام هو مفتاح نجاح وإستدامة المشروع.

بمجرد أن يلتزم المجتمع المحلي بالمبادرة، يتم تعيين متطوعين من المجتمع المحلي، ليُشاركوا في برنامج تدريبي مكثف لمدة يومين حول جمع البيانات والبحوث. من أجل إستيعاب الإختلافات الثقافية على مر الزمن، تم وضع جدول زمني مخصص على أساس أحداث المجتمع بدلاً من التواريخ بحيث يتمكن الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات من الإجابة على أسئلة الاستطلاع بدقة. كان المتطوعون يسيرون من منزل إلى آخر، ويقومون بمقابلة ارباب الأسر المعيشية (وعادة ما تكون النساء حيث أن أغلبية الرجال في العمل في المناجم). وإستغرقت هذه المقابلات ساعة واحدة تقريبا وقدمت معلومات عن الرعاية ما قبل الولادة وما بعد الولادة، وصحة الأطفال، والتعليم، وعمالة الأطفال، والنظام الغذائي. وإلى جانب عمل المتطوعين، قام الشركاء المحليون للمنظمات غير الحكومية بتوفير الرصد والدعم الميدانيين يومياً، وقام موظفو وونا سانانا (Wona Sanana) بالمحافظة على اتصال وثيق بجميع المشاركين.

يتم جمع البيانات ومراجعتها من قبل قائد فريق من المجتمع، ويقوم الشركاء من المنظمات غير الحكومية بإرسال المعلومات إلى وونا سانانا (Wona Sanana) ليتم تحليلها وإضافتها إلى قاعدة بيانات وطنية. ثم تُعرض النتائج على جميع أعضاء المجتمعات المشاركة في عرض تقديمي بسيط بإستخدام الصور واللغة المحلية. وبناءً على النتائج والتحاليل، يقرر المجتمع بعد ذلك ما يجب القيام به لحماية أطفاله بشكل أفضل وإنشاء مشاريع مناسبة لذلك. قدمت وونا سانانا (Wona Sanana) بعض التمويل إلى جانب المساعدة الفنية.

منذ بدء المبادرة، دربت وونا سانانا (Wona Sanana) أكثر من 250 متطوعاً لجمع البيانات، وقابلت أكثر من 5900 أسرة، وجمعت بيانات عن أكثر من 19000 طفل موزمبيقي. سجلت حملة المواليد 11000 طفل في ثلاث محافظات حيث بينت النتائج أن أقل من 50% من الأطفال غير مسجلين. أنشأت بعض القرى مراكز لتعليم الطفولة المبكرة في حين قدمت بلدان أخرى التعليم والتدريب للآباء والأمهات والمعالجين التقليديين للوقاية من الملاريا والإسهال، التي ثبت أنها أكثر أمراض الطفولة شيوعًا. كما طورت وونا سانانا (Wona Sanana) منهجيات تعليمية مبتكرة للأطفال في سن التعليم الابتدائي ومرحلة ما قبل المدرسة ومبادرة بحثية حول فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.

كان لمبادرة جمع البيانات تأثير قوي على المجتمعات المحلية والشركاء من المنظمات الغير حكومية لأنها قامت بتزويدهم بمهارات ومعارف جديدة في مجالات مثل البحث والتخطيط الإستراتيجي وحل المشكلات المجتمعية. هذه المهارات يمكن إستخدامها في الأهداف المستقبلية. إن البيانات التي تم جمعها من المبادرة تمتاز بمجموعة متنوعة من الإستخدامات. ويمكنها أن تعزز وتقر مقترحات لجمع التبرعات وتوفر أساساً لعمليات التقييم اللاحقة للبرنامج حيث أن المجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية لديها الآن بيانات من قَبل تنفيذ مختلف المشاريع. كما بين مشروع جمع البيانات أهمية حقوق الأطفال في تحقيق الرفاهية العامة للمجتمع.

للحصول على معلومات ذي صلة حول تكتيك "البحث التشاركي"، اقرأ دراسة الحالة المعمقة لدينا.

التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

كان لدى وونا سانانا (Wona Sanana) العديد من المشكلات التي يجب وضعها في عين الإعتبار أثناء إجراء البحث. كان من المهم أن تكون المنظمة مواكبة للتقاليد والقيم الفريدة لكل مجتمع، وإحترام تفوق قادة المجتمع ووضع جداول زمنية مخصصة. يجب على المنظمات الأخرى العاملة في بلدان شديدة التنوع أو المنعزلة أن تضع هذه الحقيقة في الإعتبار. يساعد إحترام التقاليد والقيم المحلية على خلق علاقة متبادلة المنفعة بين المجتمعات والمنظمات. إضافة إلى ذلك، بيان حقيقة أن العديد من الناس كانوا أميين، كان من الضروري بالنسبة لوونا سانانا (Wona Sanana) إنشاء تمثيل صوري. يجب أن تنظر المنظمات الأخرى في هذا التكتيك عند العمل مع المجتمعات الأميّة. كما حظي وونا سانانا (Wona Sanana) بحسن الحظ في العمل مع المنظمات غير الحكومية المحلية. يمكن أن يكون هذا مفيدًا للمنظمات الخارجية لإنشاء اتصال مع المجتمعات التي قد تكون غير موثوقة من الغرباء ولكن قد يكون لديها بالفعل اتصال ثابت مع منظمة غير حكومية.