كتابة Melissa McNeilly في
هذه المدونة بقلم عمر الطباخة، مدير برنامج التكتيكات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في بداية عام ٢٠٢٠ ضرب فيروس كورونا العالم بشدة وكان الجميع يشعرون بالقلق، فلقد أُغلقت المطارات وأُلغيت التجمعات وهذا بدوره قد صدم العالم أجمعه. بصفتي مدير التدريب لبرنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الانسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تغير عملي بشكل جذري، وفي غضون أيام كان لا بد من تحويل عملنا لتدريب المدافعين عن حقوق الإنسان من تدريب وجاهي إلى التدريب عبر الإنترنت. لقد تغيرت حياتي من الذهاب إلى المكتب يوميًا وعقد اجتماعات وجاهية إلى الشعور بالعزلة التامة في المنزل وعدم التأكد إلى حد ما من الوجهة التي نتجه إليها في المستقبل. ومع ذلك، كنت أؤمن دائمًا أننا نحن كبشر قادرون على صنع التغيير وتحويل المواقف السلبية إلى تجارب إيجابية، ولقد كنت مصراً على العثور على شرارة الأمل بداخلي، في الواقع، لم أعتقد أبدًا أنه سيأتي يوم وأكتب فيه مدونة عن كيف أصبحتُ فنانًا ولكن ها أنا ذا.
في ذلك الحين كنت أمتلك متسعًا من الوقت، أجلس في بيتي المصمم حديثًا حيث كانت الجدران فارغة، وقد كان في منزلي جدار كبير في غرفة المعيشة مطلي باللون الأسود الداكن، كان الجدار يصرخ مستنجداً أنه بحاجة لبعض الألوان. لأول مرة وعندما كان عمري 39 عامًا، قررت أن أضع عقلي الفني.
بدأت في استكشاف الفن التجريدي لملء تلك الجدران الفارغة، البداية لم تكن سهلة نظرًا لأن الإنترنت كان المكان الوحيد الذي يمكنني اللجوء إليه أثناء فترة حظر التجول، كان علي أن أتعلم بنفسي طريقة صناعة اللوحات التجريدية خطوة بخطوة من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت وموقع اليوتيوب.
تمامًا كما هو حال النشاط الحقوقي، تعلمت بسرعة أنه في الفن، عليك أن تجد ما يلمس مشاعرك ويلهمك للإبداع وتكون النسخة الحقيقية لنفسك كفنان. باعتبارنا ناشطين في مجال حقوق الإنسان، فإننا نستكشف وننفذ أساليب مختلفة من أجل تحقيق أهدافنا في مجال المدافعة ونميل إلى تحسينها أثناء رحلتنا للتغيير، وعلى طول الطريق، نواجه تحديات وعقبات جديدة، ونحتفل بالنجاحات الصغيرة، وهذا مثله مثل الرسم، بعد العديد من المحاولات والإخفاقات، كانت لدي الشجاعة لنشر بعض لوحاتي على صفحتي الشخصية في تطبيق "انستغرام"، عندها تلقيت تعليقات جميلة وصادقة ومشجعة، والتي كانت بمثابة الوقود الذي دفعني للاستمرار.
لقد انتقلت من الخربشة على قطع صغيرة من الورق إلى إنشاء لوحات فنية تجريدية نابضة بالحياة باستخدام ألوان الأكريليك ومعاجين النمذجة وسكاكين الرسم على لوحات قماشية حقيقية، وواصلت مشاركة أعمالي الفنية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي وبدأ الناس يلاحظون أعمالي الفنية بشكل أكبر.
وبعد فترة قصيرة، وصلت لوحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدد أكبر من الأشخاص، وبدأ بعض الأشخاص بطلب لوحات لمنازلهم أو لتقديمها لأحبائهم كهدايا. أصبح فني هذا مصدر دخل غير متوقع أثناء تواجدي في المنزل خلال الأوقات الصعبة التي فرضها علينا فيروس كورونا.
ليس ذلك فحسب، بل على المستوى الشخصي، أصبحت هادئاً أكثر واستمتعت بوقتي في المنزل أكثر عندما أمضيت وقتي في التلوين والإبداع. من خلال تجربتي، لا أستطيع أن أؤكد بما فيه الكفاية على مدى أهمية الأمر بالنسبة لنا جميعًا، ولكن بشكل خاص لأولئك منا الذين يعملون في مجالات صعبة مثل العمل الإنساني وحقوق الإنسان، أن نجد منفذًا إبداعيًا يسمح لنا بتجربة هذه المتعة.
لقد حظيت أعمالي باهتمام وسائل الإعلام في الأردن، لذا قد تمت دعوتي لإجراء مقابلة على القنوات التلفزيونية المحلية وفي الصحيفة، وهنا بدأت أتحدث علنًا عن رحلتي مع الفن وكيف تمكنت من تحويل حالة عدم اليقين الناجمة عن الوباء إلى منفذ إيجابي للإبداع.
وعندما بدأت الأمور تعود إلى "طبيعتها"، واصلت ممارسة الفن، وربما تكون إحدى أروع التجارب التي مررت بها هي عندما طلب مني برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان تقديم درس فني خلال تدريب إقليمي تم إجراؤه في منطقة البحر الميت في الأردن، ركز هذا التدريب ،الذي شارك فيه 24 مشاركًا بشكل خاص على المرونة والرعاية الذاتية، كان المشاركون سعداء بتعلم كيفية الإمساك بالفرشاة وإنشاء لوحة تجريدية لأخذها معهم إلى المنزل، والأهم من ذلك أنني تمكنت من مشاركة شغفي بالعمل الإبداعي وقدرته على التأثير على صحتنا العقلية.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن الحياة مليئة بالتحديات، ولكنها أيضًا مليئة بالفرص! أنا فخور بأنني تمكنت من البقاء متفائلاً واستجمعت الشجاعة لتجربة شيء جديد تمامًا بالنسبة لي. من خلال الرسم، أستطيع إضافة ألوان لحياتي وحياة الآخرين، وتحويل جدار أسود قاتم إلى لوحة فنية جميلة، ومع كل ضربة فرشاة، أتقدم خطوة للأمام نحو التغيير الإيجابي، بالمثل، مع النشاط الحقوقي، كل إجراء صغير نتخذه يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في رحلتنا نحو التغيير الايجابي، لذا سأكون دائمًا ممتنًا لجميع الأشخاص الذين عززوا المرونة في داخلي طوال رحلتي كفنان ناشط.
- دخولتسجيل الدخول أو إنشاء حساب جديد للتعليق.