إيجاد آليات بديلة لحل النزاعات للحيلولة دون تدخل الشرطة غير الضروري

وكبديل للنظام القضائي الجنائي أوجد مركز ضحايا التعذيب في نيبال (CVICT) عملية لوساطة المجتمع تمكن بعض الناس من البقاء بعيداً عن الاعتقال غير المبرر، وجرّهم إلى مراكز الشرطة حيث يتعرض ستون في المئة من المعتقلين للتعذيب لإجبارهم على الاعتراف.

ولقد قام مركز ضحايا التعذيب (CVICT) بأبحاث تناولت أنواع النزاعات التي تحدث، تلاها عقد دورة لقادة المجتمع، بما في ذلك النساء والداليت (من طبقة المنبوذين)، حول تسوية النزاعات بأسلوب وساطة المجتمع على أساس الحقوق. وتكون وساطة المجتمع متوفرة من أجل النزاعات التي لا تدخل ضمنها الجرائم العنيفة كما وأنها تنطبق على الجميع بغض النظر عن السن أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية أو التحديد الطبقي الاجتماعي لدى الهندوس. ولقد عقد مركز ضحايا التعذيب (CVICT) اجتماعات جماهيرية في كل مجتمع من أجل توظيف مدربين. وقد طلب المركز ترشيح أشخاص لهذه المهمة حيث خضع المدربون إلى تدريب تركز حول حقوق الإنسان. وتمكن الكثير ممن لعبوا دوراً في التوسط في النزاعات من الاستفادة من مهاراتهم الحالية، كما قاموا بتدريب آخرين على المستوى المحلي.

ويشكل هؤلاء الناس اللجان التي تتوسط في النزاعات الدائرة على المستوى المحلي. وتتكون هذه اللجان من 30 في المئة من النساء على الأقل، كما تضم ممثلاً واحداً على الأقل من الأقليات العرقية في المجتمع. وتكون الخطوات والقواعد الخاصة بالتوسط واضحة للغاية، بدءاً من وجود طلب للوساطة يشمل أيضاً تمثيلاً ذاتياً لكلا الطرفين.

وخلال جلسة الوساطة يتم وضع ما بين خمسة وتسعة وسطاء مدربين بين الأطراف المتنازعة التي بإمكانها أيضاً إحضار آخرين لمساندتها. وتقوم لجنة الوساطة بشرح هيكل عملية الوساطة، كما تقوم الأطراف المعنية ومن يساندها بالإدلاء بأقوالها فيما يتعلق بالقضية. ويعمد الوسطاء إلى فتح باب النقاش أمام أطراف النزاع حول الاختيارات الممكنة للتوصل إلى اتفاق. وبشكل عام تصدر الحلول بهذا الشكل من جانب أطراف النزاع ومن المجتمع، إلا أن لدى الوسطاء السلطة أيضاً لأن يقرروا إجراء تحقيقات أخرى، أو اتخاذ إجراء قانوني إذا اقتضى الأمر. ويجوز للوسيط اتخاذ قرار برفع قضية نيابة عن أحد الأطراف مما أسفر عن رغبة الأثرياء في الاندماج في العملية.

ويحرز نظام الوساطة في المحافظات الثلاث التي تم تطبيقه فيها تقدماً فيما يتعلق بتحقيق العدالة وديناميكية السلطة، كما وأنه يخفض بشكل كبير من عدد من يتم اعتقالهم. ففي السنة الأولى تم حل ثلثي القضايا من خلال الوساطة، فيما تم تحويل الثلث الباقي إلى مراكز الشرطة والمحاكم. ولقد تمكن مشروع مركز ضحايا التعذيب (CVICT) لوساطة المجتمع من حل عدد كبير من النزاعات المحلية، كما تمكن من خلق الوعي بحقوق الإنسان والحدّ من النزاعات بين الأسر والجيران. ويعمل المركز حالياً على توسعة المشروع ليشمل اثنتي عشرة محافظة في نيبال بحيث يتمكن ثلث سكان البلاد من الاستفادة من هذا المشروع.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

ينشأ هذا التكتيك من الفكرة القائلة بإمكاننا إبقاء الناس خارج مراكز الشرطة وبالتالي إبقاءهم بعيداً عن إمكانية تعريضهم للتعذيب، وذلك من خلال التوسط في النزاعات بعيداً عن النظام القضائي.

وحيث أنه كثيراً ما يتم استخدام التعذيب في نيبال كأداة للاستجواب فإن الوساطة تشكل أسلوباً ناجعاً لمنع التعذيب، وذلك من خلال إبقاء الناس خارج مراكز الشرطة. وهناك فوائد أخرى مهمة لهذا التكتيك، حيث أنه يزيد من إمكانية الوصول إلى العدالة من جانب الأشخاص الذين قد لا يكون أمامهم سبيل آخر لحل نزاعاتهم، أو رفع شكاوى ضد الأثرياء، كما وأن هذا التكتيك يدرب السكان المحليين على تولي أو توسعة أدوارهم القيادية داخل مجتمعاتهم.